تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[مروان الحسني]ــــــــ[30 - 03 - 06, 08:27 م]ـ

و ماذا عن المكتبة العباسية في البصرة و عن مكتبة الأوقاف في بغداد أخي الكريم؟

ـ[القرشي]ــــــــ[01 - 04 - 06, 01:02 ص]ـ

مخطوطات العراق و أحداث الاحتلال

دراسة استكشافية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد فإن من المسلمات أن بلاد الرافدين هي مهد الحضارات ومهبط الرسالات فعلى ترابها وبين نهريها نشأت أقدم السلالات البشرية وأولى التجمعات المدنية التي قادت الإنسانية إلى ما هي عليه الآن من حضارة ورقي وتقدم ورخاء وتمدن، فقبل آلاف السنين عاش إنسان بلاد ما بين النهرين، فوضع الحجر الأساس لأولى الحضارات وعلَّم البشرية كلها الكتابة منذ أن وضع على الطين أول شكل للكتابة وصاغ من الخط المسماري القديم أول الحروف.

وعندما أشرقت الجزيرة العربية بنور الإسلام ببعثة خير الأنام محمد عليه أفضل الصلاة وأتم السلام ونقل الناس من رق العبودية للأصنام إلى عبادة الواحد الذي لا ينام وكانت النقلة النوعية والفكرية والعلمية.

وشاء الله عز وجل أن تمتد الفتوحات الإسلامية وتبسط الدولة الإسلامية أطرافها لتصل إلى الصين شرقاً وإلى الأندلس غرباً وأن تبلغ أوج عظمتها و ازدهارها أيام الدولة العباسية وعاصمتها بغداد لتصبح حاضرة الدنيا ومنارها ومنهلها العذب، فكان العلماء يتوافدون إلى هذه الأرض الطيبة لينهلوا من علوم أبنائها ويستمدوا من القرآن الكريم و السنة النبوية المطهرة تعاليم الدين الحنيف الذي فيه هدى و شفاء للنفوسٍ الظمأى.

حتى أكمل الله عز وجل بهما علوم الأوائل والأواخر وتفتحت بهما كمائم المنقول

والمعقول وتحلت بعقود علومهما أجياد الفحول واشتفت نفوس العلماء من داء الأعداء

وزال خطر الكفر ومرض الإشراك بما أريق من دمائهم تحت أديم السماء فهم مخازن الفضائل والعوائد ومعادن الفوائد ومجامع المكارم والمحامد ومناحي المعروف والمقاصد.

وكان أن لم يزل العلم يعلو بقدرها ويسمو بذكرها العاصمة بغداد بعد أن صارت دار الخلافة العباسية وقرار المملكة الإسلامية وحظيت بما لم تحظ به مملكة من الممالك ولا مصر من الأمصار وحوت من أهل الفضل والدين والأدب ما لم يحوه قطر من الأقطار وكلما أفل فيها كوكب بدا كوكب.

فطائفة حفظت كتاب الله وعنيت بتفسيره وضبط معانيه وتوضيح مجمله وتبيين مفصله، وطائفة اعتنت بصنعة الحديث فحفظت كلام النبي صلى الله عليه وسلم، ونقلت فهم الصحابة والتابعين وأئمة العلم والحق المبين، وطائفة اعتنت باللغة العربية بلاغتها ونحوها وأدبها فشذبتها ونقتها مما هو دخيل عليها، وهكذا في جميع حقول العلم والمعارف؛ ونشط الكتاب والمصنفون وكثرت فنون الجمع وتنوعت موارد التأليف والتدوين والتصنيف.

قال تعالى: (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ).

فكانت الرسائل وكانت الشروح وكانت الفوائد والحكم وكان التراث الهائل من الآثار والمخطوطات شاهداً على ريادة أمة الإسلام، وكانت المكتبات هي مستودع الأمانة ومذخر الأصالة ومتحف المعرفة.

وقد تعرضت هذه المكتبات إلى هجمات وفترات أراد فيها الجهلاء محو الحضارة وشطب الرسالة فكانت الحركات الهدامة وكان الزنادقة وكان المغول والتتار والحملات الصليبية والحركات التبشيرية وغيرهم .. فأحرقوا ونهبوا وسلبوا ودمروا حتى أذن الله بزوال شرورهم.

واليوم ونحن في العقد الأول من الألفية الثالثة وبعد تلك القرون والأحقاب يعود الشر إلى سابق عهده وينتفض شيطان الكفر مرة أخرى، ويشمر عن ساعديه، ويكشر عن أنيابه ليبدو على حقيقته بجسد أمريكي وبرأس يهودي وبدعم ومباركة إخوان الصليب، انتفض بعد طول تستر وراء حجاب حقوق الإنسان ومبادئ العدل والمساواة وغيرها من الشعارات الجوفاء ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير