[موقف ابن تيمية رحمه الله من الصحابة]
ـ[علي 56]ــــــــ[01 - 09 - 04, 07:39 م]ـ
[موقف ابن تيمية رحمه الله من الصحابة]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد:
فهذا كتاب جديد يبين موقف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من الصحابة رضي الله عنهم قد استقيته من مجموع الفتاوى
وهو موضوع طويل فقد ذكرت كلمة الصحابة رضي الله عنهم فيها أكثر من ألفي مرة ولم أذكر كل ما قاله وإنما أهمه
وخلاصته ما يلي:
1. كان يترضى عن الصحابة جميعا ويحبهم
2. كان ينافح عن عدالة الصحابة رضي الله عنهم جميعا ويرد على من يطعن فيهم
3. أنه قد احتج بعمل الصحابة رضي الله عنهم واعتبر إجماعهم حجة قاطعة واحتج بالإجماع السكوتي لهم ولهذا كان يعتبرهم خير القرون بلا منازع
4. أنهم هم الفرقة الناجية ومن سار بركابهم وأنهم حجة على جميع من جاء بعدهم
5. أنه كان يرد على جميع الفرق بعمل الصحابة رضي الله عنهم سواء كانوا من المرجئة أو القدرية أو الرافضة أو المؤولة للصفات
6. أنه كان لا يعتقد بعصمة أفراد الصحابة رضي الله عنهم
7. أنه كان من أعلم الناس بأقوال وأفعال الصحابة رضي الله عنهم
8. أنه كان يأخذ باجتهادات الصحابة رضي الله عنهم وينتقي منها إذا كانوا مختلفين ما كان أقرب للكتاب والسنة
9. أنه كان يعذر الصحابة رضي الله عنهم في اجتهادهم
10. أنه رد كثيرا من الأوهام والخرافات المنسوبة للصحابة رضي الله عنهم
11. أنه كان يفاضل بين الصحابة والقرابة رضي الله عنهم
12. وفيه رد على من يزعم أن شيخ الإسلام تيمية رحمه الله يطعن في بعض الصحابة رضي الله عنهم
ويلاحظ على شيخ الإسلام رحمه الله قوة حجته ونصاعة منطقه وبعد نظره فقد كان يرد الشيء الواحد على المبتدعة بطرق عجيبة ونادرة
وقد أضفت له بحثا حول بعض التهم المنسوبة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ((زورا وبهتانا)) حول طعنه بعلي رضي الله عنه وأنه ناصبي وخير من رد على هؤلاء الأفاكين هو الشيخ ((سليمان بن صالح الخراشي))
في بحثه القيم ابن تيمية لم يكن ناصبيا وقد راجعت البحث وصححت أخطاءه المطبعية من خلال الرجوع لكلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ((في منهاج السنة النبوية)) وهذا البحث كاف في رد شبه أولئك المبطلين الذين لم يفهموا منهج شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مناقشة المخالفين لأهل السنة والجماعة ومن جهل شيئا عاداه
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في العقيدة الواسطية:
ومن أصول أهل السنة والجماعة: سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما وصفهم الله به في قوله تعالى: {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم}، وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أُحُدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه).
ويقولون ما جاء به الكتاب والسنة والإجماع من فضائلهم ومراتبهم، ويفضلون من أنفق من قبل الفتح - وهو صلح الحديبية - وقاتل على من أنفق من بعد وقاتل، ويقدمون المهاجرين على الأنصار، ويؤمنون بأن الله قال لأهل بدر - وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر-: (اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)، وبأنه لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة، كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، بل لقد رضي الله عنهم ورضوا عنه - وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة –
ويشهدون بالجنة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم، كالعشرة، وثابت بن قيس بن شماس، وغيرهم من الصحابة.
ويقرون بما تواتر به النقل عن أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه وغيره، من أن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر، ويثلثون بعثمان ويربعون بعلي رضي الله عنهم، كما دلت عليه الآثار، وكما أجمع الصحابة على تقديم عثمان في البيعة.
¥