تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[يحيى القطان]ــــــــ[31 - 05 - 04, 06:41 م]ـ

ثم اعلم أخي الحبيب:

أنني قد جربتُ نار الحصول على بعض الأصول، لكن هل يجيز ذلك لي احتكارها عن الناس في زمن حاجتهم لها، خاصة وأنك خبير بسوء عاقبة حبس الأصول عن الناس، سواء على الممتنع الضان بالأصل، أو على باقي المسلمين.

وحدِّث ولا حرج عن أصولٍ حُبِسَت ومات حابسها ولم تَرَ النور، ثم بيعت لبعض من لا يعرف قيمتها، فضاعت أصول وشُرِّدَتْ أصول، وإلى الله المشتكى.

ولستُ أنكر أن يتربح الفقير من مثل هذا، لكن تربُّح الميسور من هذا السبيل منكرٌ في الأدب، غير محمودٍ في السلوك، خاصة وأنت خبير بفقر إخوانك.

ويعلم الله كم اقتطع إخوانك من قوتهم لشراء بعض الأصول، ومع ذلك لم ننكر هذا على البائع، وإنما أنكرنا بيعه على الميسور الحال، مع احتكاره عن الناس بقصد التربح.

وانظر رحمك الله إلى سيرة السلف الصالح، وإعارتهم الكتب، والأصول، وقارن بين ذلك وبين ما نحن فيه.

والله المستعان.

وأرجو أن يكون قصدي قد وضح، ومرادي قد اتضح.

وأشكركم لشغل أوقاتكم بكلامي.

ولك خالص دعائي وسلامي.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ـ[يحيى القطان]ــــــــ[31 - 05 - 04, 06:49 م]ـ

ومع هذا أخي الكريم بارك الله فيك.

فكلامي منصب على النسخ المتداولة بين المسلمين، وعبارتي في مشاركتي الأولى واضحة في ذلك، وهي النسخ التي لا يتكلف المرء شيئًا في الحصول عليها سوى دراهم معدودة تعادل سعر تصوير الورقة العادية، ولذا كان إنكاري عليه في محله.

أما هذا الذي أنفق الغالي والنفيس على الشراء، فننكر عليه الاحتكار فقط، وهو بالخيار إما أن يجود بها على نفسه، خاصة إن كان ميسورًا، وله الأجر والمثوبة، وإما أن يبيعها لهم، وله ذلك مع كراهته في الأدب والسلوك ليسر حاله وسعة عيشه، اللهم إلا إن عَلِمَ من المشتري ثراءً هو الآخر فلا كراهة وله أن يتربح ما شاء لسعة حال البائع والمشتري على السواء.

غير أنني أناشد من ملكه الله أصلاً خطيًّا للمسلمين أن يجود عليهم به مهما كلفه ذلك، إلا أن يكون فقيرًا لا يجد بُدًّا من بيعها لهم فله ذلك.

لكن ما لا يصح أبدًا هو الاحتكار والامتناع عن البيع أو المبادلة.

ثم الممنوع أيضًا: أن يضع بعض الأصل دون بعضه، أو يجتزئ منه شيئًا يظهره، ويدع بعضه، فربما أخذه بعض الناس ولم يظهر له هذا السلوك فتقع المضرة وتكون المفسدة.

والله المستعان على كل حال.

وشكرًا للجميع.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ـ[أبو عبدالله النيسابوري]ــــــــ[03 - 06 - 04, 06:02 ص]ـ

بارك الله فيكما ...

وأقول أخي القطان ما الفرق بين التجارة في الكتب والتجارة في المخطوطات؟؟؟

ووالله ثم والله كم بذلنا من الأموال التي لم يبذلها كثير من المتقاعسين في سبيل الحصول على هذه المخطوطات!!!

وانا بإذن الله تعالى سوف أضع موقعاً خاصاً بالمخطوطات والأجزاء الحديثية، يتمكن الباحث فيه من الحصول على المخطوطات والأسانيد النادرة بأسعار قليلة جداً جداً.

جزاكم الله خيراً

ـ[ alnajdi] ــــــــ[06 - 06 - 04, 01:17 م]ـ

وأنا أقول إذا كانت المخطوطة قد أوقفها مؤلفها فهل يجوز المتاجرة بها، مثلا الحافظ ابن عدي أوقف كتابه الكامل على طلبة العلم فهل يجوز المتاجرة بها أريد جوابا بارك الله فيكم هذا أولا

ثانيا هناك كثير من المكتبات للعلماء قد أوقفوها لله فهل يرضي الله أولا ثم الذين أوقفوا هذه الكتب أن يأتي من بعدهم يتاجر بها أو أن يعرضها للبديل فهي لا تنفق في سبيل الله إلا ببديل وهذا لم يكن قصد العلماء في وقفها، فأنت ترى بعض المكتبات لا تقوم لك بتصوير المخطوطة الا أن تأتي ببديل وإلا فلا فهل هذا يجوز بارك الله فيكم.

ـ[يحيى القطان]ــــــــ[06 - 06 - 04, 02:39 م]ـ

أخي الفاضل النجدي بارك الله فيكم:

ما ذكرته استشكال آخر جميل، يعكر على الذين يتاجرون بالمخطوط، وفيه جواب على ما ذكره الأخ الفاضل أبو عبد الله النيسابوري حفظه الله، حيث سأل عن الفرق بين المتاجرة بالكتب والمتاجرة بالمخطوطات؟

وفي كلام الأخ النجدي حفظه الله جواب على سؤال النيسابوري حفظه الله.

ثم لم يقل أحد بتحريم المتاجرة بالمخطوطات أو الكتب، وإنما المراد حرمة احتكار هذه الأمور دون المسلمين، ومنعهم إياه؛ لأمور:

أن تراث المسلمين وعلمهم حق لهم جميعًا.

أن العلم للمسلمين كالماء والهواء، وإذا كانت الإسلام قد حرم منع الماء عن الناس فكذا يحرم منع العلم عنهم، ويدخل في منع العلم: منع المخطوط والكتاب والشريط ونحو ذلك مما يكون في منعه منعًا للعلم.

وهناك أدلة أخرى كثيرة في عدم جواز احتكار مثل هذه الأمور.

وهذا ما أردته في كلامي.

وأغلب الناس إلا من رحم الله يصل إلى حد الاحتكار للمخطوط، سواء قصد به المبادلة أو البيع للتربح.

وهذا يختلف عن الكتب المطبوعة، لأن المطبوع منه عشرات الآف في الأسواق، فلا يجري عليه أحكام الاحتكار، بخلاف النسخ الخطية التي ربما لا يعثر للكتاب الكبير سوى على واحدة أو اثنين، فلا يصح قياس مثل هذا على سابقه من الكتب المطبوعة بلا شك.

ثم أكثر الذين أعلمهم أنفقوا أموالا طائلة للحصول على المخطوطات هم من أسخى الناس بها، وأنفعهم بها للناس والحمد لله، وأمة الإسلام أمة خير وسخاء.

وإنما المصيبة فيمن لا يتكلفون شيئًا في التصوير ثم يحتكرونها.

وهؤلاء هم الذين نعيتُ عليهم سلوكهم المشين، خاصة إذا وضعوا لنا بعض المخطوط وأخفوا بعضه لنراجعهم في ذلك، ويدور الحديث ويتواصل، لعلهم يحصلون منا على بدل أو منفعة.

وهذا السلوك الأخير خاصة: هو الذي جرني للكلام الذي سطرته هنا.

فأرجو أن يكون اتضح المراد.

ولا يسعفني الوقت لأكثر من هذا، فقد حانت صلاة الظهر، وسأنصرف الآن.

وأشكر لكم وقتكم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير