تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

================================

وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا محمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ.

يَقُولُ سَيِّدُنَا وَشَيْخُنَا الجَلِيلُ السَّيِدُ الشَّرِيفُ الإِمَامُ العَالِمُ المُحَدِّثُ الحَافِظُ الثِّقَةُ الثَّبْتُ شَيْخ شُيُوخِ الإِسْلاَمِ ذُو النَّسَبَيْنِ الطَّاهِرَيْنِ، بَيْنَ دِحْيَةَ والحُسَين، نَجْمُ الدِّينِ أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ الشَّيْخِ الإِمَامِ أَبِي عَلِيِّ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بْنِ دِحْيَةَ () ?: حَدَّثَنِي بِجَمِيعِ هَذَا الكِتَابِ الشَّيْخُ الفَقِيهُ العَالِمُ الأَوْحَدُ المُحَدِّثُ الحَافِظُ أَبُو القَاسِمِ خَلَفُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ بَشْكُوَال ()، قَالَ حَدَّثَنِي بِهِ الإِمَامُ الأَوْحَدُ المُحَدِّثُ المُتْقِنُ الحَافِظُ القَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله الإِشْبِيلِيّ، المَعْرُوفُ بِابْنِ العَرَبِيِّ المَالِكِيِّ قَالَ:

[خطبة الكتاب]

الحَمْدُ لله مَبْلَغُ الجَهْدِ ()، إِذْ لاَ يَسْتَطِيعُ العَبْدُ أَنْ يَبْلُغَ غَايَةَ () الحَمْدَ، وَكَيْفَ يَتَعَلَّقُ لأَحَدٍ طَمَعٌ بِهِ () وَالمُصْطَفَى ? يَقُولُ -[وَهُوَ] () أَقْرَبُ مَا كَانَ مِنْ رَبِّهِ -: Mلاَ أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ l( )، وَمَعْلُومٌ أَنَّ المُصْطَفَى ? أَدْرَكَ مِنْ حَمْدِ رَبِّهِ في حَيَاتِهِ مَا لَمْ يُدْركْهُ بَشَرٌ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ، وَمَعَ ذَلِكَ فَإِنَّهُ لَمَّا أَخَبَرَ عَنِ المَقَامِ المَحْمُودِ قَالَ: Mفَأَحْمَدُ رَبِّي بِمَحَامِدَ يُعَلّمنيهَا حِينَئِذٍ لاَ أَعْلَمُهَا الآنَ l( )، فَلَيْسَ في القُوَّةِ () البَشَرِيَّةِ أَنْ يُحِيطَ بِمَجَامِعِ الثَّنَاءِ عَلَى الجَلاَلَةِ الإِلَهِيَّةِ، فَقَبْضُ العَنَانِ عِنْدَ عَدَمِ () الاسْتِطَاعَةِ عَقِيدَةُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ، وَإِنْ تَعطَّشْتَ () لِمُعْتَمَدٍ مِنَ المَعْنَى، يَكُونُ لاعْتِقَادِ ذَلِكَ عُدَّةً وَمَغْنَى، فَقَدْ عَلِمْتَ () أَنَّ الشُّكْرَ أَخَصُّ مِنَ الحَمْدِ، وَلاَ يُحْصَى وَاجِبَهُ بِقِصَرٍ، فَإِنَّ النِّعَمَ أَعْظَمُ مِنْ مَعْرِفَتِنَا فَلاَ تَبْلُغْهَا ()، أَلَمْ تَرَ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} ()، وَإِذَا كَانَ الشُّكْرُ الأَخَصُّ يَعْلُو عَلَى القُدْرَةِ، فَالحَمْدُ الأَعَمُّ بِذَلِكَ أَوْلَى مِنْ أَوَّلِ مَرَّةٍ. [/]

فَنَسْأَلُ اللهَ العَظِيمَ أَنْ يَتَغَمَّدَنَا بِرَحْمَتِهِ () بِقِسْمٍ يُضَعِّفُ مِنْهُ ثَوَابَنَا، وَيُكْرِمُ بِهِ مَآبَنَا، إِنَّهُ المُنْعِمُ الكَرِيمُ.

وبَعْدُ: فَإِنَّ طَائِفَةً مِنَ الطَّلَبَةِ عَرَضُوا عَلَيَّ رَغْبَةً صَادِقَةً في صَرْفِ الهِمَّةِ إلى شَرْحِ كِتَابِ أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ، فَصَادَفُوا مِنِّي ابْتِعَادًا عَنْ أَمْثَالِ () ذِي، وَفِي عِلْمِ عَلاّمِ الغُيُوبِ أَنِّي أَحْرَصُ النَّاسِ عَلَى أَنْ تَكُونَ أَوْقَاتِي مُسْتَغْرَقَةً في بَابِ العِلْمِ، إِلاَّ أَنِّي مُنِيتُ بِحَسَدَةٍ لاَ يَفْتَؤُونَ ()، وَمُبْتَدِعَةٍ لاَ يَفْهَمُونَ، قَدْ قَعَدُوا مِنِّي مَزْجِرَ الكَلْبِ يُبَصْبِصُون، وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يَتَرَبَّصُونَ: {قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون}

? J( )، بَيْدَ أَنَّ الامْتِنَاعَ عَنِ التَّصْرِيحِ بِفَوَائِدِ المِلَّةِ، وَالتَّبْرِيحِ () بِعَوَائِدِ () الرِّحْلَةِ، لِعَدَمِ المُنْصِفِ، أَوْ مَخَافَةَ المُتَعَسِّفِ () لَيْسَ مِنْ شَأْنِ العَالِمِينَ، أَوَ لَمْ يَسْمَعُوا () قَوْلَ رَبِّ العَالَمِينَ لِنَبِيِّهِ الكَرِيمِ: ? {فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين} ()، وَقَالَ في المُعتَرِضِينَ وَالمُنْكِرِينَ: {أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين} ().

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير