تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ونزلت سورة التوبة وفيها البراءة من المشركين في قوله تعالى: {وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ}.

كما ورد في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا} وأُعلن الإنذار في حج السنة التاسعة من الهجرة وتطايرت أخبار هذا الإنذار في الجزيرة العربية فاتجهت وفود القبائل العربية إلى المدينة المنورة لكي تعلن إسلامها وكان من ضمن الوفود وفد الأزد برئاسة صرد بن عبدالله الأزدي وقد توسم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم مخايل الرئاسة فجعله على رئاسة قومه وأمره أن يجاهد بمن أسلم من قومه من حوله من المشركين .. وكان من أهل مدينة جرش هدفه الأول لاحتضانهم العديد من الأصنام الشركية فزحف بمجموعة من المسلمين حتى طوق مدينتهم، ولم يكن يخفى على أهل مدينة جرش زحف جيوش المسلمين عليهم فاتخذوا العدة لصد جيوش المسلمين عن المدينة وكانت مغلقة الأبواب حصينة الاسوار، وقد طوقها جيش المسلمين من الجهات الأربع وأحكم الحصار عليها وقطع المؤن عنها ودام الحصار شهرا لم يتمكن المسلمون من التأثير الحاسم على المدينة لحصانتها وعندما رأى القائد المحنك صرد بن عبدالله أن المدينة عصية على جيش المسلمين رغم الحصار الشديد فاتخذ خدعة الانسحاب لكي يوهم أهل جرش أنه ولى منهزماً عنهم حتى إذا كان بسفح جبل شكر خرج أهل مدينة جرش وأحلافهم في طلب جيش المسلمين ظناً منهم أنهم إنما ولوا عنهم منهزمين حتى إذا كانوا على مقربة من جبل شكر. ويُعرف في هذا الوقت (بالشكرات)، انقض عليهم جيش المسلمين في هجوم خاطف وتجاول الطرفان في معركة شعواء وتساقط القتلى من الطرفين وتعانق الفرسان في المعركة وأخيراً انهزم المشركون هزيمة نكراء فأعمل المسلمون فيهم السيوف حتى اعتصم من بقي منهم بالمدينة وغنم المسلمون من خيلهم عشرين فرساً ولم تكن لتخفى تلك المعركة على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كان قد بعث أهل جرش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلين يستطلعان أخبار رسول الله وبينما كاناعند رسول الله صلى الله عليه وسلم عصر يوم المعركة جالسين مع أصحابه إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: بأي بلد شكر؟ قال الجرشيان: يا رسول الله ببلدنا جبل يقال له: كَشَر (وكذلك يسميه أهل جرش) فقال رسول الله: إنه ليس بكشر ولكنه شكر، قال الجرشيان: فما باله؟ قال رسول الله: إن بُدُنَ الله لتنحر عنده الآن فجلس الرجلان إلى أبي بكر الصديق فقال لهما: ويحكما إن رسول الله لينعي لكما قومكما فقوما إلى رسول الله فاسألاه أن يدعو الله أن يرفع ما نزل بقومكما، فقاما إليه فسألاه أن يرفع ما نزل بقومهما، فقال صلى الله عليه وسلم: اللهم ارفع عنهم، فخرج الرجلان من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعين إلى قومهما فوجدا قومهما أصيبوا في اليوم الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال وفي الساعة التي ذكر فيها ما ذكر.

وفد جرش

بعد استسلام جرش للجيش الفاتح شكل أهل مدينة جرش وفداً للذهاب إلى المدينة المنورة لمبايعة الرسول صلى الله عليه وسلم على الإسلام وقال ابن سعد في الطبقات الكبرى:

خرج وفد جرش حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا فقال: مرحباً بكم أحسن الناس وجوهاً وأصدقه لقاء وأطيبه كلاماً وأعظمه أمانة أنتم مني وأنا منكم وجعل شعارهم مبروراً وحما حمى حول قريتهم على أعلام معلومة.

وكان أول أمير لرسول الله صلى الله عليه وسلم على جرش وأحوازها: صرد بن عبدالله الأزدي - مات في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنهما:

1 - عبدالله بن ثور الأزدي - بقي إلى آخر خلافة عمر رضي الله عنهما.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير