تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2 - أبو سفيان بن حرب رضي الله عنه، جد خلفاء بني أمية ولما توفي الرسول صلى الله عليه وسلم فقد ارتد أغلب قبائل العرب في اليمن وغيرها ما عدا أهل جرش فقد كتب أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى طاهر بن أبي هالة بالتوجه إلى صنعاء وإعانة (الأبناء) الذين بقوا على الإسلام في صنعاء، وقد كتب رضي الله عنه أيضاً عنه إلى عبدالله بن ثور بن أصغر الأزدي عامل جرش في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يجمع إليه العرب ومن استجاب له من أهل تهامة ويبقى مكانه حتى يأتيه أمره.

مدينة جرش في عالم الصناعة

كانت مدينة جرش عاصمة الإقليم الأولى التي ظهر عليها الإسلام وهي عامرة كانت مركزاً هاماً من مراكز الصناعة إذ هي المدينة الصناعية الوحيدة في الجزيرة العربية التي اشتهرت بصناعة الأسلحة الحربية كالدبابات والعرادات والضبور والمنجنيق وغير ذلك من صنع آلات الحرب المستعملة وقتئذ وكان ممن زار مدينة جرش لتعلم صنع الدبابات والأسلحة الحربية من زعماء العرب كل من غيلان بن سلمة وعروة بن مسعود من زعماء ثقيف أهل الطائف ذلك أنهما أدركا أن غزو الطائف بات وشيكا من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة المكرمة في السنة الثامنة للهجرة وممن زار مدينة جرش أيضاً لتعلم صناعة الدبابات من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن سعيد القرشي - رضي الله عنه - والطفيل بن عمرو الدوسي الزهراني رضي الله عنه وقد اتجه خالد بن سعيد رضي الله عنه من مدينة جرش الصناعية إلى الطائف بدبابتين ومنجنيق كما اتجه الطفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه غلى الطائف في أربعمائة من قومه ومعه دبابة وقد اشتركت تلك الأسلحة الحربية بما فيه الدبابات في حصار الطائف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة الثامنة للهجرة وعندما تحصن أهل الطائف بسور مدينة الطائف هاجمت الدبابات سور المدينة بقيادة جنود رسول الله صلى الله عليه وسلم لقصد هدم سور المدينة فاشتبك المهاجمون مع المدافعين من أهل الطائف فصارت معركة قتل فيها البعض من الطرفين وقد برز رجل من ثقيف على سور الصحن يُحرضِّ المشركين على المسلمين ويسبُّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويبدو أن اسمه مروحاً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم روح مروحاً إلى النار فصوب إليه بعض مقاتلي المسلمين سهماً فوقع في نحره فتردَّى من الحصن فوقع على الأرض ميتاً وفي ذلك الوقت أسلم عدة رجال من ثقيف أغلبهم من الموالي ونادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما عبد نزل وخرج من الحصن فهو حرٌ فنزل منهم بضعة عشر منهم أبوبكرة والأزرق بن عقبة بن الأزرق والمنبعث وكان مولى لعثمان بن عمار بن معثب وكان اسمه المضطجع فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبعث تيمناً وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُشرف على معركة الطائف أخيراً، وهاجم المسلمون الحصن مع الدبابات يتقدمهم يزيد بن زمعة بن الأسود على فرسه فسأل ثقيفاً الأمن يريد أن يكلمهم فأعطوه الأمان بيد أنهم غدروا به عندما قرب منهم ورموه بالنبل فقتلوه ثم خرج من باب الحصن هذيل بن أبي الصلت وأخوه أمية بن أبي الصلت في اتجاه القتيل وهو لا يعلم وكان يعقوب بن زمعة كامناً عند الباب فوثب على هذيل بن أبي الصلت فأسره حتى أتى به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هذا قاتل أخي يزيد بن زمعة وسُرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أتى به إليه فأمكنه منه فضرب عنقه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جمع أصحابه ومستشاريه أثناء احتدام المعركة وشاورهم في تدبير المعركة فأشاروا بأن ينصب المنجنيق على حصنهم قال سلمان الفارسي - رضي الله عنه - يا رسول الله أرى أن ينصب المنجنيق على حصنهم فإنا كنا بأرض فارس ننصب المنجنيق على حصون الأعداء وتنصب علينا فنصيب منهم ويصيبون منا فنصبوا المنجنيق على حصن الطائف ثم نثروا الحسك حول سور الطائف لإعاقة المدافعين عن مهاجمة جيش المسلمين المهاجم بما فيه الدبابات المهاجمة، وتقول رواية (الطبقات الكبرى) لابن سعد: إن عروة بن مسعود وغيلان لم يحضرا حصار الطائف بل كانا في مدينة جرش يتعلمان صنعة الدبابات والعرادات والمنجنيق وقد عادا إلى الطائف مصحوبين بآلات الحرب كالدبابات والعرادات والمنجنيق وذلك بعد انصراف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حصار الطائف فنصبا الأسلحة المذكورة استعداداً للقتال ولكن الله ألقى في قلب عروة بن مسعود الإسلام ففشلت خطة أهل مدينة الطائف نحو الحرب والتحق عروة بن مسعود برسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم رضي الله عنه، أما ضواحي الطائف فقد أعلنت إسلامها عدا المدينة وبهذا دخلت ثقيف في الإسلام وصار منهم القادة المخلصون المناضلون عن الإسلام ونشره في المعمورة وكان من أشدهم وأدهاهم في القيادة والدهاء المغيرة بن شعبة رضي الله عنه.

المداخلات:

أشاد الدكتور محمد بن عبدالله آل زلفة بالمحاضر وبكتاباته التوثيقية عن تاريخ منطقة عسير، خصوصا وأن مؤلفاته في هذا الجانب صارت مورداً للباحثين.

الدكتور إبراهيم بن عبدالله السماري أشار في مداخلته إلى أهمية ومدى تأثير طبيعة المنطقة في رصد تاريخها.

أوضح المؤرخ فايز موسى الحربي إلى أن المقابلات قد تكون من أصح مصادر التاريخ خصوصا إذا كانت من رواة موثقين وشاهدي عيان

أشار المحاضر إلى أنه يملك مكتبة ضخمة بها أكثر من اثنين وعشرين ألف كتاب في التاريخ والأشعار والأنساب

الجزيرة

العدد: 11535

الاربعاء 9 ,ربيع الاول 1425

منقول

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير