وقد خص الخامس من فهارس الخزانة الحسنية بمخطوطات الكيمياء وتعبير الرؤيا والعلوم الخفية (29)، واعتبره المفهرس آخر فهرس للعلوم العقلية المحفوظة مخطوطاتها بالخزانة، وقد وصف فيه المؤلف 567 مجلدا فيها العديد من النوادر الفريدة أو التي يعز نظيرها وكذلك ما تم استخراجه من المجاميع. ويدل الوصف على أن مجموعة كبيرة من كتب الكيمياء نسخت برسم خزانة السلطان الحسن الأول الذي كان مولعا بعلم الكيمياء. وتضم هذه المجموعة مؤلفات جابر بن حيان (196هـ) وابن وحشية (296هـ) و منظومات الطغرائي (513هـ) وأرجوزة المنبهي (1164هـ) (30) وغيرها. وختم المؤلف فهرسه بمسارد خاصة بكل فن وهي كالتالي:
مسرد مخطوطات الكيمياء، مسرد الأوقاف وأسرار الحروف والتنجيم والزايرجة وما شابه ذلك،
مسرد بأسماء المؤلفين الذين اشتمل عليهم الفهرس وأخيرا مسرد بأسماء الناسخين حسب الرقم الترتيبي للمخطوطات. وكل هذه الفهارس مرتبة ترتيبا ألفبائيا.
وآخر فهرس يخرجه العربي الخطابي هو ذلك الذي فهرس فيه مخطوطات علوم القرآن والذي كان يريد له أن يكون القسم الأول من فهارس العلوم الشرعية (31)، وقد قسمه إلى أقسام ثلاثة:
1 – التجويد والقراءات والرسم القرآني.
2 – التفسير.
3 – مباحث خاصة أو عامة شاملة لعلوم القرآن (الأحكام، الإعراب، شرح الغريب، آداب حمل القرآن، أسباب النزول، الناسخ والمنسوخ، خواص القرآن…)
ويضم الفهرس نوادر ونفائس معظمها نصوص وأخرى عبارة عن أراجيز كانت أجوبة عن أسئلة الفقهاء المتعلقة بقراءة القرآن وتجويده ورسمه. وقد خص هذه الأقسام بمسارد بأسماء المؤلفين وختمها بمسرد للنساخ، على غرار ما صنعه فيما سبق من فهارس، وكل ذلك حسب الترتيب الألفبائي (32).
هذه جملة ما ظهر من فهارس المخطوطات المحفوظة بالخزانة الحسنية. أما ما يخص الوثائق بما في ذلك الكنانيش، فقد نشرت الخزانة فهرسين، خص المجلد الأول منهما بالكنانيش (السجلات الرسمية) واهتم الثاني بالمراسلات الملكية وغيرها، وضعهما موظفون بالمكتبة الملكية تحت إشراف مديرها آنذاك.
_ فهرس الكنانيش (33).
الكناش (34) مثل التذكرة أو الفهرسة هو تقييد يسجل فيه صاحبه شؤونه الخاصة كالإشارة إلى الكتب التي قرأها أو درسها أو ألفها أو إلى بعض الأحداث التي ربما لا نعثر عليها في كتب التاريخ. ويبدو أن هذا النوع من التأليف بدأ يظهر عند المغاربة منذ القرن الرابع عشر الميلادي (35). الكناشات كثيرة في المغرب وقد لعبت دورا مهما في الحفاظ على كثير من الأخبار وعلى العديد من عناوين الكتب وبعض محتوياتها مما جعل بعض العلماء والمؤلفين يضعونها ضمن مصادرهم على غرار ما صنعه أحمد بابا التنبكتي في مقدمة كتابه "نيل الابتهاج" (36). ويعتبر هذا الفهرس أول فهرس للكناشات المغربية الخاصة بالدولة العلوية الشريفة والتي هي عبارة عن السجلات الإدارية الرسمية لهذه الدولة وعددها خمسة وعشرون وثمانمائة كناش، أقدمها يرجع إلى عهد السلطان مولاي عبد الله بن إسماعيل (1141م – 1171م). أما مواضيعها فمتنوعة ويمكن تقسيمها كما يلي:
- قسم يشتمل على البيانات المالية المتعلقة:
أولا: بالموانئ (الصادرات والواردات).
ثانيا: بالجبايات والرسوم وخرص الغلال.
ثالثا: بمداخيل وصوائر بيت المال والأملاك المخزنية.
- قسم يحتوي على نسخ المراسلات الحكومية الصادرة والواردة.
- قسم يضم نسخ بعض المعاهدات الدولية التي أبرمتها المملكة المغربية مع الدول الأجنبية. هذا فضلا عن كنانيش أخرى متعلقة بالشؤون الخاصة بالبيت الملكي وبالأمور العسكرية.
وقد رتب هذا المجلد على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: خاص بالمواضيع مع بيان رقم الكناش وتواريخه واسم السلطان الذي تم التسجيل في عهده.
القسم الثاني: يتضمن كشفا بأسماء الأعلام البشرية الواردة في الكنانيش.
القسم الثالث: وهو كشف بأسماء الأماكن المذكورة في السجلات (37).
ويلي فهرس الكنانيش فهرس الوثائق الذي صنفت مواضيعه على الشكل التالي:
1 - الشؤون الدينية (الأحباس – الحج).
2 – الشؤون الخاصة بالبيت الملكي.
3 – التعيينات والإعفاءات.
4 – الأمن الداخلي والخارجي.
5 – أمور الجيش والسلاح.
6 – الجبايات والرسوم والمكس.
7 – الموانئ والملاحة.
8 – الشؤون المالية والاقتصادية والأملاك المخزنية والجماعية.
¥