وعلى كل فالذي يهمنا نحن أن لا ينال أحد من مقام الألوهية والربوبية، ولا من مقام النبوة والرسالة، وأن لا ينال من الإسلام والقرآن والسنة.
ولن نرضى أن تشاك شريعة الرسول صلى الله عليه وسلم بشوكة وفينا عين تطرف.
ولن يهنأ لنا عيش ولن تطيب لنا حياة ونحن نرى أركان الإيمان تنقض ودعائم الإسلام تقوض.
إن الله عدل يحب العدل ويأمر بالقسط، وإن أعدل العدل توحيد الله بالعبادة، كل العبادة، وتوحيد الطريق إليه بالإسلام دون ما سواه، وتوحيد الرسول بالطاعة والاتباع دون غيره من الناس، وهذه هي الأصول التي يبنى عليها الدين كله.
وإن من العدل الذي قام عليه الدين وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن لا يجتمع الكفر والإيمان، ولا الشرك والتوحيد، ولا الإثم والبر، ولا الجنة والنار.
(وما يستوي الأعمى والبصير. ولا الظلمات ولا النور. ولا الظل ولا الحرور.وما يستوي الأحياء ولا الأموات. إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور) (فاطر: 19 - 22).
ومن العدل الذي أمر الله به أن نتبرأ من كل مخالف معاند بحسب مخالفته وعناده، بعد أن ندعوه إلى الحق ونقيم الحجة البالغة عليه.
وإني أنصح كل من يغضب للدكتور العلوي وتدعوه لموافقته وموالاته والمنافحة عنه حمية مذهب أو عصبية مشرب أو مودة إلف وعادة ونسب، أن يفكروا في الأمر بروية وأن يقدموا حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم على كل ما سواهما من محبوب، وأن يَدَّبروا آيات الكتاب العزيز، كيف فرق العدل الحكم تبارك وتعالى بين نوح عليه السلام وابنه، بعد أن أصر على الكفر فقال له ربه: (إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح) (هود:46).
وكذا الحال مع إبراهيم عليه السلام وأبيه (فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم) (التوبة:114).
وقد أمر الله تبارك وتعالى المؤمنين بالتأسي بإبراهيم عليه السلام في تلك البراءة فقال: (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدأً حتى تؤمنوا بالله وحده) (الممتحنة:4).
ولو كان في الدين محاباة لكان أولى الناس بها ابن نوح وأبو إبراهيم وزوجة لوط وعم النبي صلى الله عليه وسلم.
ونصيحة أسديها إلى الدكتور أختم بها كلامي، أدعوه فيها إلى توبة نصوح عاجلة مما قاله وتكلم به وسطره بقلمه من كل ما يخالف شرع الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو عن غير قصد منه لذلك.
فإن استجاب وأناب فقد أفلح – والله – في العاجلة والآجلة، وإن أصر وعاند واستكبر فقد مضت سنة الأولين.
فأقول أيها الشيخ تذكر يوم العرض الأكبر (يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية).
واعتبر (يوم تبلى السرائر فما له من قوة ولا ناصر).
واعلم أنه لن ينفعك في ذلك الموقف العصيب جاه ولا منصب (يوم يفر المرء من أخيه. وأمه وأبيه. وصاحبته وبنيه. لكل امريء منهم يومئذ شأن يغنيه).
(وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى).
(يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون).
وأحذر من أن تكون ممن قال الله فيهم (وليحملن أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم، وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون).
(ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم، ألا ساء ما يزرون).
وبعد، فأسأل الله العلي العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يهدينا وإياه وسائر عباده سبيل الرشاد، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وأن يعيذنا من أهواء نفوسنا الأمارة بالسوء وأن يجعل هوانا تبعاً لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وكتب: سمير بن خليل المالكي
6/ 5/ 1417 هـ
**
الفهرس
تسلسل الموضوع صفحة
1 تقديم
تمهيد
2 تعريف بكتاب "الذخائر المحمدية"
3 عرض وتحليل
4 تعريف بكتاب "شفاء الفؤاد"
5 عرض وتحليل
6 الخلاصة
المقدمة
7 (اعبدوا الله ما لكم من إله غيره)
8 (ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله)
9 (وقالوا لا تذرن آلهتكم)
10 سد ذرائع الشرك
11 " ألا فلا تتخذوا القبور مساجد "
12 (لا تغلوا في دينكم)
الباب الأول
الدعوة إلى الشرك
13 شرك العبادة
14 صورة مثال النعل النبوي الشريف
15 ( .. بل هم أضل)
16 الشرك في الربوبية
17 فصل: أقوال السلف في مسألة علم الغيب
18 فصل: (وذروا الذين يلحدون في أسمائه)
الباب الثاني
19 الافتراء على الملائكة الكرام
الباب الثالث
20 نقض أركان الإيمان
12 الخاتمة
**
وفي الختام أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجزي الشيخ سمير المالكي خيراً على ما قام به من دفاع عن التوحيد والسنة ومحاربة للشرك والخرافة وأسأل الله له التوفيق والثبات إنه سميع مجيب.
كما أسأله سبحانه وتعالى أن يجعل أعمالي خالصة لوجهه الكريم وأن يجعل أعمالي نافعة للاخوة الكرام.
وصلى الله على نبينا وقدوتنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
¥