تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

دعا إلى إنشائها جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله، وقد تبعت وزارة الحج والأوقاف التي أنفقت على تكوينها من ميزانيتها في عهد وزيرها السيد حسن محمد كتبي، وافتتحها سمو الأمير عبد المحسن بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة، نيابة عن جلالة الملك فيصل في موسم الحج عام 1391هـ بعد الحج مباشرة (18).

وقد أنشئت هذه المكتبة في علو المسجد بفنية وتصميم دقيقين، في الجدار الغربي من التوسعة السعودية فوق خوجة أبى بكر الصديق، بحيث يقع باب المكتبة في داخل باب الصديق في الجانب الشمالي فيه الملاصق للباب مباشرة، ويصعد إليها بدرج (19)، وقد أشرف على إنشائها السيد حبيب محمود أحمد رئيس مجلس أوقاف المدينة (20) وكانت عبارة عن بهو مستطيل يمتد من الشمال إلى الجنوب، يستطيع الجالس فيها مشاهدة جموع المصلين بالمسجد من نوافذها الأربعة الداخلية الزجاجية، ويستطيع سماع قراءة الإمام وخطبة الخطيب بواسطة مكبرات الصوت. وتتكون من غرفتين واحدة فوق الأخرى؛ السفلى تضم المصاحف، أما العليا فبها بعض الآثار (21)، وهي التي أطلق عليها البعض غرفة الستائر الذهبية؛ إذ كان يوجد بها ست وثلاثون ستارة ذهبية (22)، كتبت عليها بعض الآيات القرآنية بالخطوط الذهبية، كتبها الخطاط مصطفى راقم أستاذ السلطان محمود العثماني (23).

والمكتبة تحتوي على مجموعات كثيرة من المصاحف الخطية النادرة القديمة للقرآن الكريم المجمعة من الحرم النبوي، إضافة إلى مجموعات أخرى جمعت من مساجد ومكتبات وقفية، تبلغ (1878) مصحفاً، (84) ربعة قرآنية (24)، أوقفها المخلصون للدين الإسلامي على اختلاف وظائفهم وألقابهم وطبقاتهم، كهدايا للمسجد النبوي الشريف تيمناً وطلباً للمثوبة من الله، وتمثل المكتبة بما تحويه المراحل المختلفة لتطور الخط العربي، وتطور صناعة الورق وفن التزين واستخدام الذهب والفضة في التلوين، إلى جانب الألوان الأخرى؛ لإخراج الكتاب الكريم إخراجا فنياً بديعاً، وكذلك التعرف على أنواع الحبر المستخدم (25) ويرجع تاريخ أقدم مصحف فيها إلى عام 515هـ، وهو بخط محمد الكازروني مذهب الإطار والفواصل بين الآيات، ويتلوه في القدم مصحف يرجع تاريخه إلى عام 549هـ وهو بخط أبي سعد محمد بن إسماعيل ومساحته 20×30 سم2، وتاريخ إهدائه عام 1253هـ. كما تتنوع أحجام المصاحف وأشكال الكتابة والورق، فأضخم مصحف مكتوب على ورق الغزال يرجع تاريخه إلى 1240هـ بخط غلام محيي الدين، ويزن هذا المصحف 154كغ ومساحته 14.5× 80 سم2، وجلده مبطن بالقطيفة، وزواياه محلاة بالمعدن لتقويته وتدعيمه، وأما أصغر مصحف لا يتجاوز حجم كف اليد، وهو من إهداء علي بن يوسف بن مصطفى داغستاني عام 1341هـ، وكتابته عام 1018هـ (26).

والمكتبة بها نوعان من الخزائن: النوع الأول من خشب الأبنوس الأسمر المرصع بالعاج الأبيض الناصع، منها ما هو مكتوب عليه بالعاج والفضة آيات قرآنية وأبيات شعرية في غاية الروعة و الإبداع، ومنها ما يمثل زخارف في غاية الحسن والجمال، وهذه الخزائن (27) من مهديات أم الخديوى عباس باش الثاني إلى المسجد النبوي سنة 1328هـ، أما النوع الثاني فهي خزائن حديثة جميلة فائقة الجمال أبوابها من زجاج، وقد نسقت بها المصاحف الأثرية، وروعي في تنسيقها جمال خطها وأقدمية تاريخ كتابتها (28).

وتضم المكتبة إلى جانب ذلك العدد الضخم من المصاحف، لوحات خطية كتبها السلاطين وخطاط المسجد النبوي الشريف، وسجاجيد أثرية مكتوب عليها آيات قرآنية بأبدع الخطوط تزين جدار المكتبة، وشموع يصل طول بعضها إلى 60 سم وعرضها 15 سم، وقواعد تلك الشموع مصنوعة من الفضة أو النحاس، أضف إلى شجرتين من النحاس لإضاءة الروضة الشريفة تتحول نهايات أغصانها إلى حاملات شموع. وتوجد بعض المباخر المصنوعة من الفضة الخالصة، وكذلك توجد فيها نماذج مختلفة من أحزمة الكعبة المشرفة (29).

وقد أغلقت هذه المكتبة منذ عام 1396هـ،التي تأسست فيه الرئاسة العامة لشؤون الحرمين، ونقلت إلى مكتبة الملك عبد العزيز التابعة لوزارة الحج والأوقاف، حيث خصص لها جناح في المكتبة وحلت محلها في المسجد النبوي المكتبة الصوتية التابعة لوزارة الإعلام (30).

3 - مكتبة المدينة المنورة العامة ’’ مجمع مكتبات الاوقاف ‘‘:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير