تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

في غرفة الآلات الطبية توجد نماذج لمستشفى نور الدين في دمشق ومستشفى آخر في أدرنة، في كليهما كانت الموسيقى تستعمل في علاج الأمراض العقلية قبل أن يصبح ذلك مألوفاً في أوربا بزمن طويل. وتعرض في الغرفة 200 آلة طبية يرجع كثير منها إلى الطبيب الأندلسي أبي القاسم الزهراوي، الذي وصف في القرن العاشر الميلادي في كتابة الآلات الطبية المعروفة في عصره. ولم تؤلف مثل هذه الكتب الشاملة إلا في العصر الحديث.

أما في قاعتي الفلك فهناك نموذج لكل من مرصد المراغة وإستانبول، كان لكليهما أثر كبير على تطور الفلك في الغرب.

كما تحظى كل من الملاحة والجغرافيا باهتمام خاص في المتحف، فمن المعروف أن كولمبوس أبحر إلى العالم الجديد ببوصلة مطورة في العالم الإسلامي. فالملاحة الحديثة هي إنجاز العرب في المحيط الهندي، حيث تركوا ما لا يحصى عدده من المسافات في سجلاتهم الملاحية وحسبوا البعد بين شرق أفريقيا وسومطرة بما لا يختلف بأكثر من نصف درجة طول عن الواقع. وهذه الدقة لم توجد في أوربا إلا بعد خمسمائة عام.

هكذا كان العرب أول من وضعوا خرائط دقيقة للعالم، لم يستطع الأوربيون إلا أن يستنسخوها. فمنذ القرن التاسع الميلادي هناك خريطة واحدة للعالم صنعت بطلب الخليفة المأمون، يعرض المتحف نسخة منها. وقد ثبت أن خرائط العالم والخرائط الجزئية الأوربية إلى بداية القرن الثامن عشر الميلادي ترجع إلى أصول عربية.

ويخطط المعهد في المستقبل القريب لانضمام عدة مئات أخرى من الآلات العربية. وإضافة إلى تلك الآلات "الجديدة" ستصنع نسخ من الآلات الموجودة الآن، وذلك لإتاحة الفرصة لعمل معارض في دول متعددة لتلك الآلات، وستسافر المجموعة أولا إلى باريس، وبعد ذلك ستكون المحطة التالية غالباً هي باليرمو في إيطاليا نظراً لوجود اهتمام خاص هناك بعرض المجموعة.

بالرغم من هذه الإنجازات فهناك جهل مستمر بهذه الفترة الإبداعية للبيئة الثقافية العربية - الإسلامية والتي استمرت أكثر من 800 سنة إلى أوائل القرن السادس عشر الميلادي. ففقط منذ ذلك الوقت بدأ الإبداع في أوربا، ولم يتجاوزوا العرب إلا في القرن السابع عشر الميلادي. وكان من أهم العوامل التي مكنت البلاد العربية الإسلامية للوصول لهذه الإبداعية -كما يذكر بروفسور فؤاد سزكين رئيس المعهد- "روح التسامح في ذلك العصر، وتشجيع الإسلام للفكر العلمي". ربما في مضمون هذه الكلمات يوجد الحل للبلاد العربية والإسلامية اليوم لكي تحول تيار الإبداعية مرة أخرى إلى بلادها.

الموضوع منقول.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير