تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[المخطوطات في دولة اليمن و أماكن تواجدها]

ـ[بن خميس]ــــــــ[29 - 01 - 05, 08:26 م]ـ

[المخطوطات في دولة اليمن و أماكن تواجدها]

المخطوطات في دولة اليمن و أماكن تواجدها

تعتبر اليمن من أكثر دول العالم وفرة في المخطوطات العربية. وتتباين الإحصاءات المتوافرة حول عدد ما هو موجود فيها تبايناً كبيراً, حيث يقدرها البعض بثمانين ألف مخطوط, في حين يوصلها آخرون إلى ما يقرب من المليون مخطوط. تغطي تلك المخطوطات جميع فروع المعرفة الطبيعية والرياضية والشرعية واللغوية والتاريخية والجغرافية, وإن كان نصيب المعارف الطبيعية والرياضية الأقل حظاً. ويمثل وجود هذا الكم من المخطوطات شاهداً على حجم الحركة العلمية التي كان من أهم أسبابها تشجيع حكام اليمن وأمرائها للنشاط العلمي, خصوصاً أن شرعية حكم الأئمة الزيدية في المناطق الشمالية كان يستند إلى ما لديهم من علم وقدرات اجتهادية.

توزع المخطوطات

تتوزع هذه المخطوطات على عدد كبير من المكتبات الخاصة وأخرى من المكتبات العامة.

من أشهر المكتبات العامة:

المكتبة الغربية في صنعاء (تأسست عام 1968) وتضم ما يقرب من أربعة آلاف مخطوط.

والمكتبة الشرقية (الأوقاف) في صنعاء وفيها ما يقرب من ألفين وخمسمئة مخطوط (تأسست عام 1925).

والدار المركزية للمخطوطات (تأسست عام 1980) وفيها ما يقرب من ألفي مخطوط.

ومكتبة الأحقاف في تريم (تأسست عام 1972) وفيها ما يقرب من خمسة آلاف وخمسمئة مخطوط.

وهناك مكتبات عامة أخرى في كل من تعز وعدن والحديدة وزبيد ولكن ليس فيها إلا عدد محدود من المخطوطات.

ولكن الثروة المخطوطة الأساسية إنما توجد في المكتبات الخاصة.

وما يؤسف له هو غياب أي حصر دقيق لها أو لمقتنياتها, وإن كان هناك بعض قوائم أولية فيها أسماء لبعض المكتبات ذات الأهمية الخاصة, وتقديرات بما يوجد فيها.

من تلك القوائم ما أعده عبدالوهاب المؤيد لدار الفرقان في لندن بعنوان "تسجيل المكتبات الخاصة للمخطوطات اليمنية".

ومنها ما أعده عبدالملك المقحفي بعنوان "أماكن بعض المكتبات الخاصة التي تحتفظ بكتب مخطوطة, وتستحق الدراسة والتصوير مع أسماء مالكيها وكميات بعضها".

وتظهر هذه وجود مكتبات خاصة يصل عدد مقتنيات بعضها إلى خمسة آلاف مخطوط.

فهرسة المخطوطات

وجهود الفهرسة للمكتبات اليمنية قديمة. ومن أوائل تلك الجهود المعاصرة فهرس المكتبة الشرقية التي وضعها محمد بن أحمد الحجري سنة 1942 ..

وقد تلتها منذ السبعينات مجموعة منوعة من الفهارس, الأغلب منها تناول المكتبات العامة. وأما ما تناول المكتبات الخاصة فقليل للغاية. أهمها ما قام به عبدالله الحبشي تحت عنوان "فهرس مخطوطات بعض المكتبات الخاصة في اليمن" الصادر عن دار الفرقان, حيث فهرس ثماني مكتبات تضم ما يقرب من ألف مخطوط.

وما قام به عبدالسلام الوجيه تحت عنوان "مصادر التراث في المكتبات الخاصة" الصادر عن مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية, حيث فهرس تسعاً وثلاثين مكتبة فيها ما يقرب من ألف وتسعمئة مخطوط أصلي وألف وثلاثمئة مخطوط مصور.

وهذه الجهود ما زالت تتوالى على رغم العقبات الكبيرة التي تواجهها, أبسطها صعوبة الوصول إلى المكتبات بسبب توزع كثير منها على مناطق وعرة وخالية من الخدمات الأساسية. مشكلة أخرى هي ريبة أصحاب المكتبات من كل قادم إليهم, ما يصعب القيام بفهرس دقيق, بل إن بعض أصحاب المكتبات الخاصة يفضل ألاّ يُعرف عن وجود مكتبته.

مشاكل المخطوطات

تعاني تلك الكتب ما تعانيه مثيلاتها في بقية دول العالم الإسلامي, ولكن قد تكون لظروف اليمن خصوصية أضافت إلى معاناة تلك الكتب معاناة أخرى. فنجد أن معظم المخطوطات لا تلقى من المعاملة ما يستحق أن يطلق عليه حفظاً. ولذلك تتعرض المخطوطات في شكل متواصل للتلف والتآكل بسبب سوء أوضاعها, بل أصبحت مادة غذائية وفيرة للأرَضة والفئران. وهذه المشكلة مشتركة بين المكتبات العامة والخاصة, وإن كانت أشد بكثير في المكتبات الخاصة. ولعل المشكلة الأهم هي غياب التقدير الكافي للقيمة التاريخية والعلمية لتلك المخطوطات, بحيث أصبح من الممكن أن نسمع عن أوراق مخطوطات استخدمت لأغراض خاصة أو لتعليم الأطفال على الكتابة, بل استخدمت مخطوطات لسد فتحات في الحائط منعاً لدخول الريح والأمطار.

أما عمليات النهب أو البيع فحدّث ولا حرج.

وقد بدأ الاهتمام بنقل المخطوطات اليمنية إلى الخارج من القرن السادس عشر مع قدوم "لودرفيشودي بريثما" الرحالة الإيطالي الذي وصل إلى عدن سنة 1508, ثم تواصل ذلك الأمر من الأوروبيين إلى اليوم. كما قام العثمانيون بالكثير من ذلك حين نقلوا قسماً كبيراً من تراث الأمة الإسلامية إلى تركيا. ويقدر عدد ما خرج من اليمن في العقود الخمسة الماضية فقط بعشرة آلاف مخطوط.

جهود التحقيق

من حيث التحقيق, فإن عدد ما حقق من التراث اليمني إلى اليوم لا يصل إلى الأربعمئة كتاب, ثلثا المحقق منها موزع بالتساوي تقريباً بين كتب التاريخ والتراجم والجغرافيا من جهة وبين كتب العلوم الإسلامية من جهة أخرى, وأكثر من ربع ذلك بقليل نُشر خارج اليمن ..

ويعود سبب ضعف مشاركة اليمن في تحقيق تراثها إلى محدودية الدعم الذي يلقاه هذا النشاط. وحالياً تتصدر مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية في نسبة ما حققته من التراث اليمني, يليها كل من مركز الدراسات والبحوث اليمني ومركز بدر العلمي في صنعاء إذ عمل كل منهما على إخراج 6 في المئة من مخطوطات المعتزلة.

( ...... )

منقول بتصرف

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير