تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويعتبر كتاب "الوسيط في تراجم أدباء شنقيط" أول مرجع مطبوع عن أدب بلاد شنقيط، وقد ألفه محمد بن الأمين الشنقيطي بطلب من محمد الخانجي صاحب مكتبة الخانجي في مصر وطبع سنة 1911م/1329هـ، يقول المؤلف في مقدمة الطبعة الأولى:"ولما لم يتقدمني في هذا من أستمد منه ولم يكن في هذه البلاد -مصر- من يمد إليّ يد المساعدة كنت حريا بالمعذرة ممن تطمح نفسه إلى أكثر مما جمعت، وسأرتبه على أشعار القبائل، كل قبيلة في موضعها على حسب فكري، وسأذيله بفصول عديدة يعترف الناظر إليها بأنها مفيدة تتضمن تاريخ مدة تلك البلاد وحدودها وحروبها وأصناف من يسكنها إلى غير ذلك من عاداتهم وأخلاقهم وما يتعلق بهم.

وفي مقدمة الطبعتين الثانية والثالثة أثنى السيد فؤاد سير أمين المخطوطات بدار الكتب المصرية على الكتاب وصاحبه، ووضع له ترجمة قال فيها: " ولد محمد بن الأمين الشنقيطي 1289هـ على الأرجح، نشأ في بلاد شنقيط وتلقى العلم فيها على يد شيوخها، ثم قام برحلة إلى أنحاء بلاده، درس فيها حالتها الاجتماعية وتعرف مواطنها والتقى بعلمائها وأدبائها وجمع فيها أكثر مادة كتابه هذا جمعا دقيقا ممتعا. وفي سنة 1315هـ بدأت رحلته إلى المشرق، فأدى فريضة الحج 1317هـ والتقى هناك بعلماء مكة والمدينة، فأخذ عنهم واستفاد منهم ثم خرج إلى بلاد الروسيا وخاصة المواطن الإسلامية فيها، وانتقل بعد ذلك إلى تركيا فدخل الأناضول والأستانة وأزمير وزار معاهدها العلمية ومكتباتها النفسية. وعاد من هناك 1319هـ قاصدا سوريا واجتمع ببعض أفاضلها وعلمائها ". ويرجح فؤاد أن يكون الشنقيطي دخل القاهرة 1320هـ لأنه طبع بها كتابا بنفس السنة، واستقر في القاهرة منذ ذلك التاريخ متصلا بالأوساط العلمية فيها ومنكبا على العرض والتصنيف والتحقيق، وقد أهداه المويلحي كتابه "حديث عيسى بن هشام " تقديرا لجهوده في إحياء التراث والإسهام في النهضة العربية الحديثة، وقد ترك 14 كتابا بين الشرح والتأليف: في الشعر والأصول الفقهية والتعاليم الصوفية وفصول وأصول اللغة إضافة إلى عيون الأدب العربي. لقد تضمن كتاب الوسيط مقتطفات 82 شاعرا من أبرز شعراء البلاد خلال قرنين من الزمن وأورد لهم 4500 بيتا شعريا ثم أورد الدكتور محمد المختار بن أباه نحو 6000 بيتا لم ترد في الوسيط موزعة بين 94 شاعرا منهم 53 لم يذكرهم كتاب الوسيط.

إن آثار النهضة الثقافية والأدبية التي شهدتها هذه البلاد حطمت التصنيف التقليدي لعهود الانحطاط في الأدب العربي. يقول طه الحاجري: "إن الصورة التي أتيح لنا أن نراها لشنقيط خلال قرنين جديرة أن تعدل الحكم الذي اتفق مؤرخو الأدب العربي على اطلاقه8 على الأدب العربي عامة. في هذه الفترة التي يغطيها كتاب الوسيط ... فهو في جملته بعيد عن التهافت والفسولة.

وقد تبنى الدكتور جمال ولد الحسن في رسالة جامعية من تونس هذه النظرية مذكرا بمعطيات تاريخية دقيقة ومقدما وصفا لأساليب الشعر الشنقيطي في القرن 13هـ متجاوزا بذلك مرحلة التدوين والتوثيق ومؤكدا أن الأحكام المتداولة في تاريخ الأدب العربي قائمة على تدوين ناقص ينطلق من المركز ويتجاهل الأطراف.

إن هذا الأدب يظلمه أبناءه إذا لم يجدوا في التعريف به ويظلمه العرب إذا أعرضوا عن التعرف عليه، إلا أنه كلما كانت الثقافة غير مدونة اقتربت من الفلكلورية وبعدت عن سرعة التطور والتجديد.

أعلام من شنقيط

يقول د. عبد اللطيف الخالدي "إن من الشناقطة علماء لا تغالي إذا قلنا عنهم أنهم لا يقلون أهمية عن أمثال "جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا وأبي الثناء الألوسي وعثمان بن سند وأضرابهم".

كان من هذه البلاد علماء رفعوا اسمها في الديار العربية والإسلامية فكان لهم حضور كبير في بلاد المغرب والسودان وبلاد الشام وتركيا والعراق والهند واليمن .... وكان حضورهم البارز في نجد والحجاز حيث كانوا يأتون بكثرة لأداء فريضة الحج.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير