وقد تحدث بعض أعلام الفكر العربي بإعجاب عن هؤلاء الشناقطة، ففي بلاد المغرب العربي ونجد محمد يحيى الولاتي ومحمد بحطيه بن عبد القادر في تونس، ويقول المؤرخ الليبي المعروف علي المصراتي أنه أخذ العلم في بداية حياته عن العلماء الشناقطة أبناء مايابي، وكان الأعمش الجكني صاحب محضرة كبيرة في تندوف جنوب الجزائر وكانت لبلاد شنقيط سفارة قديمة في البلاط الملكي في المغرب وكان الشاعر الكبير سيدي عبد الله بن محمد بن القاضي العلوي على صلة وثيقة بالمولى إسماعيل سلطان المغرب وابنه محمد العالم الذي كان حاكما على السوس أما الشعراء ابن رازكه وعبد القادر بن محمد سالم وأحمد ابن محمد كانت لهم مساجلات شعرية مع علماء فاس إضافة إلى جهاد لشيخ ماء العينين في إقليم الصحراء الغربية.
ـ محمد محمود ابن التلاميد: تجول في عدد من البلدان وأدى فريضة الحج وبهر الناس بسعة علمه وقوة حافظته وجرأته وتوطدت علاقته بملك الأردن عندما كان أميرا على الحجاز ولكنه لم يوفق في مراعاة خواطر الكثيرين فانتقد على علماء المدينة ودخل في جدل مع علماء مصر حول مسائل عديدة فتمت مضايقته مرارا وكانت علاقته وطيدة بالشيخ محمد عبده ومحمد رشيد رضا، ووصفه الزركلي في "الأعلام" بأنه (علامة عصره في اللغة والأدب) واستعرض الدكتور أحمد حسن الزيات شيئا من تاريخه ومعاركه وبعض أعماله الجليلة وذكر أنه نشر المخصص وحرر القاموس ....
وتقديرا لمكانته كلفه السلطان العثماني عبد الحميد بالسفر إلى إسبانيا لوضع فهرس للمخطوطات العربية وأعطاه سفينة خاصة يرافقه أحد العلماء التونسيين وعندما أنجز مهمته رفض تسليم القائمة للسلطان لسوء تفاهم حدث بينهما.
ولا تزال نسخة من هذه المخطوطة في المكتبة الوطنية التونسية وكان الملك أوسكار ملك السويد والنرويج قد طلب من السلطان أن يوفد إليه الشيخ الشنقيطي ليحدثه عن أيام العرب وأشعارهم.
ـمحمد أمين فال الخير الشنقيطي: توطدت علاقته بالمصلح البحريني الشيخ عبد الوهاب الزّياني وبأمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح، واحتفل به النادي العربي بالكويت عدة مرات وفي محافظة البصرة، أقام في قرية "الزبير"و أسس بها (جمعية النجاة ومدرستها) وشارك في معركة الشعيية ضد الإنكليز وقد خصصت له العراق أول كتاب مطبوع في سلسلة "أعلام البصرة".
ـمحمد محمود التندغي: شهد له العلماء العراقيون أنه كان آية في الحفظ والحديث ومعرفة رجاله، انتقل إلى الأردن ودفن في عمان، وقد قلد الملك ابنه محمدا عدة مناصب كقاضي القضاة ووزيرا للعدل ثم عينه الملك حسين سفيرا.
ـمحمد الأمين بن المختار الشنقيطي الملقب ابن اخطور: صاحب" كتاب أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن". وقد جمع الأستاذ الخليل النحوي كتابه بلاد شنقيط المنارة والرباط أسماء أكثر من 12 علامة من الأعلام الشناقطة في مصر أشهرهم:
ـالعلامة سيدي عبد الله بن الحاج ابن إبراهيم الذي مر عائدا من الحج فأكرمه الأمير محمد علي وأهداه فرسا إلا أنه باعها ليشتري كتاب "شرح الحطاب علي خليل" ثم واصل رحلته وجاهد في المغرب ضد البرتغاليين وأكرمه السلطان سيدي محمد.
ـمحمد حبيب الله بن مايابي: كان أستاذا ومدرسا بالأزهر الشريف وترك 34 مؤلفا أبرزها كتاب "زاد المسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم".
لقد تحدث عميد العربي د. طه حسين عن الشيخ الشنقيطي دون أن يذكر عالما بعينه فقال في الأيام"كان أولئك الطلبة يتحدثون بأنهم لا يروا قط قريبا للشيخ الشنقيطي في حفظ اللغة ورواية الحديث سندا ومتنا عن ظهر قلب ( ... ) وكانوا يذكرون أن له مكتبة غنية بالمخطوط والمطبوع في مصر وأوربا وأنه لا يقنع بهذه المكتبة وإنما ينفق أكثر وقته في دار الكتب قارئا أو ناسخا ".
ويقول الأمين العام الأسبق لمنظمة الاليكسو د. يحيى الدين صابر "كانت صورة الشناقطة وما تزال في البلاد العربية أنهم الممثلون للثقافة العربية الإسلامية في نقائها وأصالتها، وأنهم سندتها في قاصية ديار الإسلام، المرابطون في ثغورها حفاظا عليها ونشرا لها وإشعاعا بها ".
علم وتجارة ومعرفة:
¥