[رسالة مفتوحة للماجد والشيباني ويوسف زيدان (رجاء دعمها وتوصيلها لهم نفع الله بهم)]
ـ[المستشار]ــــــــ[29 - 05 - 05, 12:30 ص]ـ
بداية أرجو من المشرف الكريم تثبيت الموضوع ليراه باقي الأساتذة ويدعموه، ثم ليوصله القادرون إلى السادة المذكورين نفع الله بهم.
نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:
السادة الكرام، والأفاضل العظام: محمد بن إبراهيم الشيباني، جمعة الماجد، يوسف زيدان، نفع الله بكم البلاد والعباد، وسدد الله خطاكم على طريق حفظ التراث ونشره وترميمه، وبارك خطاكم في هذا المجال، ووفقكم لكل خير للتراث والإسلام والمسلمين ... آمين.
ثم أما بعد:
لا يخفى على جنابكم هذا المشروع العملاق الذي تفضل به على الأمة صاحب السمو والمعالي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أدام الله توفيقه لصالح الإسلام والمسلمين، ونفع الله به، وكرم وجهه بهذا العمل العملاق الذي لم يُسْبَق إليه من قبلُ، فكان حفظه الله مَثَلاً فريدًا، وإنموذجًا جديدًا في بذل التراث لأهله وأصحابه، بلا مقابلٍ، رجاء ما عند الله، فسدد الله خطوته هذه، وجعلها سببًا لرفعته، وبارك له في المال والأهل والولد.
ونحن لا ننكر أبدًا فضلكم وجهدكم وعلمكم، كما نعترف لكم بكل الحب والاعتزاز والفخر لكم أنكم شكر الله لكم سعيكم كنتم من أوائل الذين جمعوا تراثنا، وقاموا عليه، تصحيحًا وترميمًا، ولا يخفى جهدكم وعلمكم على أحدٍ من أهل الإسلام قاطبةً.
لكنكم تعلمون في الوقت نفسه ما يلاقيه المسلمون الآن، وبخاصة أرباب البحث فيهم، من فقرٍ وعوزٍ شديدين، بحيث لا يتيسر للكثيرين منهم الزاد والراحلة للحضور إليكم، لتصوير بعض ما لديكم من كنوز تراثنا العامر، سواءٌ في مركز (جمعة الماجد بدبي) أو في (مركز المخطوطات للشيباني في الكويت) أو لدى (مكتبة الإسكندرية ومديرها زيدان).
كما وتعلمون الإعواز الشديد في الوقوف على المخطوطات في فهارس هذه المراكز والمكتبات لدى الباحثين، نظرًا لعدم تيسر الطبعات المحدثة من فهارسكم بين يدي الباحثين في شتى بقاع الإسلام.
كما وتعلمون العائق الروتيني الكبير أمام تصوير بعض ما لديكم من مخطوطاتنا، فالبعض يشترط أن لا يصوِّر إلا باحثٌ، والبعض يشترط رسالة من الجامعة، والبعض يشترط البدل ... إلخ.
ولا شك أنكم أعلم بهذا وبغيره مما يدور في أروقة المراكز والمكتبات المذكورة وغيرها من دور حفظ التراث الإسلامي العظيم، سواءٌ مما مضى ذِكْره أو غيره مما لم تسبق الإشارة إليه في رسالتي هذه.
ونحن نعلم أن قصدكم هو الحفاظ على التراث الإسلامي، ونقْله لأجيال المسلمين اللاحقة بكل أمانة، ونشهد لكم أنكم حافظتم عليه، فنفع الله بكم البلاد والعباد، وأثابكم خيرًا على مجهوداتكم وأعمالكم.
لكنا نرجو منكم الكثير والكثير، وننتظر منكم أكثر مما قدمتموه، وأنتم لهذا أهلٌ إن شاء الله.
ننتظر منكم أكثر تفاعلاً مع الباحثين، في شتى بقاع الأرض، في قفزة ننتظرها منكم تفوق تلك التي قفزها الماهر الأريب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حفظه الله، حين عمل عملاً لم يسبق إليه.
لقد صنع الشيخ آل مكتوم الحياة من حوله بقفزته هذه، وحفر بها اسمه في سجل التاريخ، بأحرفٍ من نورٍ سيذكره بها التاريخ على مرِّ أجيال المسلمين المتعاقبة.
ولستم بأقل منه، نعم لستم بأقل منه، فلديكم ما لدى الشيخ حفظه الله من الإمكانيات الهائلة التي تمكِّنكم من دخول السباق معه.
نعم نربأ بكم حفظكم الله، وأنتم أهل القدرة والعلم والمجهودات العظيمة؛ نربأ بكم أن تتخلفوا عن السباق، ونهيب بكم أن تدخلوا حلبة البذل والإبداع التي بدأها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مشكورًا له سعيه، ومباركة له خطوته وبدأته.
نربأ بكم حفظكم الله من الوقوف خارج الحلبة، وأنتم أقدر الناس على دخول السباق من أوسع أبوابه.
نريده سباقًا إبداعيًّا كبيرًا نسعد بكم جميعًا، في طريق البذل والعطاء والتضحية من أجل التراث الإسلامي العظيم، الذي لا زلتم تخدمونه، أدام الله عليكم التوفيق في خدمته.
نحرِّك فيكم مشاعركم الإسلامية الناضجة، وشجاعتكم العربية.
نستحث فيكم ما نعلمه فيكم من خيرٍ وعلمٍ لا نجده عند غيركم.
كما ونستحث الشيخ آل مكتوم معكم، أن لا يكتفي بقفزته هذه، وأن يجدِّد لنا دائمًا من إبداعاته الرائقة، فقد ضرب لنا أروع أمثلة البذل والعطاء، ولن نرضى منه بأقل من ذلك فيما بعدُ، وهو أهل ذلك والقادر عليه بإذن الله تعالى، ونرجو الله له التوفيق والسداد في خدمة الإسلام والمسلمين.
نستحثكم جميعًا أيها الشرفاء الكرماء العظماء صوب ((مكتبة الجامع الكبير بصنعاء اليمن)) و ((دار الكتب المصرية)) و ((مكتبة السيدة زينب بقاهرة المعز)) و ((مكتبة الإسكندرية)) و ((الخزانة العامة بالرباط المغربية)) وغيرها من دور الحفظ؛ لبذلها للناس كافة كما بذل آل مكتوم للأزهرية.
بكل الفخر والاعتزاز نشكر لآل مكتوم إبداعه المشهود، وندعو له بالمزيد، وفقه الله.
بكل الفخر والاعتزاز ننتظر قفزتكم التي لن تقبل الأجيال منكم أقل منها؛ فأنتم أهلٌ لذلك إن شاء الله.
وفقكم الله جميعًا لكل خيرٍ، وبارك جهودكم لصالح الإسلام والمسلمين، وجعلكم الله دومًا وأبدًا في خدمة تراثنا العظيم.
ولكم غاية الشكر والتقدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابنكم الصغير:
سالم عبد الهادي.
¥