تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

سبق القول بأن كلام العالِم يُعرَض على الكتاب والسنة، ويُوزَن بميزان الكتاب والسُّنَّة.

وأن كلام العالِم يُحتَجّ له، ولا يُحتَجّ به.

وأن كلام العالِم يُسْتَدَلّ له، ولا يُسْتَدَلّ به.

وهذا الاستدلال مثل الاستدلال بأفعال المشركين! حيث كانوا يَدعون أصنامهم فربما استُجيب لهم استدراجاً، وربما لبّس عليهم الشيطان فكلّمهم من خِلال تلك الأصنام فيزدادون غَيا إلى غيِّهم، وضلالاً إلى ضلالهم.

وأما قوله: [ولم يُنكِر عليه العلماءُ إلا أن يكونَ بعض الشَّاذّين الذين لَحِقوا نفاةَ التَّوسُّلِ من أتباعِ ابن تيمية]

فابن تيمية رحمه الله لم يَنْكِر التوسّل جُملة وتفصيلا! بل أنكَر التوسّل الممنوع، وأما التوسّل المشروع فهو لا يُنكِره، بل يُقرّه ويُثبته ويَدعو إليه.

ولو تأمّلت في أحوال أصحاب التوسّل البِدْعِيّ لرأيت أنهم لا يتوسّلون إلا التوسّل الممنوع! فلا يَكادون يَعرفون التوسّل المشروع!

والتوسّل المشروع هو التوسّل إلى الله بأسمائه وصفاته وبمحبة نبيِّه صلى الله عليه وسلم وبالأعمال الصالحة.

وأما نفي التوسّل الممنوع والمنع منه، فلم يَنفرد به ابن تيمية – كما يُوهمه قول القائل – ولم يَشُذّ به، وإنما أراد هؤلاء تشويه صورة ذلك العالم الرباني الذي حارب البِدع وأهلها! فوصَفُوه بالشذوذ لتنفير الناس منه ومن أقواله!

ونفي التوسّل الممنوع هو ما دلّ عليه الكتاب والسُّنَّة.

فَمِن الكتاب العزيز قول رب العزة سبحانه: (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً (56) أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا).

وقرأ ابن مسعود: {أولئك الذين تدعون .. }

وهذا في ذم ما كان عليه أهل الشرك من توسّل ممنوع!

قال ابن جُزيّ في تفسيره: المعنى أن أولئك الآلهة الذين تَدعون من دون الله يَبتغون القُرْبَة إلى الله ويرجونه ويخافونه، فكيف تعبدونهم معه؟. اهـ.

ومن السُّنَّة قوله صلى الله عليه وسلم: إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله. رواه الإمام أحمد والترمذي.

ولم يَقُل عليه الصلاة والسلام فاسألوا الله بِجاهي، أو تَوسّلوا بي. بل أمَر بسؤال الله مُباشَرة.

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 11 - 06, 05:16 م]ـ

الشيخ عبدالرحمن دمشقية

- ماذا قال الحافظ الجزري عن قبور الصالحين؟

وقد ذَكَرَ الحافظُ الجزريُّ وهو شيخُ القرَّاءِ وكانَ من حفَّاظِ الحديثِ في كتابٍ له يُسمَّى الحصن الحصين وكذلكَ ذكرَ في مختصرهِ قال: "مِن مواضِعِ إجابةِ الدُّعاءِ قبورُ الصّالحينَ" ا. هـ، وهذا الحافظُ جاءَ بعد ابن تيمية بِنحوِ مائةِ سنةٍ، ولم يُنكِر عليه العلماءُ إلا أن يكونَ بعض الشَّاذّين الذين لَحِقوا نفاةَ التَّوسُّلِ من أتباعِ ابن تيمية.

الرد المفصل

أولا: أن مس القبر أقل شأنا من اتخاذه موضعا للصلاة. والصلاة معناها الدعاء. ومع ذلك اعتبره العلماء من سنن اليهود والنصارى.

فكيف بالتوجه إلى الأموات وطلب الحوائج منهم؟

قال الغزالى " ولا يمس قبراً ولا حجراً فإن ذلك من عادة اليهود والنصارى. (إحياء علوم الدين1/ 259 و4/ 491). وحكاه النووي عن العلماء المعتبرين (المجموع شرح المهذب5/ 311). وقال الطحطاوي في حاشيته على مراقي الفلاح (ص 340) والشيخ ملا علي قاري (شرح الشفا2/ 152). وفي الفتاوى الهندية (1/ 265) " ولا يضع يده على جدار التربة ".

ونهى السبكي عن مس قبر النبي صلى الله عليه وسلم محتجا أيضا بقول مالك (شفاء السقام ص152 و155).

فهل يتراجع الأحباش عن عقيدة مس الجدران بعد هذه الأقوال؟

ثانيا: الجزري لم يذكر دليلا على الجواز وإنما قال بأنه قد جرب. والحلال والحرام يعرفان بالدليل لا بالتجربة (أنظر كتابه عدة الحصن الحصين ص26).

ثالثا: أن عمر أعلن ترك الدعاء عند القبر من غير تجربة. ولم يثبت شيء من فعل صحابي بدليل صحيح ولهذا اضطر ابن الجزري الى أن يفتح مصنع أو مختبر للتجارب.

وقد تعقبه الإمام الشوكاني مبينا أنه إن كان المقصود بذلك طلب الحوائج من الموتى فهو شرك. قال " فينادونهم مع الله ويطلبون منهم ما لا يطلب إلا من الله" (تحفة الذاكرين ص63). والشوكاني يطلق التوسل ويريد به سؤال الله بالنبي صلى الله عليه وسلم بخلاف زعمكم بأن التوسل هو إستغاثة النبي صلى الله عليه وسلم من دون الله.

رابعا: إليكم هدية من الجزري في حق ابن عربي الذي يعتقد بأن الخالق والمخلوق شيء واحد وأن فرعون مؤمن. قال ابن الجزري:

دعا ابن العُرَيبيِّ الأنامَ ليقتدوا ... بأعورة الدجال في بعض كتبه

وفرعونَ أسماه لكل محقق ... إماماً ألا تَبّاً له ولِحزبِهِ

(المصدر: كتاب الرد على القائلين بوحدة الوجود 1/ 138 وكتاب العقد الثمين ص 173 للفاسي).

http://www.truthpath.com/#26

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير