تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ه - الشيخ ظهير أحمد بن محمد بن الشيخ عبد القادر الجيلي، ذكره ابن الفوطي في كتابه الحوادث الجامعة، وبقيت أسرة الشيخ عبد القادر الجيلي تتولى العناية بالمكتبة طيلة فترة حكم المغول والجلائريين و الترك إلى أن استولى الشاه إسماعيل الصفوي على بغداد سنة 914ه فخرب المشهد والرباط وشتت شمل الأسرة القادرية في البلاد وأضحت المكتبة والجامع وملحقاتها أنقاضاً مهدمة إلى أن عاد العثمانيون واستولوا على بغداد سنة 941ه على يد السلطان سليمان القانوني، طارداً الفرس منها، فأعاد بناء المدرسة القادرية والجامع وملحقاته وأسند منصب نقابة الأشراف إلى الشيخ زين الدين الكبير بن السيد شريف الدين ت (981) ه، ثم حلت نكبة ثالثة من قبل شاه الدولة الصفوية عباس الصفوي فدخل بغداد سنة 1084ه ونهبت المكتبة وأتلفت آثارها وخرب جزء كبير من المكتبة حتى قام السلطان مراد الرابع باستعادة بغداد فأعاد نقابة الأشراف في ذرية الشيخ عبد القادر الجيلي.

وفي سنة 1246ه عم الغرق مدينة بغداد وذهبت تلك المكتبة ضحية ذلك الغرق، وفي أوائل القرن الثالث عشر الهجري بعثت خزانة الكتب القادرية من جديد كما بعثت مدرستها العلمية، إذ نهض نقباء بغداد بإغناء المكتبة بكل ما يقتنونه من الكتب والرسائل وكان للسيد علي القادري بن السيد مصطفى نقيب الأشراف ومتولي الأوقاف العامة دور كبير في رفد المكتبة بكل ما فيه إعلاء من شأنها وتعزيز من مكانتها العلمية ودورها الريادي.

ثم توالى على المكتبة شيوخ فضلاء منهم السيد سلمان بن السيد علي النقيب

ت (1315) ه والسيد عبد الرحمان النقيب بن السيد علي النقيب ت (1345) ه، والسيد يوسف الكيلاني والسيد برهان الدين الكيلاني والسيد سالم الكيلاني وهم آخر من تولى الأوقاف العامة إلى وقتنا الحاضر.

فكانت المكتبة عامرة بالكتب النفيسة النادرة منذ ذلك التأريخ و استمرت عناية الناس بها حتى يومنا الحاضر فانشأت لها بناية جديدة تلائم مكانتها العلمية ودورها الحضاري الرائد في خدمة مسيرة العلم والعلماء في هذا البلد الأصيل، إلا أن الهجمة العدوانية الشرسة على قطرنا الحبيب والتي تقودها أميركا والصهيونية العالمية استهدفت مع كل ما استهدفت جميع مراكز الإشعاع العربي الإسلامي وكان للمكتبة القادرية العامة نصيب من ذلك كما سنبين لاحقاً، وكان أول هذه المأساة أن توقف العمل الذي كان قد شرع به في أواخر أيام عهد حزب البعث البائد والذي كان عملاً يهدف إلى بناء مدرسة الشيخ عبد القادر وتوسيع الحضرة القادرية على مساحة أرض تزيد عن المساحة السابقة بأضعاف ما كانت عليه، وتوسيع المكتبة القادرية العامة كان جزءاً من ذلك وأدى توقف العمل إلى بقاء البناء تحت نسبة إنجاز تقدر بـ (75%).

بعد انتقال السيد عبد الرحمان النقيب إلى الدار الآخرة اجتمع أولاده فأقروا رغبة والدهم وأوقفوا تلك المكتبة والتي كانت من مخلفات النقيب وكانت الكتب محفوظة في داره إلى أن تولى المتوليان السيدان يوسف الكيلاني وبرهان الدين الكيلاني إدارة الأوقاف القادرية العامة فعملا على نقلها إلى قاعة خاصة، كانت من قبل غرفة ومعتكفاً للسيد عبد الرحمان النقيب وعملا على تنظيمها وإغنائها بالكتب والمراجع بعد ذلك.

وقاعة السيد عبد الرحمان النقيب هذه تقع في الطابق العلوي من بناية الحضرة القادرية السابقة في منطقة باب الشيخ في الباب الشرقي، الغرفة الأولى عن جهة يمين المكتبة وتم افتتاحها لأول مرة كمكتبة عامة للمطالعين وبصورة رسمية في صباح يوم الجمعة الموافق لليوم الخامس والعشرين من شهر حزيران سنة 1954م، بعد هذا ضاقت المكتبة بالكتب والمخطوطات فشرع السادة متوليا المكتبة في عام 1965م ببناء قاعة جديدة واسعة للمطالعة وغرف جديدة للمخطوطات وأضيفت إليها بعض الدور الملاصقة للحضرة وافتتحت المكتبة ببنايتها الجديدة وقاعاتها في مساء يوم 11 - 5 - 1967م وسط حفل كبير، ثم وجد أن توسعة المكتبة القادرية ستستدعي الضرورة لهدم القسم الأكبر من القاعة الكبيرة مع الإبقاء على المكتبة القديمة وألحقت بالمكتبة في أواخر عام 1985م قاعة جديدة منفصلة عن البناية القديمة لأجل خزن الكتب الفائضة، ثم قامت حكومة البعث البائدة بهدم جميع البناية المحيطة بالحضرة القادرية وضمت إليها أراضي الدور المجاورة وزيد من مساحة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير