قال الجبرتي في عجائب الآثار (1/ 652) في وفيات سنة مائتين و ألف:
ومات الامام الفاضل المحدث الفقيه البارع السيد محمد بن أحمد ابن محمد أفضل صفي الدين أبو الفضل الحسيني الشهير بالبخارى ولد تقريبا سنة 1160 وقرأ على فضلاء عصره وتكمل في المعقول والمنقول وورد الى اليمن حاجا في سنة ثلاث وسبعين فسمع بالنجائي السيد عبد الرحمن ابن أحمد باعيديد وذاكر معه في الفقه والحديث ثم ورد زبيد فأدرك الشيخ المسند محمد بن علاء الدين المزجاجي فسمع منه أشياء وكذلك من السيد سليمان بن يحيى وغيرهما ثم حج وزار واجتمع بالشيخ محمد ابن عبد الكريم السمان فأحب طريقته ولازمه ملازمة كلية واجازه فيها وورد الينبع فجلس فيه مدة وأحبه أهله
وورد مصر سنة 1182 واجتمع بعلمائها وذاكر بانصاف وتؤده وكمال معرفة ولم يصف له الوقت فتوجه الى الصعيد فمكث في نواحي جرجا مدة وقرأ عليه هناك بعض الافراد في أشياء ثم رجع الى مصر سنة سبع وثمانين وسافر منها الى بيت المقدس فأكرم بها وزار الخليل وأحبه اهل بلده فزوجوه
ثم أتى الى مصر سنة ثمان وثمانين واجتمعت حواسه في الجملة ثم ذهب الى نابلس واجتمع بالشيخ السفاريني فسمع عليه أشياء وأجازه وأحبه وكان المترجم قد اتقن معتقد الحنابلة فكان يلقيه لهم بأحسن تقرير مع التأييد ودفع ما يرد على أقوالهم من الاشكالات بحسن بيان والبلد أكثر أهله حنابلة فرفعوا شأنه وعظم عندهم مقداره
ثم ورده مصر سنة تسعين واجتمع بشيخنا السيد مرتضى لمعرفة سابقة بينهما وكان ذلك في مبادى طنطنة شيخنا المذكور فنوه بشأنه وكان يأتي الى درسه بشيخون فيجلسه بجانبه ويأمر الحاضرين بالاخذ عنه ويجله ويعظمه فراج أمره بذلك فأقام بمصر سنة في وكالة بالجمالية واشتهر ذكره عند كثير من الاعيان بسبب مدح شيخنا المذكور فيه وحثهم على اكرامه فهادوه بالملابس وغيرها ثم عزل على السفر الى نابلس فهرعوا اليه وزودوه بالدراهم واللوازم وأداوت السفر وشيعوه بالاكرام وسافر الى نابلس ثم الى دمشق وأخذ عنه علماؤها واحترموه واعترفوا بفضله
وكان انسانا مجموع الفضائل رأسا في فن الحديث يعرف فيه معرفة جيدة لا نعلم من يدانيه في هذا العصر يعد شيخنا المذكور واسع الاطلاع على متعلقاته مع ما عنده من جودة الحفظ والفهم السريع وادراك المعاني الغريبة وحسن الايراد للمسائل الفقهية والحديثية
ثم عاد الى نابلس وسافر بأهله الى الخليل فأراد ان يسكن بها فلم يصف له الوقت ولم ينتظم له حال لضيق معاش اهل البلد فعاد الى نابلس في شعبان وبها توفي سحر ليلة الاحد سابع عشرين رمضان من السنة مطعونا بعد ان تعلل يوما وليلة ودفن بالزاركية قرب الشيخ السفاريني وتأسف عليه الناس وحزنوا عليه جدا وانقطع الفن من تلك البلاد بموته رحمه الله وعوض في شبابه الجنة ولم يخلف الا ابنة صغيرة وله مؤلفات في فن الحديث.
و قال في هدية العارفين (1/ 604) ـ و أخطأ في تاريخ وفاته و نسبته ـ صفي البغدادي: صفي الدين محمد بن أبي أحمد عبد الرحمن البغدادي الأصل قسطنطيني المولد والمنشأ المتوفى سنة 1078 وسبعين وثمان وألف. صنف من الكتب أحكام الفطرة الإسلامية. رسالة في لبس القلنسوة. الصاعقة المحرقة على المتصوفة الرقصة
و قال في معجم المطبوعات (1/ 537):
البخاري " صفي الدين الحنفي " (نزيل نابلس المتوفي سنة 1200) ذكر الشيخ محمد بن عبد الرحمن الكزبري الشافعي في ثبته قال: ومن مشاهير أكابر شيوخي ومسندي
محدثيهم خاتمة المحدثين والمسندين وحيد العصر في المتأخرين
السيد أبو الفضل محمد صفي الدين بن احمد الاثري الحسيني البخاري الاصل والشهرة نزيل بلدة سيدنا الخليل ثم نابلس الشام قدم علينا منهما مرارا وأخذ عنه أفاضلها وسمعت منه حديث الرحمة بشرطه واجاز لي ما يجوز له وله شيوخ كثيرون من أهل بخارى واليمن ومصر والشام والحجاز
قال وكان آية من ايات الله الباهرة في حفظ الحديث ومعرفة رجال السند اخباريا نسابة وقد جمع عنده من كتب الحديث جمعية قل ما تجتمع عند غيره
وتوفى شهيدا بطاعون سنة 1200 ودفن بمقابر نابلس
القول الجلى في ترجمة شيخ الاسلام ابن تيمية الحنبلى طبع في المجموع المشتمل على الدرر بمط كردستان 1329 من ص 100 إلى 136 وطبع بهامش كتاب جلاء العينين في محاكمة الاحمدين للالوسي (بولاق 1292) البخاري " عبد العزيز " (730) (
¥