تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حمل كشف الحال في وصف الخال للإمام الصفدي]

ـ[ضرار بن الأزور]ــــــــ[08 - 08 - 05, 01:08 ص]ـ

هذه هدية جديدة أرجو أن تحوز على رضاكم، وأن أنال بها دعاءكم.

وهذا موضوع عن الكتاب، من جريدة الرياض:

كشف الحال في وصف الخال

يقول الصفدي: «يعتقد الحكماء: أن الخيلان دم ينبثق من بعض العروق، ويحتبس في مكان يشف الجلد عنه؛ فيرى هنالك شامة».

والحقيقة ان هذا التفسير لا يبعد عما انتهى اليه العلم الحديث من تفسير معقول، ويعجز العلماء عن القطع بشيء في تعليل وجود الشامة في مكان بعينه من الجسم، وخلاصة ما توصلوا اليه: ان الخال (الشامة) نوع من الأورام الجلدية الحميدة، حيث تتجمع مجموعة من الخلايا الملونة؛ فتكون بقعة مسطحة او مرتفعة على الجلد، تراوح ألوانها بين البني الفاتح، والأسود الضارب الى الزرقة .. وفي امكاننا القول باطمئنان: ان وجود الشامة في مكان ما من البشرة هو شذوذ او ضعف في تلك البقعة من البشرة.

وقد يولد الإنسان وعليه شامات، تسمى (علامات المولد)، ولكن الأغلب انها تظهر في اثناء مرحلة الطفولة او المراهقة، وتظهر على اي جزء من الجسم (من فروة الرأس حتى باطن القدم)، وتختلف في الأحجام، ولكن الغالب على معظمها الصغر.

والشامات شائعة بدرجة كبيرة جداً، وقد يصل عددها نحو اربعين شامة في الجسد الواحد، غير ان كثرتها محكومة بعامل الوراثة في افراد العائلة.

وقد اصدر الأستاذ عبدالرحمن بن محمد بن عمر العقيل مؤخراً تحقيقه لكتاب (كشف الحال في وصف الخال) لصلاح الدين خليل بن ايبك الصفدي (ت 764 ه)، الذي تمتع بمكانة رفيعة بين معاصريه فشهر بينهم باسم (أديب العصر)، وكان ذواقة في اختيار موضوعات كتبه، وبلغ اكثر ما بلغ من الشهرة بين المؤلفين في مجالي التاريخ والتراجم، وبخاصة في كتبه الكبار مثل: (الوافي بالوفيات)، و (التذكرة الصفدية)، و (أعيان العصر)، و (الغيث المسجم).

ولقد سجل الصفدي ولعا كبيراً بغرائب الموضوعات والنوادر يؤلف فيها، فألف:

? (نكت الهيمان في نكت العميان) وخصه بتراجم العميان.

? (الشعور بالعور) يترجم فيه للعور.

? (رشف الزلال في وصف الهلال).

? (لذة السمع في صفة الدمع)، وغير ذلك.

وهذا الكتاب (كشف الحال في وصف الخال) من تلك الغرائب، ولم يسبق الصفدي الى افراد تأليف في الموضوع - كما ذكر المحقق - غير فصول صغيرة في بعض المجاميع الشعرية، وبعض معاجم المعاني، وكتب الأدب عامة.

و (كشف الحال) موضوعه حبة الخال (الشامة) التي تظهر في الأجساد، وقد استفتح الصفدي كتابه على عادة السلف بالحمد لله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم بذكر الباعث على التأليف، وشرطه، ثم تحدث عن تقسيم الكتاب فجاءت مقدمته الأولى لبيان معاني: (الخال)، و (الشامة)، و (الحسنة) لغة مع الاستشهاد بالآثار والأشعار، والاستطراد بذكر فوائد لغوية.

وخصص المقدمة الثانية للكشف عن حقيقة الخال، وسبب وجوده في الأبشار، ثم انتقل الى النتيجة (التي شكلت نصف الكتاب)، فجمع فيها مقطعات شعرية بلغ عدد أبياتها نحو 790 بيتاً، مما قيل في الخيلان مرتبة على حروف المعجم.

وقد اعتمد المحقق على نسخة نفيسة من الكتاب محفوظ في المكتبة الملكية في كوبنهاجن بالدنمارك، اضافة الى ثلاث نسخ خطية مختصرة من الكتاب.

وقال العقيل عن سبب عنايته بالكتاب وموضوعه:

لعل اهم باعث على اهتمامي بموضوع الخال، ما وجدته من تفسيرات خرافية بعيدة عن روح العلم وتفسيره لتكون الخيلان في الجسد، مثل قولهم: «عندما تخاف الأم، او تتعرض لتجربة مثيرة قبل ولادة الطفل؛ فإنه سيكون لديه خال على جسده، وهذا الخال كثيراً ما كان يفترض بأن يكون له تخطيط خاص، طبقاً لما اخاف الأم!!».

وما يردده العوام: ان حبة الخال (في الوجه وغيره) مردها تقبيل الخال (أخو الأم) لابن اخته في صغره!! فمن كثرت خيلانه قالوا له: «خالك يحبك»!. ولعل مما ساعد على شيوع هذا التفسير لتكون الخال - علاوة على اتفاق لفظ الخال واختلاف معناه - خلطهم بين (الحبة) اي: العدد المفرد (كحبة العدس، ونحوه)، و (الحبة) أي: القبلة.

كان ذلك من بواعث اهتمامي بموضوع الخال، وهكذا تعرفت الى كتاب الصفدي الذي اقدمه اليوم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير