تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[أين أجد كتاب: الانكفاف عن إقراء الكشاف]

ـ[المنصور]ــــــــ[21 - 10 - 05, 07:01 ص]ـ

الإخوة الأفاضل:

السلام عليكم

أين أجد كتاب: الانكفاف عن إقراء الكشاف؟

مؤلفه: السبكي (الأب).

وجزاكم الله تعالى خيرا،،،

والسلام عليكم

ـ[مروان الحسني]ــــــــ[21 - 10 - 05, 11:38 ص]ـ

السلام عليكم ,

فقد ذكر الإمام جلال الدين السيوطي هذا (الكتاب) برمته في كتابه الجليل:

(تحفة الأديب في نحاة مغني اللبيب) في ترجمة الزمخشري. و المقصود ب (الكتاب) هنا الرسالة لا المصنف , و هذا (الكتاب) برمته يتكون من صفحتين و نصف الصفحة , و ها أنا أنسخه لك لتعم الفائدة:

المؤلف: الشيخ تقي الدين السبكي رحمه الله تعالى.

بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله الذي هدانا بنبيه محمد , و أحسن عاقبتنا به و أحمد , و شرفنا باتباعه و أسعد , و رفعنا فوق كثير من خلقه و أصعد , و وفقنا بسنته إلى أقوم مقصد , صلى الله عليه و على آله ما أتهم ركب و أنجد , و لاح قمري و غرد , و سلم تسليما كثيرا لا يبيد و لا ينفد , و بعد:

فإن كتاب الزمخشري كنت قرأت منه شيئا على الشيخ علم الدين عبد الكريم بن علي المشهور بالعراقي في سنة اثنتين و سبعمائة , و كنت أحضر قرائته عند قاضي القضاة شمس الدين أحمد السروجي , و كان له به عناية و معرفة , ثم لم أزل أسمع دروس الكشاف المذكور , و أبحث فيه , و لي فيه غرام لما إشتمل عليه من الفوائد و الفضائل التي لم يسبق إليها , و النكت البديعة و الدقائق التي بعد الحصول عليها , و أتجنب ما فيه من الإعتزال , و أتحرج الكدر , و أشرب الصفو الزلال , و فيه ما لا يعجبني مثل كلامه في قوله تعالى (عفا الله عنك) (التوبة 43).

و طلب مني مرة بعض أهل المدينة نسخة من الكشاف , فأشرت عليه بأن لا يفعل حياء من النبي صلى الله عليه و سلم أن يحمل إليه كتاب فيه ذلك الكلام.

ثم صار هذا الكتاب يقرأ علي و أنا أسفر عن فوائده و أعوم به حتى وصل إلى تفسير سورة التحريم , و قد تكلم في الزلة , فحصل لي بذلك الكلام مغص , ثم وصلت إلى كلامه في سورة التكوير في قوله تعالى (إنه لقول رسول كريم) (التكوير 19) إلى آخر الآية: و الناس إختلفوا في هذا الرسول الكريم , من هو؟ فقال الأكثرون: جبريل. و قال بعضهم: محمد صلى الله عليه و سلم , فاقتصر الزمخشري على القول الأول , ثم قال: و ناهيك بهذا دليلا على جلالة مكان جبريل و فضله على الملائكة و مبانة منزلته بمنزلة أفضل الألي محمد صلى الله عليه و سلم إذا وازنت بين الذكرين حتى قرن بينهما , و قايست بين قوله

(إنه لقول رسول كريم , ذي قوة عند ذي العرش مكين , مطاع ثم أمين)

(التكوير 19 - 21) إنتهى كلامه ...

فطرحت الكشاف من يدي , و أخرجته من خلدي , و نويت أن لا أ قرأه , و لا أنظر فيه إن شاء الله تعالى , و كان ذلك يوم البون من إقرائي لي يوم الثلاثاء رابع عشر جمادى الآخرة سنة أربع و خمسين و سبعمائة , و ذلك لأني أحب النبي صلى الله عليه و سلم و أجله بحسب ما أوصى الله من محبته و إجلاله , و إمتنعت من هذه الموازنة و المقايسة التي قالها الزمخشري , ذهب إلى أن الملائكة أفضل من البشر , كما تقول المعتزلة.

أما كان هذا الرجل يستحي من النبي صلى الله عليه و سلم أن يذكر هذه المقايسة بينه و بين جبريل بهذه العبارة؟

و الذي أقوله أن كتاب الله المبين لا مراء فيه , و فيه:

(و إن تطيعوه تهتدوا) (النور 54)

(إن كنتم تحبون الله فاتبعوني) (آل عمران 31)

(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) (الأحزاب 21)

(قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم) (النساء 170)

و غير ذلك مما القرآن طافح به و بتعظيمه.

و أنا واحد من الناس , كل ما أنا فيه من خير من أمور الدنيا و الآخرة من الله تعالى بواسطة النبي صلى الله عليه و سلم و أعلم أن الله تعبدني بذلك , و قام جبريل عليه السلام يعلمه أكثر منا , فما لنا و الله حول في هذا المكان الضيق , و لم يكلفنا الله بذلك , فحسب إمرئ إذا لم يعترف بفضل الملك على البشر , و لا البشر على الملك , أن يتأدب و يقف عند حده , و يعظم كلا منهما كما يجب له من التعظيم , و يكف لسانه و حلقه عن فضول لا يعنيه , و لم يكلف به , و لا بعلمه , و يقدر في نفسه أن هذين المخلوقين العظيمين حاضران و هو بين أيديهما ضئيل حقير , و الله تعالى رابعهم , و هو عالم بما تخفي الصدور , نسأل الله العصمة و السلامة بمنه و كرمه.

و جمهور أهل السنة على أن الإنسان أفضل من الملائكة , و على أن محمدا صلى الله عليه و سلم أفضل الخلق , و بذلك قال صاحب التنبيه , و صلى الله على سيدنا محمد خير خلقه.

و جمهور المعتزلة على أن الملائكة أفضل.

و هذه المسألة مما لم يكلف الله العباد معرفتها حتى لو أن إنسانا لم تخطر هذه المسألة بباله طول عمره و مات , لم يسأله الله عنها , فالسكوت عنها أسلم , و القول بأن محمد سيد الخلق ينشرح الصدر له , و هو الذي نعتقده بأدلة وفقنا الله لها , و لا نقول إنه يجب على كل أحد أن يعتقد ذلك , لأن علمه قد يقصر عنه , و إنما على أن يكف لسانه و قلبه عن خلافه , و كما لا يغنيه فضلا عما يجره إلى شئ آخر. نسأل الله العافية.

إنتهى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير