تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الرسالة، ويطلب الجواب السديد عنه.

ملخص الرسالة أنه وقعت في كشمير داهية عجيبة ومصيبة عظيمة،

واضطرمت نار الفتنة وصار يجادل المرء زوجته والابن أباه والأخ أخاه والصديق

صديقه في المسألة التي كانت مثار الفتنة وهى أن بعض الواعظين قرأ على منبر

المسجد الجامع يوم الجمعة في كشمير إنكار المصافحة والصحبة لأبي سعيد الحبشي

من المعمّرين وقال في شأنه: إنه خبيث مع من أقرّه وكذاب وشيطان وسبه ولعنه.

(قال في الرسالة ما معناه): إن هذا يستلزم تنقيص الأولياء والأصفياء وكونهم

غير محققين لأنهم من المصدقين بهذا الحديث وقال: إن المنكر أفتى العوام بتجديد

الصلوات، وصار مناعًا للخيرات والصدقات لمن صلى خلف المقرين. وذكر أن

المنكر احتج على إبطال هذا بمثل الحديث الصحيح الناطق بأنه لا تبقى بعد مائة

سنة نفس منفوسة ممن كان في ذلك الوقت، وردّ عليه بأن الحديث مختلف في

تفسيره لحياة الخضر وغيره وبما نقل في حاشية رآها صاحب الرسالة عن

(الإصابة في معرفة الصحابة) من أن عثمان بن الصالح مات سنة تسع

عشرة ومائتين. قال: فمع هذه التأويلات والاحتمالات وإقرار أصفياء الله تعالى في

أرضه كسيدنا وسندنا السيد محيي الدين عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه بوجود

المعمرين كإلياس و الخضر يقال هذا , ثم ذكر أسماء كثيرين من أهل الطريق والمشايخ والمتصوفة الذين تلقوا حديث هذه المصافحة بالقبول وذكر بعض طرقهم.

ثم ذكر أن المنكر قد أوقع الخلاف بين أرباب الطريقة بزعمه أنه لو صحت

صحابية أبي سعيد الحبشي من المعمرين لكان عسكر سلطان قطب الذي كان واليًا

في كشمير في عهد الأمير السيد علي الهنداني أفضل درجة ورتبة من سيدنا محيي

الدين عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه لأنهم صاروا من أتباع التابعين، وردّ

عليه بأنه لم يراع القرن في حديث (خير القرون قرني) إلخ ولم يراع حال الذين

يرون سيدنا عيسى في آخر الزمان وكونهم يصيرون تابعين أفضل درجة، ومزية

من سيدنا محيي الدين عبد القادر الجيلاني وغيره من الأولياء الكاملين , ثم ختم

الرسالة بقوله:

(فيا أهل العلم والحديث والنهي وأصحاب الشرع والفقه والحجى , وأرباب

الورع والتُّقَى أعينونا بالإنصاف وأغنونا عن الاختلاف وبينوا لنا جوابًا شافيًا

للقرآن والسنة , وما استنبط منها العلماء الراسخون والأتقياء العارفون، فلله دركم

وأجركم والسلام).

(المنار)

حديث المصافحة الحبشية رويناه عن أستاذنا الشيخ أبي المحاسن محمد

القاوقجي بسنده إلى الأستاذ علي البيومي كما صافحه الشيخ عيسى الطيلوني كما

صافحه الشيخ أحمد بن محمد بن العجل اليمني ح وعن أستاذه الشيخ محمد عابد

السندي كما صافحه الشيخ صالح الفلاني كما صافحه مولاي محمد بن سنّه كما

صافحه مولاي محمد بن عبد الله كما صافحه الشيخ أحمد بن محمد بن العجل اليمني

كما صافحه تاج الدين الهندي كما صافحه عبد الرحمن حاجي كما صافحه الحافظ

علي كما صافحه محمود إستقرازي كما صافحه أبو سعيد الحبشي وهو صافح سيد

الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم. قال شيخنا: وكتب في مسلسلاته (وأبو

سعيد الحبشي لم يعرف في الصحابة ولعله ممن لم يشتهر).

ونقول: إن غرام المشتغلين بالرواية في علوّ الإسناد هو الذي يحملهم على

التأويل في الذي لم يثبت وإلا فكيف يتصور أن صحابيًّا يعيش مئات من السنين ولا

يشتهر ولا يعرفه الأئمة والحفاظ , وثم أسباب أخرى لنقل هذه الأحاديث التي لم

تثبت منها حسن الظن ومنها الامتياز بالروايات وكثرة الأشياخ وبمضمون الرواية

إذا كانت كحديث المصافحة الذي قال فيه: (من صافحني أو صافح من صافحني

دخل الجنة) فالذين يعيشون بالصلاح يأخذون هذه الأحاديث على ظواهرها

ويقيمون النكير على من يبحث في نقد سندها أو متنها ويرمونه بالتهاون في الدين،

وأما المشتغلون بالحديث فقلما يسكتون عليها، ولذلك جاء في مسلسلات شيخنا

القاوقجي عن شيخه السندي ما نصه على ما رويناه عنه قولاً وكتابة (وأوهى طرق

هذا الحديث ما تلقيته عن شيخنا علي سلطان قال: من صافحني أو صافح من

صافحني دخل الجنة) إلى أن انتهى إلى أبي العباس الملثم كما صافحه المعمّر،

وهو صافح النبي صلى الله عليه وسلم. قال: ذكر الشعراني في طبقاته في ترجمة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير