تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

زعموا أن هذا الشيخ أدرك سيدنا عليًّا كرم الله وجهه وعمر طويلاً. ومنها أحاديث

ابن نسطور الرومي وأحاديث بشر و نعيم و سالم و خراش و دينار عن أنس

(رضي الله عنه) كلها موضوعة لا أصل لها.

ومنها أحاديث أبي هداية القيسي , ومنها الكتاب المعروف بمسند أنس

البصري وهو نحو ثلاثمائة حديث يرويه سمعان المهدي عن أنس وأوله: (أمتي

في سائر الأمم كالقمر في النجوم) قال في الذيل: لا يكاد يعرف ألصقت به نسخة

موضوعة قبح الله واضعها. وقال في اللسان: هي من رواية محمد بن مقاتل

الرازي عن جعفر بن هرون عن سمعان , ومنها الأحاديث التي تروى باسم أحمد

قال الصغاني: لا يصح منها شيء. ومنها خطبة الوداع عن أبي الدرداء , وأولها:

(ألا لا يركب أحدكم البحر عند ارتجاجه). قال في اللآلىء: وكذا الخطبة

الأخيرة عن أبي هريرة , و ابن عباس فهي بطولها موضوعة. وقال في الوجيز:

قال ابن عدي: كتبت جملة عن محمد بن محمد بن الأشعب عن موسى بن إسمعيل

بن موسى بن جعفر عن آبائه عن علي رفعها , وهي نسخة فيها ألف حديث عامتها

مناكير قال الدارقطني: إنه من آيات الله وضع ذلك الكتاب يعني (العلويات) قال

ابن حجر: وسماه السنن وكله بسند واحد. ومنها نسخة من رواية عبد الله بن أحمد

عن أبيه عن علي الرضي عن آبائه كلها موضوعة باطلة. ومنها نسخة وضعها

إسحق الملطي قال ابن عدي: هو وضعها كلها. ومنها النسخة المروية عن ابن

جريج عن عطاء بن سعيد وفيها الوصية لعلي بالجماع وكيف يجامع وكلها كذب.

ومنها كتاب العروس لأبي الفضل جعفر بن محمد بن علي قال الديلمي: كلها واهية

لا يعتمد عليها وأحاديث منكرة. ومنها نسخة أحمد بن إسحق بن إبراهيم بن نبيط

بن شريط عن أبيه عن جده كلها موضوعة. هذه الكتب والنسخ المشهورة بالوضع

عند المحدثين وسنذكر الكتب الموضوعة في التفسير بخصوصه وفي بعض الأدعية

ونسكت عن موضوعات الشيعة بخصوصهم لئلا نتهم بالتحامل.

فهل يصح مع هذا كله أن يثق أحد بكل حديث يراه في كتاب أو يسمعه من

عالم أو خطيب؟ كلا إن التحري في هذا المقام مؤكد الوجوب لئلا يدخل الإنسان

بالتساهل في وعيد الحديث المتواتر: (من كذب عليَّ متعمدًا فيلتبوأ مقعده من

النار) وفي رواية بدون (متعمدًا).

((يتبع بمقال تالٍ))


((مجلة المنار ـ المجلد [3] الجزء [22] صـ 522 11 جمادى الآخرة 1318 ـ 5 أكتوبر 1900))

أسباب وضع الحديث واختلافه
(1)
لوضع الحديث والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم أسباب:
(أحدها): وهو أهمها ما وضعه الزنادقة اللابسون لباس الإسلام غشًّا ونفاقًا
وقصدهم بذلك إفساد الدين وإيقاع الخلاف والافتراق في المسلمين. قال حماد بن
زيد: وضعت الزنادقة أربعة آلاف حديث , وهذا بحسب ما وصل إليه علمه
واختباره في كشف كذبها , وإلا فقد نقل المحدثون أن زنديقًَا واحدًا وضع هذا
المقدار قالوا: لما أخذ ابن أبي العوجاء ليضرب عنقه قال: (وضعت فيكم أربعة
آلاف حديث أحرم فيها الحلال وأحل الحرام) ولقد أثر وضعهم في الإسلام أقبح
التأثير ففرق المسلمين شيعًا ومذاهب مع أن الإسلام هو الحق الذي لا يقبل الخلاف
ولا التعدد.
(ثانيها): الوضع لنصرة المذاهب في أصول الدين وفروعه فإن المسلمين
لما تفرقوا شيعًا ومذاهب جعل كل فريق يستفرغ ما في وسعه لإثبات مذهبه لا سيما
بعدما فتح عليهم باب المجادلة والمناظرة في المذاهب ولم يكن المقصود من ذلك إلا
إفحام مناظره والظهور عليه حتى إنهم جعلوا (الخلاف) علمًا صنفوا فيه
المصنفات مع أن دينهم ما عادى شيئًا كما عادى الخلاف , وهذا السبب يشبه أن
يكون أثرًا من آثار السبب الذي قبله , وقد استشهد لهذا بعض المحدثين الذين كتبوا
في أسباب الوضع بقوله: تاب رجل من المبتدعة فجعل يقول: انظروا عمن
تأخذون هذا الحديث فإنا كنا إذا هوينا أمرًا صيرناه حديثًا , وليس الوضع لنصرة
المذاهب محصورًا في المبتدعة وأهل المذاهب في الأصول بل إن من أهل السنة
المختلفين في الفروع من وضع أحاديث كثيرة لنصرة مذهبه، أو تعظيم إمامه سوف
نذكر ونبين الكثير منها في موضعه إن شاء الله , وإليك الآن حديثًا واحدًا وهو:
(يكون في أمتي رجل يقال له: محمد بن إدريس أضر على أمتي من إبليس ,
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير