تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[06 - 10 - 04, 10:10 ص]ـ

الأحاديث الموضوعة

في رمضان والصوم

منها حديث: (افترض الله على أمتي الصوم ثلاثين يومًا وافترض على

سائر الأمم قلَّ أو كثر وذلك أن آدم لما أكل من الشجرة بقي في جوفه مقدار ثلاثين

يومًا فلما تاب الله عليه أمره بصيام ثلاثين يومًا بلياليهن وافتُرِضَ على أمتي بالنهار

وما يؤكل من الليل ففضل من الله تعالى. رواه الخطيب عن أنس مرفوعًا وقال:

محمد بن نصر البغدادي (من رواته) غير ثقة , وهو يحدث عن الثقات بالمناكير

ونحن نقول: مثل هذا الحديث الباطل قد اغتر به بعض المفسرين وحكموه في

قوله تعالى: ? كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ ? (البقرة:

183) وظنوا أن التشبيه من كل وجه , ولم يساعدهم على ذلك نقل. والظاهر أنه

تشبيه أصل الكتابة علينا بالكتابة عليهم من غير نظر إلى المكتوب في مقداره

وكيفيته ولا إشكال فيه كما سيأتي في باب التفسير إن شاء الله تعالى.

وفي الحديث أيضًا تعليل الصوم وبيان الحكمة فيه , وأنها أكل آدم من

الشجرة, وهو يقتضي أن الصوم عقوبة , وقد تقدم في الجزء الماضي فساد هذا

الرأي وبيان أنه اعتقاد وثني مع بيان الحكمة الصحيحة المنصوصة في القرآن.

ورأيت الشعراني في ميزانه توسع في بيان التكاليف التي فرضت علينا بسبب أكل

آدم من الشجرة حتى عدَّ من ذلك جميع نواقص الوضوء حتى في المذاهب المندرسة

وقال: إن سببها كله يرجع إلى الأكل إلخ ما أطنب فيه وهو نزغة نصرانية.

والمعلوم من الكتاب والسنة أن التكليف رحمة لا عقوبة ? وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لأَعْنَتَكُمْ ?

(البقرة: 220) وأن الأبناء لا تعاقب بذنوب الآباء. بل قال الله تعالى: ? أَمْ لَمْ

يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى * وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى * أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى *

وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى ? (النجم: 36 - 39) الآيات وهي شريعة العدل

التي كان عليها أصحاب الشرائع السماوية خلافًا لما في أسفار العهد القديم في

البعض مما لا ثقة لنا بروايته.

ومنها حديث: (لا تقولوا رمضان فإن رمضان اسم من أسماء الله تعالى

ولكن قولوا: شهر رمضان). رواه ابن عدي عن أبي هريرة مرفوعًا وفي إسناده

محمد بن أبي معشر عن أبيه وليس بشيء. وقد أخرجه البيهقي في سننه وضعفه

بأبي معشر. ورواه غيرهما كذلك.

ومنها حديث: (إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نادى الجليلُ رضوان

خازن الجنان فيقول: لبيك وسعديك) وفيه: (أمره بفتح الجنة وأمر مالك بتغليق

النار). وهو حديث طويل يذكر في كتب الوعظ والرقائق وبعض الخطب وقد

صرح المحدثون بأنه موضوع وفي إسناده أصرم بن حوشب كذّاب.

ومنها حديث: (لو علم العباد ما في رمضان لتمنت أمتي أن يكون رمضان

السنة كلها) إلخ ما هو مشهور. رواه أبو يعلى عن ابن مسعود مرفوعًا , وهو

موضوع آفته جرير بن أيوب. قال الإمام الشوكاني بعدما أورد هذا عقيب ما قبله:

وسياقه وسياق الذي قبله مما يشهد العقل بأنهما موضوعان فلا معنى لاستدراك

السيوطي لهما على ابن الجوزي بأنهما قد رواهما غير من رواهما عنه ابن الجوزي

فإن الموضوع لا يخرج عن كونه موضوعًا برواية الرواة اهـ.

ومنها حديث: (إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله إلى خلقه

الصوَّام, وإذا نظر الله إلى عبد لم يعذبه أبدًا). وفيه: (فإذا كان ليلة النصف ..

وإذا كان ليلة خمس وعشرين .. ). إلخ الحديث , وهو موضوع , وفيه مجاهيل

والمتهم بوضعه عثمان بن عبد الله القرشي.

ومنها حديث: (إن الله تعالى في كل ليلة من رمضان عند الإفطار يعتق ألف

ألف عتيق من النار). روي عن ابن عباس (رضي الله عنهما) وهو لا يثبت

عنه , ورواه ابن حبان من حديث أنس بلفظ (ستمائة ألف) بنقص أربعمائة ألف

عن الرواية السابقة وقال: باطل لا أصل له. وقد رواه البيهقي من طريق أخرى

عن الحسن وقال البيهقي: هكذا جاء مرسلا - ومراسيل الحسن عندهم ليست

بشيء - ورواه أيضًا من حديث أبي أمامة بلفظ: (إن لله عند كل فطر عتقاء

من النار). وقال: غريب جدًّا. ورواه أيضًا من حديث ابن مسعود بلفظ: (لله

تعالى عند كل فطر من شهر رمضان كل ليلة عتقاء ستون ألفًا فإذا كان يوم الفطر

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير