تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الدنيا فلم يطلبه، ورجل علم علمًا، فانتفع به من سمعه منه دونه)، قال ابن

عساكر منكر.

ومنها حديث: (من نصح جاهلاً عاداه)، قالوا: لم يرد مرفوعًا، أي لم

ينسبه أحد للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد جاء في كلام بعض السلف، أقول: إذا

أراد قائله بالجاهل الأحمقَ السفيهَ فله وجه، وأما إذا أراد غير العالم فهو خطأ

وضلال يقتضي ترك التعليم والنصيحة، وفي ذلك محو الدين بالمرة.

ومنها حديث: (يقول الله عز وجل يوم القيامة: يا معشر العلماء إني لم أضع

علمي فيكم إلا لمعرفتي بكم، قوموا فإني قد غفرت لكم)، رواه ابن عدي عن واثلة

ابن الأسقع مرفوعًا، وقال: هذا منكر، لم يتابع عثمان بن عبد الرحمن القرشي عليه

الثقات. وله إسناد آخر عند ابن عدي عن أبي موسى الأشعري مرفوعًا، وقال: في

إسناده طلحة بن يزيد متروك، وهذا الحديث بهذا الإسناد باطل.

ومنها حديث: (إن العالم الرحيم يجيء يوم القيامة وإن نوره قد أضاء يمشي

فيه بين المشرق والمغرب، كما يضيء الكوكب الدري)، رواه أبو نعيم والخطيب،

قال في الميزان: هذا خبر باطل.

ومنها حديث: (إذا كان يوم القيامة جاء أصحاب الحديث بأيديهم المحابر،

فيأمر الله جبريل أن يأتيهم ويسألهم وهو أعلم بهم فيقول: من أنتم؟ فيقولون: نحن

أصحاب الحديث، فيقول الله تعالى: ادخلوا الجنة على ما كان منكم طالما كنتم

تصلون على نبيي في دار الدنيا)، قال الخطيب: موضوع، والحمل فيه على الرقي

يعني محمد بن يوسف بن يعقوب الرقي، وقد ذكره الذهبي في الميزان، وقال: إنه

وضع هذا الحديث. أقول: حيَّا الله تعالى علماء الحديث.

ومنها حديث: (من حفظ على أمتي أربعين حديثًا لقي الله يوم القيامة فقيهًا

عالمًا)، رواه ابن عبد البر وضعَّفه؛ ولكن قال صاحب الذيل: هو من أباطيل

إسحق الملطي. وقال في المقاصد: طرقه في جزء ليس فيها طريق تسلم من علة

قادحة. وقال البيهقي: هو متن مشهور وليس له إسناد صحيح. أقول: وسبب

شهرته عناية العلماء بحفظ الأربعينات رجاء أن يكون ثابتًا في الواقع وإن لم يصح

سنده.

وقد ورد في العلماء والعباد أحاديث أخرى تكلم فيها بعض، واحتج بها

آخرون، منها حديث: (شرار العلماء الذين يأتون الأمراء، وخيار الأمراء الذين

يأتون العلماء)، روى ابن ماجه شطره الأول بسند ضعيف. وروي بلفظ (العلماء

أمناء الرسل على عباد الله ما لم يخالطوا السلطان، فإذا فعلوا ذلك فقد خانوا الرسل

فاحذروهم واعتزلوهم)، قيل: هو موضوع وفي إسناده مجهول ومتروك. وتعقب

ذلك.

وما زال العلماء العاملون والصوفية المخلصون يحتجون بهذا الحديث، وما

ورد في معناه؛ لأنه مؤيد بسيرة السلف الصالح، وكانوا يتهمون كل عالم يغشى

مجالس الأمراء والسلاطين إلا إذا كان بمقدار ما يؤدي النصيحة الواجبة ولم يأخذ

من عطاياهم شيئًا، وإحياء علوم الدين طافح بآثار السلف في ذلك، وقد انقلب

الأمر الآن؛ فإننا نرى من الناس من يستدل على حسن حال المنتسبين إلى العلم

والصلاح بالقرب من الملوك والأمراء، وربما يعدون من كراماتهم ما يمنحونه من

الحلي والحلل الذهبية والفضية التي تسمى النياشين وكسوة الرتبة والتشريف، فلا

حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

ومنها حديث: (أكثر منافقي هذه الأمة قراؤها)، رواه أحمد والطبراني،

والقراء: العلماء، والله أعلم.


((مجلة المنار ـ المجلد [4] الجزء [1] صـ 35 غرة ذو القعدة 1318 ـ 20 فبراير 1901))

عود إلى سرد الأحاديث الموضوعة
مناقب الصديق
(1) حديث إنَّ النبي صلى الله عليه وسلم وآله وسلم قال: (يا أبا بكر ألا
أبشرك؟ قال: بلى فداك أبي وأمي، قال: إن الله عز وجل يتجلى للخلائق يوم
القيامة عامة ويتجلى لك خاصة) رواه الخطيب عن أنس مرفوعًا، وقال: لا أصل له
وضعه محمد بن عبد بن عامر، وله طرق منها أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال
لأبي بكر: (أعطاك الله الرضوان الأكبر) فقال بعض القوم: يا رسول الله وما
الرضوان الأكبر؟ قال: (يتجلى الله في الآخرة لعباده المؤمنين عامة ويتجلى لأبي
بكر خاصة) رواه أبو نُعيم عن جابر مرفوعًا، وفي إسناده محمد بن خالد الختلي وهو
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير