تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما بعد فقد قرأت في مناركم الأغر جوابكم لسؤال عبد الحق الأعظمي في

شأن قراءة الخطبة بغير العربية فوجدت كل كلمة منه شجرة طيبة أصلها ثابت

وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها كما تحب وترضى وتشاء

فهذه جنات تجري من تحتها الأنهار، وهذه أشجار تنثر على المستظلين بها أحلى

الثمار، وقلت في نفسي: كيف لا وهو جواب مَن امتزجت العلوم بروحه امتزاج

الماء بالراح، ورسخت الفهوم في صدره مع عظيم الانشراح، كشفتم الحجب

والأستار من بيننا؛ لأن هذه المسألة كانت متنازعة من منذ زمان بيننا، زاد الله

عمركم وإقبالكم، وكثّر أمثالكم.

(سترون جرًّا جديدًا بحبل حديد)، بعض العلماء يقول: هو حديث نبينا

صلى الله عليه وسلم مذكور في جامع الجوامع للسيوطي. وبعضهم يقول: ليس

بحديث؛ لأن ألفاظه تأبى أن يكون حديثًا. والحقير رجعت إلى (كشف الظنون)

فما وجدت كتابًا اسمه جامع الجوامع للسيوطي وراجعت أيضًا كتاب السيوطي

المسمى بحسن المحاضرة في أخبار مصر و القاهرة وعد كتب المؤلف فيه فما

وجدت فيه أيضًا الكتاب المذكور فنرجو من سيادتكم أن تبين لنا القول المذكور هل

هو حديث أم لا؟ وإن كان حديثًا ففي أي الكتب هو مذكور؟ في مناركم الغراء ليقف

عليه كل من يريد الاستفهام عنه ودمتم وعناية المولى ترعاكم.

(ج) للسيوطي كتاب جمع فيه كتب الحديث المعروفة للحُفاظ والمحدثين

وجميع ما وقف عليه من الأحاديث المتفرقة في غيرها من الكتب وسماه (جمع

الجوامع) ويطلق عليه أيضًا اسم الجامع الكبير. وكتابه الجامع الصغير المشهور

مختصر من قسم الأقوال من ذلك الكتاب. والكتاب جامع للأحاديث الصحيحة

والضعيفة وكثير من الموضوعات فوجود الحديث المسؤول عنه فيه لا يقتضي إثبات

إسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فبحث بعض العلماء في أسلوبه وزعمهم

أنه على غير الأساليب المعهودة في الحديث له وجه.


((مجلة المنار ـ المجلد [6] الجزء [18] صـ 708 16 رمضان 1321 ـ 5 ديسمبر 1903))

الأحاديث الموضوعة في الصيام و رمضان
حديث: (إذا غاب الهلال قبل الشفق فهو لليلة وإذا غاب بعد الشفق فهو
لليلتين)، قال ابن حِبَّان: لا أصل له.
حديث: (إذا كان أول ليلة من رمضان نادى الجليل رضوان خازن الجنة،
فيقول: لبيك وسعديك. فيقول: هيئ جنتي وزينها للصائمين من أمة أحمد ولا تغلقها
عنهم حتى ينقضي شهرهم. ثم ينادي جبريل: يا جبريل. فيقول: لبيك ربي
وسعديك. فيقول: انزل إلى الأرض فغل مردة الشياطين عن أمة أحمد لا يفسدوا
عليهم صيامهم. ولله في كل ليلة من رمضان عند طلوع الشمس وعند وقت الإفطار
عتقاء يعتقهم من النار عبيد وإماء وله في كل سماء ملك ينادي .. إلخ) الحديث
بطوله لا يصح؛ لأن أصرم راويه كذَّاب.
حديث: (لو علم العباد ما في رمضان لتمنت أمتي أن يكون رمضان السنة
كلها) فقال رجل من خزاعة: حدثنا به. قال: (إن الجنة تزين لرمضان من
رأس الحول إلى الحول حتى إذا كان أول يوم من رمضان هبت ريح من تحت
العرش فصفقت ورق الجنة فينظر الحور العين إلى ذلك فيقلن: يا رب اجعل لنا
من عبادك في هذا الشهر أزواجًا تقر أعيننا بهم وتقر أعينهم بنا .. إلخ). موضوع،
آفته جرير بن أيوب. قال الشوكاني بعد الإشارة إلى الحديث وما قبله في فوائده:
وسياقه (أي: الأخير) وسياق الذي قبله مما يشهد العقل بأنهما موضوعان فلا معنى
لاستدراك السيوطي لهما على ابن الجوزي بأنه قد رواهما غير مَن رواهما عنه ابن
الجوزي؛ فإن الموضوع لا يخرج عن كونه موضوعًا برواية الرواة.
حديث: (إن الله يعتق في كل ليلة رمضان ستمائة ألف عتيق من النار ..
إلخ) موضوع، وله روايات بألفاظ أخرى ما زادته إلا نكارة وتوغلاً في الوضع
والبعد من العقل والدين. وقد كنا ذكرنا هذه الأحاديث وغيرها من موضوعات
رمضان في المجلد الرابع، وإنما أعدنا التذكير ببعضها الآن لكثرة تداولها وغرور
الناس بها.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير