تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويقولون إنه لا خالق على الحقيقة إلا الله عز وجل، وأن أكساب العباد كلها مخلوقة لله، وأن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء، لا حجة لمن أضله الله عز وجل، ولا عذر، كما قاله الله عز وجل: {قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين} وقال: {كما بدأكم تعودون فريقا حق عليهم الضلالة} وقال: {ولقد ذرأنا لجهنم كثيراَ من الجن والإنس} وقال: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها} ومعنى "نبرأها" أي نخلقها وبلا خلاف في اللغة، وقال مخبراَ عن أهل الجنة: {الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله} وقال: {أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعاَ} وقال: {ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك}.

[الخير والشر بقضاء الله]

ويقولون إن الخير والشر والحلو والمر، بقضاء من الله عز وجل، أمضاه وقدره، لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله، وإنهم فقراء إلى الله عز وجل، لا غنى لهم عنه في كل وقت.

[النزول إلى السماء الدنيا]

وأنه عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا على ما صح به الخبر (6) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بلا اعتقاد كيف فيه (7).

[رؤية المؤمنين ربهم في الآخرة]

ويعتقدون جواز الرؤية من العباد المتقين لله عز وجل في القيامة، دون الدنيا، ووجوبها لمن جعل الله ذلك ثواباَ له في الآخرة، كما قال: {وجوه يومئذِ ناضرة إلى ربها ناظرة} وقال في الكفار: {كلا إنهم عن ربهم يومئذِ لمحجوبون} فلو كان المؤمنون كلهم والكافرون كلهم لا يرونه، كانوا جميعا عنه محجوبين، وذلك من غير اعتقاد التجسيم (8) في الله عز وجل ولا التحديد له، ولكن يرونه جل وعز بأعينهم على ما يشاء هو بلا كيف.

[حقيقة الإيمان]

ويقولون إن الإيمان قول وعمل (9) ومعرفة، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، من كثرت طاعته أزيد إيماناَ ممن هو دونه في الطاعة.

[قولهم في مرتكب الكبيرة]

ويقولون إن أحداَ من أهل التوحيد ومن يصلي إلى قبلة المسلمين، لو ارتكب ذنباَ، أو ذنوباَ كثيرة، صغائر، أو كبائر، مع الإقامة على التوحيد لله والإقرار بما التزمه وقبله الله، فإنه لا يكفر به، ويرجون له المغفرة، قال تعالى: {ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}.

[حكم تارك الصلاة عمداَ]

واختلفوا في متعمدي ترك الصلاة المفروضة حتى يذهب وقتها من غير عذر، فكفره جماعة (10) لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة) وقوله: (من ترك الصلاة فقد كفر) و: (من ترك الصلاة فقد برأت منه ذمة الله) وتأول جماعة منهم. . . بذلك من تركها جاحداَ لها، كما قال يوسف عليه السلام: {إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله} ترك (11) جحود الكفر.

[أقوال أهل العلم في الفرق بين الإسلام والإيمان]

وقال منهم: إن الإيمان قول وعمل، والإسلام فعل ما فرض على الإنسان أن يفعله، إذا ذكر كل اسم مضموماَ إلى الآخر، فقيل: المؤمنون والمسلمون جميعا مفردين أريد بأحدهما معنى لم يرد بالآخر، وإن ذكر أحد الاسمين شمل الكل وعمهم.

وكثير منهم (12) قالوا: الإسلام والإيمان واحد، قال عز وجل: {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه} فلو أن الإيمان غيره لم يقبل منه، وقال: {فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين}.

ومنهم من ذهب إلى أن الإسلام مختص بالاستسلام لله والخضوع له والانقياد لحكمه فيما هو مؤمن به، كما قال: {قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم} وقال: {يمنون عليك أن اسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان} وهذا أيضاَ دليل لمن قال هما واحد.

[الشفاعة والحوض والمعاد والحساب]

ويقولون إن الله يخرج من النار قوما من أهل التوحيد بشفاعة الشافعين، وأن الشفاعة حق، والحوض حق، والمعاد حق، والحساب حق.

[ترك الشهادة لأحد من الموحدين بالجنة أو النار]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير