تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

اصطلاحهم، بل فيها الصحيح والحسن والضعيف، وفيها ما عده بعض

المحدثين موضوعًا، فليس لمن رأى فيها أو فيما نقل عنها حديثًا لم يصرحوا

بقولهم: إنه صحيح، أن يقول: هو حديث صحيح، وكذا ما يراه في كتب الفقه

والأدب والمواعظ، فإن هذه الكتب يكثر فيها إطلاق الأحاديث بغير تخريج

وكثير منها واهٍ وموضوع لا تحل روايته إلا للتحذير منه.

ومن الكتب المتداولة التي تكثر فيها الأحاديث الموضوعة والشديدة

الضعف كتاب (خريدة العجائب) وكتاب (نزهة المجالس) بل يوجد مثل

ذلك في بعض الكتب الجليلة كإحياء علوم الدين للإمام الغزالي، وأكثر كتب

التصوف لا يوثق بما فيها من الأحاديث.

والعمدة: التخريج والتصريح بالتصحيح أو التحسين، فالمناوي يعزو

الأحاديث في مسند الفردوس مثلاً ولا يشير إلى صحتها أو ضعفها، فليس لك

أن تصحح شيئًا منها بغير علم، فإذا وضع بجانب الحديث (خ) أو (م) كان

صحيحًا لعزوه إلى الصحيحين، وإذا وضع بجانبه (فر) أو (حل) كان في

الغالب ضعيفًا وربما كان أقل من ذلك رتبة.

هذا وإننا قبل طبع ما تقدم رأينا المؤيد يعبر عما ينقله عن تقويم الأوقاف

بلفظ الحكم والحكمة، ولا يسميها كلها نبوية، فالظاهر أن الشارح لها في المؤيد

صار يراجع ويميز بين الأحاديث المأثورة والحكم المنثورة، فنقترح عليه أن لا

يذكر حديثًا مرفوعًا إلا معزوًّا إلى مخرِّجه، كما جرينا على ذلك في المنار منذ

إنشائه.


((مجلة المنار ـ المجلد [16] الجزء [3] صـ 183 ربيع أول 1331 ـ مارس 1913))

أنا عربي و ليس العرب مني
س41 من صاحب الإمضاء بمصر:
مولاي السيد الإمام منشئ المنار نفع الله به المسلمين.
أما بعد، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، فإننا نلتمس كتابة جواب
على سؤالنا هذا في المنار الأغر لكشف الغمة عن صحة الحديث المسئول عنه
ومعناه.
السؤال: قرأنا في جريدة المفيد البيروتية كتاب تهديد جاءها من بعض الترك
يذم فيه العرب جاء فيه حديث: أنا عربي وليس العرب مني. فهل من سند صحيح
لهذا الحديث بهذه الرواية أم برواية أخرى؟ وإذا صح أفلا يكون النبي صلى الله
عليه وسلم قد تبرأ من عموم العرب وهم قومه وهو منهم؟ وما سبب ذلك إذا صح؟
ثم إننا نسمع بشيوع هذا الحديث في أمة الترك حتى كل من خدم في العسكرية
الجهادية سمعه منهم برواية أنا عربي وليس الأعراب مني، ومنها: أنا عربي وليس
العرب مني فأية الروايات أصح؟ أفيدونا لا زلتم ملجأ لحل الغوامض.
سائل
(ج) لا يصح شيء من ألفاظ هذا الحديث بل هو موضوع مختلق على
النبي صلى الله عليه وسلم، وأنا لم أسمعه من أحد إلا من بعض أفراد عسكر بلدنا
الذين حضروا حرب البلقان الأولى وحرب الروسية للدولة وغيرهم ممن أدوا الخدمة
العسكرية مع أمثالهم من الترك. نقل إلينا هؤلاء أن بعض أفراد الترك كانوا
يحتقرونهم ويقولون لهم: إن الله قد ذم العرب في القرآن العظيم الشأن بقوله:
?الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ ?
(التوبة: 97) وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيهم: أنا عربي وليس العرب
مني. فمن هؤلاء من كان يتعجب من هذه الأقوال، ولا يدري ما يقول كالأميين،
ومنهم بعض الأذكياء الذين يقرءون القرآن كانوا يجيبون عن الآية بما يقابلها من
قوله تعالى في سورتها التوبة ? وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ
مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ ? (التوبة: 99) فيُفْهَم من مجموع
الآيتين أن تلك في كافري الأعراب ومنافقيهم، وهذه في مؤمنيهم الصادقين الصالحين
وأن المدح والذم فيها ليس للجنس، ولكن لم أسمع من أحد ولا عن أحد منهم أنه
أجاب بأن الأعراب هم سكان البادية خاصة والواحد أعرابي، وأن علة كون
كفارهم ومنافقيهم أشد كفرًا ونفاقًا من أمثالهم في الحضر هي جفوة البداوة
وقسوتها وخشونتها كما هو معروف عند جميع الأمم، وأن التعرب أي سكنى البادية
كان محرمًا على المؤمنين بعد الهجرة؛ لوجوب ملازمة النبي صلى الله عليه وسلم
ونصرته.
وأما الحديث فلم يكن أحد من أولئك العوام يعلم أن بعض الناس قد كذب على
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير