تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مآل المخطوطات النجدية بعد سقوط الدرعية ... بحث رائع]

ـ[أبو الربيع العازمي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 11:03 م]ـ

من بحوث مجلة الدارة المميزة للباحث حمد العنقري

مآل المخطوطات النجدية بعد سقوط الدرعية

فهد بن عبدالله السماري

ضمن البحوث التي قامت بنشرها مجلة دارة الملك عبدالعزيز في عددها الثاني، س 32 لعام 1427ه بحث مميز للأستاذ حمد بن عبدالله العنقري بعنوان «مآل المخطوطات النجدية بعد سقوط الدرعية» تحدث فيه عن قيام الحملات العثمانية ودورها في فقدان المخطوطات النجدية وما قام به إبراهيم باشا وحسين بك من نقل تلك المخطوطات إلى خارج نجد.

جاءت مقدمة الباحث بقوله: إنطلاقاً من اهتمام دارة الملك عبدالعزيز بموضوع الدراسات والكتابات المتعلقة بدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب الإصلاحية، فقد شرعت في رصد وجمع وتصوير المخطوات النجدية العائدة إلى تلك الفترة، وذلك ضمن مشروعها الرامي إلى جمع المخطوطات المحلية في المملكة العربية السعودية، وإتاحتها للدارسين والباحثين، وتشكل هذه الدراسة جزءاً من هذا المشروع الكبير، إذ تتناول مآل المخطوطات النجدية في نجد حتى سقوط الدرعية، وتقف حدود هذه الدراسة الزمنية عند عام 1338ه - 1823م لمعرفة آثار هذا السقوط على وضعية المخطوطات النجدية قبل قيامه بدعوته الإصلاحية. كما يتأكد ذلك في وجود عدد من العلماء وطلبة العل الذين ظهروا في نجد خلال الفترة منذ القرن العاشر وحتى تاريخ قيام الدعوة الإصلاحية بعد منتصف القرن الثاني عشر الهجري. فقد أوردت كتب التراجم النجدية تعريفاً بأولئك العلماء الذين طلبوا العلم داخل نجد وخارجها، ثم قاموا بواجبهم الشرعي في الفتيا والتدريس والكتابة وغيرها. كما ظهر ذلك في المجموعات الخطية العائدة إلى تلك الفترة، وما تضمنته من تملكات ووقفيات وشروح وحواش ومعلومات شخصية تتضمن ميلاد بعض الأعيان والأعلام النجديين أو وفاته، أو رصد بعض الحوادث وغيرها.

وبالإضافة إلى ما سبق، فقد كان من مظاهر نشاط العلماء خلال تلك الفترة، عنايتهم بجمع الكتب ونسخها، واتاحة الاستفادة منها لطللبة العلم وعامة الناس. وكان للنساخ حينذاك دور مهم يماثل دور الناشرين في هذا العصر أو أكثر، لأن نسخ الكتب كان له أعظم الأثر في نشرها، وتعدد نسخها المتداولة بين الناس. ولإدراك عدد من العلماء أهمية مهنة نسخ الكتب في نشر العلم، لكونها مصدر رزق جيد، فقد حرصوا على احتراف هذه المهنة، وتوريثها أبناءهم وتلاميذهم من بعدهم.

ومن أشهر المكتبات الشخصية قبل قيام دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب: مكتبة الشيخ أحمد بن يحيى بن عطوة، ومكتبة الشيخ عبدالله بن محمد بن ذهلان، ومكتبة الشيخ أحمد بن محمد المنقور، ومكتبة الشيخ عبدالله بن إبراهيم بن سيف التي اطلع عليها الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ومكتبة آل إسماعيل، ومكتبة الشيخ إبراهيم بن سليمان بن علي، ومكتبة الشيخ عبدالله بن عضيب، ومكتبة عبدالله بن أحمد بن سحيم، ومكتبة التركي، وغيرها من المكتبات. وعلى الرغم من أن هذه المكتبات لا تعدو أن تكون خزانات كتب شخصية، ولا ينطبق عليها مفهوم المكتبات في الوقت الحاضر من حيث تخصيص أماكن واسعة لها، فإن سهولة الحياة العامة وبساطتها في تلك الفترة، والحرص على الاستفادة الكامل من الكتب، جعلها تشكل مصدراً مهماً لطلب العلم، وتقوم بدور قوي في تنشيط الحركة العلمية، وهو ما لا تستطيع القيام به بعض المكتبات في الوقت الحاضر.

ونتيجة لقيام التحالف بين الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب على نشر الدعوة السلفية، وتوافر القوة العسكرية لهذه الدولة الناشئة والرخاء المادي، زاد الحرص على العلم، وتوافد طلبة العلم على الدرعية للدراسة على علمائها، والاستفادة منهم، وقاموا بنسخ الكتب، وتدوين شروح شيوخهم وتعليقاتهم على حواشيها، وعند مغادرتهم للدرعية ينقل هؤلاء الطلبة كتبهم وما نسخوه إلى بلدانهم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير