تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال أبو جعفر: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما كان جبريل عليه السلام قاله من ذلك بالخبر، لا بالحديث.

19ـ وكما حدثنا بكار بن قتيبة، حدثنا أبو داود الطيالسي، حدثنا المسعودي، حدثنا اسماعيل بن واسط البجلي، عن محمد بن أبي كبشة الأنماري ـ أنمار غطفان ـ عن أبيه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فسارع الناس إلى أهل الحجر، ليدخلوا عليهم، فنودي في الناس: الصلاة جامعة، فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ممسك بعنزة، فقال: ما يدخلون على قوم قد غضب الله عليهم، فناداه رجل ـ متعجباً ـ منهم: يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا أخبركم بأعجب؟ " كأنه يعني من ذلك رجل من أنفسكم يخبركم بما كان قبلكم، وما هو كائن بعدكم، فاستقيموا، وسددوا، فإن الله لا يعبأ بعذابكم شيئاً ن ثم يأتي قوم لا يدفعون عن أنفسهم شيئاً ".

قال أبو جعفر: فذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يذكر لهم في ذلك من الأشياء الماضية بالإخبار عنها، لا بالحديث عنها.

وفيما ذكرناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الباب ما قد دل على أن الحديث عن الشيء هو الإخبار عنه، وعلى أن الإخبار عنه هو الحديث عنه، وعلى أن لا فرق بين حدثنا وأخبرنا في المواضع التي ذكرناها في أول هذا الباب، وعلى أنه ما جاز أن يقال فيه: حدثنا، فجايز أن يقال فيه: أخبرنا، وما جاز أن يقال فيه:أخبرنا جايز أن يقال فيه: حدثنا.

وقد ذهب قوم فيما قرئ على العالم، فأجازه، وقبله وأقره، أنه يقال فيه: قرئ على فلان، ولا يقال فيه: حدثنا، ولا: أخبرنا.

قال أبو جعفر: ولا وجه لهذا القول منه عندنا، ولا بأس أن يقول في ذلك: أخبرنا، وحدثنا، وهو في معنى القراءة على العالم على من يأخذ ذلك عنه، وجايز أن يقول في ذلك ما يقوله فيما قرأه على العالم عليه.

ألا ترى أن رجلاًَ لو قرأ صكاً على رجل، فأقر له بفهمه، ثم أشهده على ما فيه على نفسه، أنه جايز له أن يقول: أقر عندي، كما يجوز له أن يقول ذلك، لو كان المكتوب عليه قرأه على نفسه عليه بنفسه، فصار الإقرار بالشيء، والتصديق به، وإن كان المتكلم به غير المقر، وغير المصدق، في حكم المقر به، والمصدق له، لو كان هذا المتكلم به، فكذلك يجب أن يكون ذلك في الحديث كذلك. والله أعلم بالصواب.

تم الفصل من كلام أبي جعفر الطحاوي ـ يرحمه الله ـ والحمد لله حق حمده، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً.

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=27248#post27248

وقد ذكرها ابن عبدالبر في جامع بيان العلم باختصار 2/ 175 ـ 176)، وانظر مقدمة ((بيان مشكل الآثار)) (1/ 86) ..

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير