مضمون الكتاب:
يعرف الكتاب في مجمله بتراجم علماء غريس في القرن الحادي عشر ويرصد أنسابهم محاولا تدقيقها والتثبت منها و تفصيل معطياتها حسبما توافر لديه من مرجعيات أو ما هو متداول علميا حسب المنهجية والشروط التي يلتزم بها كتاب تلك الفترة.ويقدم الكتاب معلومات ضافية حول بعض الزوايا والشيوخ والتلاميذ.
كما يعرض معلومات وافرة حول الكتب المؤلفة وتلك التي كانت تدرس في تلك الفترة مما يساعد على استخراج نوع الدراسات والمناهج المتبعة في التدريس. وهي كلها معلومات ذات قيمة توثيقية للحياة العلمية في تلك الفترة. مما يجعل له قيمة تسجيلية وأنثروبولوجية لدراسة المجتمع الجزائري في تلك الفترة من التاريخ والهوية الوطنية.
الكتاب و المؤلف محاولة تعريف ثانية
1 - نسب المؤلف:
المؤلف شريف النسب،وقد وقع الكثير من المؤلفين- من المتأخرين- الذين علقوا على كتاب العقد في وهم النسبة إلى الأرض (الموطن) فظنوا أن التجاني هو نسب المؤلف، ومنهم على وجه الخصوص الدكتور أبو القاسم سعد الله.بينما الأصح أن نسب المؤلف مختلف تماما وسمي التجاني نسبة الى البلد او المنطقة التي سكنها. وفيما يلي من السطور إثبات نسبه الشريف.
قال الشيخ الطيب بن المختار الغريسي في القول الأعم في بيان انساب قبائل الحشم " ... ومنهم اولاد سيدي العيد ويعرفون الأن ببني ماقضة والأشهر أنهم من بني العباس بن عبد المطلب والجد الذي يجمع هذه القبيلة سيدي أحمد بن محمد وكان مشهورا بالخير والصلاح معتقدا في عصره وحبس عليه معاصروه عقارا كثيرا من جملته وطن عين الزيتون الذي هو الآن بيد أولاد سيدي عطاالله وولده السيد أبو زيد هو الذي ألف عقد الجمان النفيس وحفيده سيدي العيد ابن أبي زيد كان مشهورا بالشجاعة معروفا بالرماية وأخباره في ذلك كثيرة ومئاثره في حروب سبانيول وقت إقامته بوهران شهيرة وقد إنتقل سيدي أبو زيد هذا لضيم أدركه من بعض الظلمة واستوطن بلاد المحال قرب واد مينة وعقبه بها يعرفون بأولاد أبي حواء ... " (12)
ويقول بن عودة المزاري في طلوع سعد السعود " وأما الوناونية فنسبة لجدهم ونان بن العيد،وأصلهم من بني ماقضة وهم أولاد سيدي العيد من التجاجنة من أهل غريس ... " (13).
وقال أبي راس الناصري في عجائب الأسفار ولطائف الأخبار " ... من بين علمائهم ... الشيخ أحمد بن محمد وولده عبد الله ثم حفيده الشيخ أبو زيد بن عبد الله وهذا كان معاصرا للباشا شعبان الزناقي وتوفي سنة 1098للهجرة النبوية ... " (14).
وفي وثائق زاوية الهامل العريقة وبعض شيوخها،وحتى شيوخ البوازيد يعد (سيدي العيد) هذا من البوازيد-أولاد أبي زيد- الأشراف الأدارسة ففي وثائقهم في تعداد فروعهم " ... منهم أولاد سيدي العيد في غريس ... " (15).
والمعروف المشهور في مناطق الغرب الجزائري أنه لاتطلق كلمة سيدي إلا على الشريف وفي النادر المرابط.لاعتقادهم السائد حينها بأن الولاية الدينية كثيرا ما تقتصر على أهل البيت. ولرفعة هذا النسب أيضا
ومنه- والخبر أو الادعاء قد حفته القرائن أولا ومتفشي بين الناس إنتسابهم للدوحة النبوية ثانيا وهي أمور يقطع بها في النسب على ما قال علماء هذا العلم- نستنتج أنه شريف النسب وإنما سمي التجيني نسبة إلى أرض بني توجين والتي هي غريس. لكننا نرجح أنه من بني العباس بن عبد المطلب كما قال الغريسي الأقرب منهم،ولإحتمال وجودهم رفقة جموع العرب ضمن قبائل الحشم الغريسية. ويدعمه أيضا قرينة – قد تكون باهتة- هي وجود أيضا فريق من الحشم في السوس المغربي، والمعروف أن بالسوس الكثير من بني العباس وعلماؤهم هناك كثرة وتكفي إطلالة سريعة على كتاب المختار السوسي المعسول للتحقق من ذلك.
2 - الكتاب
وهذا هو الكتاب كما وصفه ونقله –لخصه-الشيخ الحفناوي في الجزء الثاني بداية من الصفحة 431 فقال:
فائدة "عقد الجمان النفيس " إسم لأربع ورقات كبار (من الجرم النصفي) قال فيه مؤلفه، ولا نذكر إن شاء الله في هذا الديوان إلا من ثبت شرفه عند أهل القرن الحادي عشر
فممن ثبت له في هذا الامر نسبه،وصفا له مشربه السيد الفاضل لمولى الكامل ابو عبد الله بن عبد الرزاق،اخذ عن ابن غازي محشي المختصر وغيره من علماء فاس واخذ عنه كثيرون واجازهم وذكر له كرامات الى ان قال.
¥