قلت: وهذا الإطلاق ضعيف فإن بن أبي عمر أشهر من أن يقال فيه هذا هو شيخ مسلم وغيره من الأئمة وهو ثقة حافظ صاحب مسند مشهور مروى وهذا الحديث فيه أخبرني به شيخنا حافظ العصر أبو الفضل بن الحسين رحمه الله قال: أخبرني أبو محمد بن القيم أخبرنا أبو الحسن بن البخاري عن محمد بن معمر أخبرنا سعيد بن أبي الرجاء أخبرنا أحمد بن محمد بن النعمان أخبرنا أبو بكر بن المقرى أخبرنا إسحاق بن أحمد الخزاعي حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني حدثنا محمد بن جعفر بن محمد قال: كان أبي - هو جعفر بن محمد الصادق - يذكر عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب أنه دخل عليهم نفر من قريش فقال: ألا أحدثكم عن أبي قاسم قالوا: بلى فذكر الحديث بطوله في وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلموني آخره: فقال جبرائيل: " يا أحمد عليك السلام هذا آخر وطئي الأرض إنما كنت أنت حاجتي من الدنيا ".
فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجاءت التعزية جاء آت يسمعون حسه ولا يرون شخصه فقال: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله إن في الله عزاء من كل مصيبة وخلفاً من كل هالك ودركاً من كل فائت فبالله فثقوا وإياه فارجوا فإن المحروم من حرم الثواب وإن المصاب من حرم الثواب والسلام عليكم.
فقال علي: هل تدرون من هذا هذا الخضر انتهى.
ومحمد بن جعفر هذا هو أخو موسى الكاظم حدث عن أبيه وغيره.
وروى عنه إبراهيم بن المنذر وغيره وكان قد دعا لنفسه بالمدينة ومكة وحج بالناس سنة مائتين وبايعوه بالخلافة فحج المعتصم فظفر به فحمله إلى أخيه المأمون بخراسان فمات بجرجان سنة ثلاث ومائتين.
وذكر الخطيب في ترجمته أنه لما ظفر به صعد المنبر فقال: أيها الناس إني قد كنت حدثتكم بأحاديث زورتها فشق الناس الكتب التي سمعوها منه وعاش سبعين سنة.
قال البخاري: أخوه إسحاق أوثق منه وأخرج له الحاكم حديثاً قال الذهبي: إنه ظاهر النكارة في ذكر سلمان بن داود عليهما السلام.
وأخرج البيهقي في الدلائل قال: حدثنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو جعفر البغدادي حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الصنعاني حدثنا أبو الوليد المخزومي حدثنا أنس بن عياض عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عزتهم الملائكة يسمعون الحس ولا يرون الشخص فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن في الله عزاء من كل مصيبة وخلفاً من كل فائت فبالله فثقوا وإياه فأرجوا فإنما المحروم من حرم الثواب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وقال البيهقي أيضاً: أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن عمرو الأحمسي حدثنا الحسن بن حميد بن الربيع اللخمي حدثنا عبد الله بن أبي زياد حدثنا سيار بن أبي حاتم حدثنا عبد الواحد بن سليمان الحارثي حدثنا الحسن بن علي عن محمد بن علي - هو ابن الحسين بن علي قال: لما كان قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هبط إليه جبرائيل فذكر قصة الوفاة مطولة وفيه: فأتاهم آت يسمعون حسه ولا يرون شخصه فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... فذكر مثله في التعزية.
وأخرج سيف بن عمر التميمي في كتاب لردة له عن سعيد بن عبد الله عن بن عمر قال: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جاء أبو بكر حتى دخل عليه فلما رآه مسحى قال: " إنا لله وإنا إليه راجعون " البقرة 156 ثم صلى عليه فرفع أهل البيت عجيجاً سمعه أهل المصلى فلما سكن ما بهم سمعوا تسليم رجل على الباب صيت جليد يقول: السلام عليكم بأهل البيت كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة ألا وإن في الله خلفاً من كل أحد ونجاة من كل مخافة والله فأرجوا وبه فثقوا فإن المصاب من حرم الثواب.
فاستمعوا له وقطعوا البكاء ثم اطلعوا فلم يروا أحداً فعادوا لبكائهم فناداهم مناد آخر: يأهل البيت اذكروا الله واحمدوه على كل حال تكونوا من المخلصين إن في الله عزاء من كل مصيبة وعوضاً من كل هلكة فبالله فثقوا وإياه فأطيعوا فإن المصاب من حرم الثواب.
فقال أبو بكر: هذا الخضر وإلياس قد حضرا وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وسنده فيه مقال وشيخه لا يعرف.
وقال بن أبي الدنيا: حدثنا كامل بن طلحة حدثنا عباد بن عبد الصمد عن أنس بن مالك قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اجتمع أصحابه حوله يبكون فدخل عليهم رجل أشعر طويل المنكبين في إزار ورداء يتخطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى أخذ بعضادتي باب البيت فبكى ثم أقبل على أصحابه فقال: إن في الله عزاء من كل مصيبة وعوضاً من كل ما فات وخلفاً من كل هالك فإلى الله فأنيبوا وبنظره إليكم في البلاء فانظروا فإنما المصاب من لم يحز الثواب ثم ذهب الرجل.
فقال أبو بكر: علي بالرجل فنظروا يميناً وشمالاً فلم يروا أحداً فقال أبو بكر: لعل هذا الخضر أخو نبينا جاء يعزينا عليه صلى الله عليه وسلم.
وعباد ضعفه البخاري والعقيلي.
وقد أخرجه الطبراني في الأوسط عن موسى بن أبي هارون عن كامل وقال: تفرد به عباد عن أنس.
اهـ
¥