[أعلام الإسلام الإمام البغوي إعداد: سليمان الحرش]
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[08 - 11 - 04, 07:14 ص]ـ
أعلام الإسلام
الإمام البغوي
إعداد: سليمان الحرش
الإمام الحافظ، الفقيه، المجتهد، محي السنة، أبو محمد الحسين بن مسعود
بن محمد الفراء البغوي، ويلقب أيضاً بركن الدين. أحد العلماء الذين خدموا الكتاب
العزيز، والسنة النبوية، دراسة وتدريساً، وتأليفاً.
والفراء: نسبة إلى عمل الفراء وبيعها.
والبغوي: نسبة إلى بلدة يقال لها: (بغ) وبَغْشو، وهي بلدة بخراسان بين
مرو وهراة.
شيوخه:
من شيوخه: القاضي حسين بن محمد المروزي الشافعي، وعبد الواحد
الهروي، وأبو السن الجويني، وحسان بن سعيد المنيعي، وأبو بكر المروزي،
وأبو القاسم القشيري، وأبو بكر الصيرفي , وأبو صالح أحمد بن عبد الملك
النيسابوري، وعبد الباقي بن يوسف المراغي الغريزي الشافعي، وأبو الحسن
البوشنجي، وعمر بن عبد العزيز القاشاني، وأبو الحسن الشيرزي، وأبو جعفر
محمد بن عبد الله الطوسي، وأبو طاهر الزرّار، ومحمد بن عبد الملك السرخسي،
وغيرهم.
صفاته وثناء العلماء عليه:
كان البغوي شافعي المذهب - بحكم البيئة التي نشأ فيها، والعلماء الذين أخذ
عنهم - إلا أنه لم يتعصب لإمامه، بل كان يتتبع الدليل، وينظر في أقوال العلماء
وأدلتهم، وأخذ يدعو إلى الاعتصام بكتاب الله تعالى، وسنة رسوله -صلى الله عليه
وسلم-.
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء: (كان البغوي سيداً، إماماً عالماً، علامة،
زاهداً، قانعاً باليسير).
وقال السيوطي في طبقات الحفاظ: (وبورك له في تصانيفه، لقصده الصالح،
فإنه كان من العلماء الربانيين، ذا تعبد ونسك، وقناعة باليسير).
وقال ابن كثير في البداية والنهاية: (وكان علامة زمانه، ديِّناً، ورعاً،
زاهداً، عابداً، صالحاً).
آثاره:
ترك الإمام البغوي مؤلفات كثيرة مفيدة في التفسير والحديث، والفقه كان لها
الأثر النافع والعظيم فيمن جاء بعده، وتتصف بموضوعاتها القيمة، وبكلماتها
السهلة، وبطريقتها المفيدة.
ومن أهم كتبه:
1 - معالم التنزيل، في التفسير، وهو كتاب متوسط، نقل فيه عن مفسري
الصحابة والتابعين ومن بعدهم، قال عنه ابن تيمية: (والبغوي تفسيره مختصر من
تفسير الثعلبي، لكنه صان تفسيره عن الأحاديث الموضوعة والآراء المبتدعة)
[الفتاوى 3/ 354، 386].
2 - شرح السنة، جمع البغوي فيه بين الرواية والدراية.
3 - مصابيح السنة، جمع فيه المؤلف طائفة من الأحاديث، محذوفة الأسانيد،
معتمداً على نقل الأئمة، وقسم الأحاديث إلى صحاح وحسان، وعنى بالصحاح ما
أخرجه الشيخان، وبالحسان ما أورده أبو داود والترمذي، وما كان فيه من ضعيف
أو غريب أشار إليه، وأعرض عما كان منكراً أو موضوعاً. وهو كتاب مشهور،
اعتنى به العلماء. ومن أهم شروحه: (مشكاة المصابيح للشيخ ولى الدين محمد
بن عبد الله الخطيب) فقد أكمل (المصابيح) وذيّل أبوابه؛ فذكر اسم الصحابي
الذي روى عنه الحديث، وذكر الكتاب الذي أخرجه، وهو كتاب مخدوم مطبوع
بتحقيق الشيخ ناصر الدين الألباني.
وفاته:
توفي - رحمه الله - بـ (مرو الرّوذ) في خراسان، في شوال سنة 516 هـ،
ودفن جانب شيخه. القاضي حسين، وعاش بضعاً وسبعين سنة، رحمه الله.
((مجلة البيان ـ العدد [5] صـ 22 شعبان 1407 ـ أبريل 1987))