تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[المخطوطات العربية والإسلامية في فلسطين .. دعوة للإنقاذ]

ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[01 - 03 - 08, 05:16 ص]ـ

[المخطوطات العربية والإسلامية في فلسطين .. دعوة للإنقاذ]

تاريخ النشر: 04/ 07/2007 - 12:32 م

بقلم: محمد خالد كلاب

إن أعظم ما صُرفت به الأوقات وأجل ما بُذلت من أجله الطاقات – بعد دين الله الحنيف – هو هذا التراث الخالد الذي يسجل أعظم حضارة وأسمى منارة لتلك البلدة التي تحفل بهذا التراث العظيم.

ولقد ضَربت فلسطين في مجال التراث والمخطوطات بسهم وافر اعتُبرت به عند أهل هذا الفن ذات تراث أصله راسخ وفرعه شامخ ومجده بازخ، وكانت فلسطين مُذْ عرفت درة تتلألأ وريحانة تهتز وبلدةُ رُحلة ومحطّ رحلةٍ لجميع العلماء قديما وحديثا وذلك عبر العصور وكرِّ الأيام والدهور، وكانت خزائنها بعامة وخزائن المسجد الأقصى بخاصة يُجبى إليها نفائس الكتب والمؤلفات ويُهدى إليها نوادر المصنفات والمخطوطات وبخاصة المؤلفات التي بخط مؤلفيها أو خطوط ناسخيها.

فامتلكت فلسطين عبر الحقب والأزمان تراثاً ثرّاً احتضنته خزائن جليلة ويملكها أصحاب بيوت ذوي أمجاد أصيلة، جاء على وصفها الأستاذ فيليب طرازي بقوله:

"تلك الخزائن التي حوت كنوزاً يعز وجود نظيرها في بلد آخر" ا. هـ

وقال عنها العلامة محمد أسعد طلس رحمه الله:

" وفي كل دار من هذه بعض المخطوطات التي لاشك أن بعضها قيم"ا. هـ[1]

وقد بات من مكرور القول ومُعاد الكلام أن الاشتغال بالتراث موقف حضاري وليس نبشاً في القبور واهتماماً بالرمم والبلى

وعيرها الواشون أني أحبها وتلك شَكاة ظاهر عنك عارها

فإذا رجعنا ببصرنا إلى التاريخ رأيناه يحدثنا عن تراث فلسطين ودور كتبها وخزائن مخطوطاتها فتأخذنا لوعة تكلُم الفؤاد وتصيبنا حسرة تميت القلب كمداً وألماً بمجرد هذا الوصف ونبكي على ذهاب العين والأثر.

فهذا التراث الذي سجله وجمعه آباؤنا وهذه الدور والخزائن التي أسسها أجدادنا يحدثنا التاريخ الصادق –الذي لا يغفل تسطير كل شيء-بما يثير الأشجان و الأحزان ويستمطر الدموع من الآماق على تراث ما علمنا منه إلا الاسم دون الرسم.

فلا يزال تراث فلسطين الحبيبة يعرض للمصيبة تلو المصيبة فما يكاد يفيق من مصيبة حتى تبهته الثانية فتنسيه الأولى، فمن سرقةٍ لهذا التراث إلى تدميرٍ لخزائنه ودوره إلى ثالثة الأثافي وهي تحريفه وتزويره، وسرعان ما تظهر لنا الأيام أن خزائن ومكتبات أوروبا قد زينت رفوفها بهذه النفائس من المخطوطات التي تشتكي إلى الله ما حلّ فيها من اغتصاب وتشريد ونهب وتغريب في سماء الغرب المجرم.

يقول باعث النهضة الشامية محمد كرد علي رحمه الله:

" وما زال الشيوخ من أهل هذا الجيل يحدثوننا بما وقع لكتبنا في مصر والشام وأقله السرقة والحرق الإختياري وبيعها من الدلالين لينقلونها إلى الأجانب .. " ا. هـ[2]

ثم إني أتركك أخي القارئ تعيش مع أنات مقهور وزفرات مصدور نفثتها يراعة فارس من فرسان المخطوطات في فلسطين وعاشق من عشاق التراث وواحد من حاملي راية الدفاع عنه بكل غالٍ ونفيس العالم الأديب إسحاق موسى الحسيني رحمه الله وهو يتكلم عن مأساة مآل تراثنا السليب فيقول " .. ويظهر أيضاً أن تجار المخطوطات من الغرباء سطَوا على كثير من الكتب الثمينة والتي وقفها السلاطين والأمراء والأعيان وهرّبوها إلى خارج البلاد في غفلةٍ من أهلها فهناك صناديق مليئة بالمخطوطات في جامعة (هايد لبرغ) في ألمانيا عليها ختم المسجد الأقصى عدا ما تسرب إلى أوروبا وأمريكا من تراثنا السليب .. " ا. هـ[3]

وذكر المُثل على شبيه هذه المآسي والمصائب أكثر من أن تحصى وأعظم من أن تستقصى ولكن أكتفي بذكر أمثلة على سبيل المثال لا الحصر:

(1) قال العلامة فيليب طرازي في كتابه الماتع " خزائن الكتب العربية في الخافقين " [4]:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير