تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

" ومن أثمن ما وقع عليه نظرنا في القدس الشريف عام 1893 مصحف بديع موشّى بالعسجد واللجُين [5] كتبه عبد الله ابن أمير المسلمين أبي سعيد عثمان سلطان الجزائر وهذا المصحف الذي يزيّن خزائن المسجد الأقصى مكتوب بحبر أحمر وأزرق وأخضر وقرمزيّ مُزج بالمسك والزعفران، يرتقي تاريخه إلى سلخ ذي الحجة سنة 745 هـ ولما سُرق هذا المصحف منذ بضعة أعوام قامت الحكومة الفلسطينية وقعدت للأمر وبثّت العيون على اللصوص في جميع الأمصار حتى عثرت سنة 1936 على المسروق في حانوت أحد تجار العاديات بالقاهرة فاستولت عليه وأعادته إلى مركزه في خزائن المسجد الأقصى. " ا. هـ

(2) وكذلك ما وصفه مؤرخ غزة النحرير عثمان الطباع رحمه الله في كتابه (اتحاف الأعزة) بقوله " .. ثم إن العساكر الأتراك أعادوا الكرّة على غزة - أي سنة 1335هـ -، فلم يتركوا باباً إلا خلعوه ولا سقفاً أو جداراً فيهم حديد أو خشب إلا هدموه ونقضوه حتى خلعوا منابر الجوامع وبددوا الكتب والمصاحف الموثوقة بها والكتب الموجودة بدور أهل العلم والفضل وأخذوا منها ما أخذوه وباعوه بقيمة زهيدة لا توازي مؤنة حمله ... " [6]

ثم قال " .. ورأيت أوراق المصاحف والتفاسير وكتب الحديث وغيره مبعثرة في سائر الطرقات ومنها ما هو ملقى في القاذورات فتذكرت بذلك واقعة الأندلس ووقائع التتار وما بها اقترفوه (ولو شاء ربك ما فعلوه) فخرجت منها لهفا وبكيتها حزناً وأسفاً .. "

(3) وراجع في كتاب (التراث العربي المخطوط في فلسطين) – ندوة معهد المخطوطات في القاهرة صحيفة رقم 109 – " تجد قصة المخطوط النادر الذي لا ثاني له في العالم والذي كان يوماً من الأيام من مخطوطات الخزانة الأحمدية –أحمد باشا الجزار- في عكا ثم انتقل إلى مكتبات أوروبا .. " بل وفصَّل أكثر الاستاذ عصام الشنطي فيه بمقالة كاملة عن " فضائل البيت المقدس للواسطي " ونشره في مجلة معهد المخطوطات العربية في القاهرة [7]

ثم إن مما يجعل هذا الموضوع ذا أهمية كبيرة ومحط أنظار ذوي الغيرة على تراث فلسطين، هو ما ينبغي معرفته وعدم إغفاله حول هذا التراث وذلك عبر دراسة مخططات وبروتوكولات أعداء هذا التراث ومحاولاتهم المرة بعد المرة والكرّة بعد الكرّة تدميرَه والعبث به بشتى الوسائل والطرق و بخاصة الأيدي الصهيونية الغاصبة الغاشمة.

"فلا يحسبن أحد أو يظن ظان أن الدماء التي تسيل على أرض فلسطين ينبغي أن تشغلنا عن التراث الموجود هناك، فهذا التراث مستهدفٌ أيضاً، نعم مستهدف ... ففي الوقت الذي يحمل فيه الجندي الإسرائيلي سلاحه ليطلق الرصاصة الغاشمة على رأس فلسطيني أو صدره فإن جندياً آخر - لا نراه على شاشات التلفاز- يحرق أو يحرف كتاباً أو وثيقة أو يدمر خزانة وداراً كانت مليئة بالنفائس والنوادر ويبحث بين سطور هذه أو تلك عن طلقة من نوع آخر غير الذي نعرفه قد تزيد خطورتها عن طلقة البندقية ودانة المدفع وقنبلة الطائرة.

وهذا شأن اليهود عبر تاريخهم الأسود الطويل الذليل الذي يحكي عنهم أنهم كانوا يقتلون الأنبياء بيدٍ ويحرفون كتبهم السماوية بيدٍ أخرى وذلك أنهم أدركوا بمكرهم الشيطاني خطر الكلمة وتأثيرها وعلموا أنها من طريقها يمكنهم أن يصلوا إلى مآربهم وأغراضهم الدنيئة." [8]

وكان هدف ما فعلوه هو القضاء على هذا التراث ووأد كل الجهود لإنقاذه وإنشاء جيل عربيّ لا يعرف عن هذا التراث والميراث إلا اسماً يسمعون به دون معاينة الرسم ورؤية الأثر والذي إن وجد فهو طللٌ بالٍ وأثرٌ خالٍ ...

.... يلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد

ومما يجعل العيون تبكي دماً والأفئدة تتفتت ألماً هو ما نراه عل مرِّ الأيام من ذهابٍ للعلماء الواحد تلو الآخر من أولئك الذين اعتبروا من أساطين هذا التراث ومن علماء المخطوطات في فلسطين الذين غُرست بجهودهم بذور هذا التراث ونبتت على أيديهم أغصان هذه الخزائن والتي سرعان ما أينعت ثمارها ونبتت أزهارها بعد أن شهدت بقاع فلسطين الحبيبة صولاتهم وجولاتهم في حفظ هذا التراث وجمع أشتاته وشراء مخطوطاته وكان شعارهم ودثارهم:

وقفت على إحياء قومي يراعتي وقلبي وهل إلا اليراعة والقلب

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير