[مكتبة الأمبروزيانا بميلانو تاريخها وبعض مخطوطاتها]
ـ[العوضي]ــــــــ[03 - 06 - 08, 09:30 ص]ـ
من مكتبات العالم
[مكتبة الأمبروزيانا بميلانو تاريخها وبعض مخطوطاتها]
محمد ابراهيم المرشد التميمي
تعتبر هذه المكتبة من أهم المكتبات العالمية في أوروبا حيث تحتفظ بمجموعات كبيرة من النوادر بل من أغنى مكتبات أوروبا بالمخطوطات العربية، وأن مجموعاتها لاتكاد يوجد شبيه لها في مكان آخر.
وأسست هذه المكتبة في أوائل القرن السابع عشر، أنشاها الكاردينال فدريكو بورميو Fedrico Borromeo أسقف ميلانو، وافتتحت سنة 1609م. وكان الكاردينال يهدف من إنشاء هذه المكتبة إلى رفع المستوى الثقافي في لمباردية أثناء الاحتلال الأسباني لإيطاليا، ومجابهة التيارات الفكرية التي كانت تصل إلى إيطاليا من وراء جبال الألب.
وقد بذل بوروميو جهودا جبارة لإنماء المكتبة بنوادر المخطوطات، وجعلها مركزا ثقافيا للقراءة والدراسة. وقد أرسل أناسا كثيرين يشترون بماله الخاص، الكتب، من أوروبا، وإيطالية الجنوبية، واليونان، والجزر اليونانية، وآسيا الصغرى، وسورية، وفلسطين، ومصر، وبلدان الشاطئ الأفريقي الشمالي، من لوبية إلى المغرب، فكان لديه مما حمل من هذه البلاد مجموعة ضخمة من المخطوطات العربية والسريانية والحبشية والعبرية والتكية والأرمينية، والفارسية واللاتينية واليونانية.
ويقدر عدد الكتب المخطوطة المختلفة في المكتبة اليوم بثلاثين ألفا أما الكتب المطبوعة فقد بلغت نصف مليون. حسب ما ذكره الدكتور صلاح الدين المنجد والذي قام بفهرسة الكتب العربية فيها ضمن مشروع معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية في عام 1957م.
وأشار المنجد أن عدد المخطوطات العربية في المكتبة يزيد على ألفين وخمس مئة مخطوط، والسبب في اهتمام معهد المخطوطات،
وهى مجموعتان:
المجموعة القديمة التي جمعت أيام بوروميو وهي مجموعة نادرة نفيسة، وقد اكتشفت فيها أقدم مخطوطة في العالم لكتب سيبويه، إلى جانب عدد كبير من دواوين الشعراء القديمة الصحيحة وكتب الطب والأدب.
والمجموعة الجديدة، وقد دخلت المكتبة في أوائل القرن العشرين، ويبلغ عددها 180 مخطوطا جمعت من اليمن، وأهداها إلى المكتبة سنة 1914 السيناتور الإيطالي Luca Beltrami.
ثم أضيف إلى المجموعة الجديدة في عام 1919 م قسم جديد يبلغ عدده 1610، وكان هذا القسم قد جمعه تاجر إيطالي عاش في صنعاء ثلاث سنين (1919 1922م)، ونقله إلى إيطاليا. ثم أهدى إلى الأمبروزيانا عام 1919في عيدها المئوي الثالث.
ثم ضم إلى هذه المجموعة الجديدة قسم ثالث ليس بكثير العدد، أتي به من ليبيا عام 1927 بواسطة الكافالييرونوزدا Noseda.
وتعتبر المجموعة المخطوطة الجديدة أضخم مجموعة المخطوطات اليمنية الموجودة في مكتبات أوروبا وأمريكا.
بدأت عناية المستشرقين بمخطوطات الأمبروزيانا الشرقية منذ أوائل القرن التاسع عشر، فأصدر المستشرق الألماني دهامر G.De Hammer في عامي 1826و 1839 فهرسين لبعض المخطوطات العربية والفارسية والتركية في هذه المكتبة وقد خص المجموعة القديمة من المخطوطات العربية بعنايته، ثم عني المستشرق الإيطالي أوجينيوغريفيني (المتوفى سنة 1925 بالقاهرة) في مطلع هذا القرن بالمجموعة الجديدة، وأصدر فهرساً فيه 475 مخطوطا وكان هذا الفهرس قد ظهر منجما من قبل في مجلة الدراسات الشرقية بجامعة روما، بين سنة 1910 وسنة 1919م. وقد فهرس الأقسام المرموز إليها بحرف ABC.
ثم توفي غريفيني، ولم يتفرغ المستشرقون الإيطاليون والغربيون إلى متابعة عمله وإنجاز فهرسة سائر المخطوطات العربية في الأمبروزيانا.
والفهرس الذي أصدره دهامر موجز جدا، وقد خلط المخطوطات الشرقية بعضها ببعض، أما فهرس غريفيني فهو أقرب إلى التعقيد، ولم يلحق به فهارس بأسماء الكتب والأعلام، فكانت الفائدة منه قليلة، وكان الرجوع إليه يتطلب جهدا وضياع وقت. على أن هذا لا يمنع من التنويه بفضل هذين العالمين، لتعريفهما العلماء ببعض كنوز الأمبروزيانا.
http://www.alriyadh.com/2006/07/07/img/057650.jpg
¥