ومع هذا فلن تراها سجلا للحوادث والواقعات المرة، فهي كثيرة، وصاحبها حامل لمسئوليتها ((فكلا أخذنا بذنبه)) (40: العنكبوت)، لكنها أحرف جريئة في ورقات قليلة، تقرع جرس النذارة من هذه المكيدة ((تصنيف الناس)) اعتداءاً، و ((تجريحهم)) بغياً وعدواناً، فتكشف هذه الظاهرة بجلاء، وتواجه وجوه الذين يتعاملون معها بنصوص واضحة، وقوارع من نصوص الوحيين ظاهرة)) اهـ.
ويقول العلامة ولله دره، فقد أبان حقائق هؤلاء الجرَّاحين أعظم بيان: ((وإذا علمت فشو ظاهرة التصنيف الغلابة، وأن إطفاءها واجب، فاعلم أن المحترفين لها سلكوا لتنفيذها طرقاً منها:
(1) أنك ترى الجراح القصاب، كلما مرَّ على ملأ من الدعاة اختار منهم ((ذبيحاً))، فرماه بقذيفةٍ من هذه الألقاب المرَّة، تمرق من فمه مروق السهم من الرمية، ثم يرميه في الطريق، ويقول: أميطوا الأذى عن الطريق، فإن ذلك من شعب الإيمان؟!.
(2) وترى دأبه التربص، والترصد: عين للترقب وأذن للتجسس، كل هذا للتحريش، وإشعال نار الفتن بالصالحين وغيرهم.
(3) وترى هذا ((الرمز البغيض)) مهموماً بمحاصرة الدعاة بسلسلة طويل ذرعها، رديء متنها، تجر أثقالاً من الألقاب المنفرة، والتهم الفاجرة، ليسلكهم في قطار أهل الأهواء، وضلال أهل القبلة، ويجعلهم وقود بلبلة، وحطب اضطراب.
وبالجملة فهذا ((القطيع)) هم أسوأ غزاة الأعراض بالأمراض، والعض بالباطل في غوارب العباد، والتفكه بها، فهم مقرنون بأصفاد الغل، والبغضاء، والحسد، والغيبة، والنميمة، والكذب، والبهت، والإفك، والهمز، واللمز، جميعها، في نفاذ واحد. إنهم بحق ((رمز الإرادة السيئة))، يرتعون فيها بشهوة جامحة. نعوذ بالله من حالهم، لا رعوا)).
ومن أجمل وأهدى نصائح الشيخ فى هذا المجموع النافع ((إذا بليت بالذين يأتون في مجالسهم هذا المنكر ((تصنيف الناس بغير حق))، واللهث وراءه، فبادر بإنفاذ أمر الله تعالى في مثل من قال الله فيهم ((وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين)) (68: الأنعام) اهـ.
وهاك تحميل الكتاب: ((تصنيف الناس بين الظن واليقين))
ـ[أبو حازم فكرى زين]ــــــــ[13 - 11 - 04, 05:25 م]ـ
الشيخ الجليل/ أبو محمد الألفى جزاكم الله خيراً
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[13 - 11 - 04, 08:56 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخنا السكندري و عظم اجرك.
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[14 - 11 - 04, 11:43 م]ـ
احسنت شيخنا الكريم ابو محمد الالفي تقبل الله منا ومنكم الطاعه والعمل الصالح.