تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من النوادر النجدية الحديثية عبدالله بن عون ينسخ الكتب الستة]

ـ[رياض السعيد]ــــــــ[09 - 01 - 09, 09:37 م]ـ

هذا مقال للباحث المؤرخ راشد العساكر نشر في صفحته في جريدة الرياض في تاريخ وحضارة في يوم الجمعة 12 - 1 - 1430هـ، وهذا المقال تشد له الرحال لأهميته وللدلالة على عناية أئمة الدعوة في نجد بالحديث وعلومه. وهذا هو المقال:

(من طلبة العلم

الشيخ عبدالله بن عون الناسخ وخطاط العيينة في عهد الدولة السعودية الأول

من ميزات البحث في المخطوطات والوثائق معرفة أمر مجهول أو كشف شخصية مجهولة في عصرنا الحاضر.

وحفلت عاصمة البلاد السعودية الأولى الدرعية وبلاد العارض خصوصاً بكم كبير من المخطوطات والتراث العلمي.

وبعد سقوط الدرعية نقل المحتل هذه المخطوطات الى المدينة النبوية وأوقفت في المكتبة المحمودية.

(تطرقنا لشيء من ذلك بالتفصيل في هذه الصفحة ضمن أعداد سابقة).

وتقارب تلكم المخطوطات الألف مخطوط. وبين صفحاتها وأوراقها وعلى جوانبها توجد معلومات لا غنى عنها للباحث والدارس لتراث هذه المنطقة.

ومن بين تلك المخطوطات سنستعرض منها بعض من يقوم بمهنة النسخ والكتابة ولا شك في أن لهم نصيبا من العلم والدراسة على يد علماء الدعوة.

ومن هؤلاء الشيخ عبدالله بن سلمان بن عون.

اسمه وترجمته هو: عبدالله بن سليمان بن عبدالله بن عون.

حنبلي المذهب وموطنه بلدة العيينة البلد المعروف من بلاد العارض والواقعة على بعد بضعة أميال من العاصمة الأولى.

درس على علماء عصره في العيينة وعلماء الدرعية وعلى رأسهم الشيخ محمد بن عبدالوهاب وغيره من علماء الدرعية. ويبدو أنه درس على الشيخ أحمد بن

عبدالكريم بن عبدالله بن عبدالوهاب بن مشرف في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري كذلك. حيث ورد في نسخه نسخة الشيخ أحمد بن عبدالكريم

بقوله على آخر ورقة من المخطوطة وهي: الاختيارات العلمية والمسماة بعمدة المفتي لابن تيمية. والنسخة من نسخ المحمودية برقم (1400) فقه حنبلي.

وآخر النسخة وهي بخط "أحمد بن عبدالكريم بن عبدالله بن عبدالوهاب بن مشرف رابع عشر من شهر شعبان من سنة اثنين وستين ومئة وألف من هجرته صلى

الله عليه وسلم".

والشيخ أحمد بن عبدالكريم لم أقف على ترجمة له - حسب ما اطلعت عليه - ويتميز خطه بالوضوح وله نسخة دونها بقلمه في أوائل القرن الثاني عشر الهجري.

قال ابن عون في آخر النسخة ما نصه "في ملك عبدالله بن عون وقد أكملها قراه محررة على شيخه رحمه الله" ثم يدعو بالرحمة لمؤلفها بقوله "مؤلفه وقاريه وقد

وقفه وقفاً مؤبداً لا يباع ولا يشرى فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه ..

وله عدة وثائق كتبها لأهالي العيينة والدرعية والعمارية وتكون صيغتها في نهاية الوثيقة ما نصه: (وكتبه وشهد به وأثبته الفقير إلى الله عبدالله ابن سليمان ابن

عون الحنبلي مذهباً العيينة بلدا) وتاريخ هذه الوثيقة في شهر صفر 1210ه).

وللشيخ ابن عون أكثر من خمسين مخطوطة بقلمه ويتميز خطه بالجودة والسرعة واما خطه فنسخي معتاد بخلاف بعض منسوخاته التي لم يدون اسمه عليها إلا

أن خطه معروف ومشهور وأحتفظ ببعضها.

وقد نسخ الشيخ ابن عون كذلك ما يخص كتب شيخه الشيخ محمد بن عبدالوهاب ككتاب التوحيد وكشف الشبهات وأوقفها ثم نقلت إلى هذه المكتبة ومما نقله

وإضافة على هذه النسخ تدوين قصائد الشاعر عبدالكريم بن حبشان شاعر الدرعية في عهد الدولة السعودية الأولى. والذي تحدثنا عنه قبل أشهر - شهر رمضان - بين جنبات هذه الصفحة وبينا أنه شاعر الدولة السعودية الأولى ولعل المؤرخ ابن غنام استفاد منها في تاريخه وغيرها. وقد سجلت هذه المخطوطة تحت باب العقائد برقم (1921) ولا تزال محفوظة في المكتبة المحمودية ولدى مصورتها كاملة مع الكتاب.

ويبد أن الشيخ ابن عون طال به العمر حتى ولعله هو الذي أرسله الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود إلى حمد على في فترة الصلح بينهما والتي وقعت في سنة 1231ه. حيث أرسله الإمام سعود مع حسن بن مزروع من أهالي منفوحة وحملهم بالهدايا إلى محمد على في شوال من هذا العام 1231ه.

(عثمان بن بشر، تاريخ نجد: 383/ 1).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير