ويبدو أن آسرة ال عون انتقلت إلى الرياض بعد سقوط الدرعية. ولعل من هذه الأسرة الأستاذ عبداللطيف بن إبراهيم بن عبدالله بن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عون.
ومنهم أبناء عمه سليمان بن ابرهيم بن عون. وهم من قبيلة الأشراف. واتخذت هذه الأسرة بعد قدومها من الدرعية محلة صياح غرب الرياض مستقرا لها.
- وقد قتل بعض أفرادها عند محاولة عبدالعزيز بن رشيد الهجوم على الرياض عام 1319ه فبعد فشل حصار الرياض اتجه ابن رشيد لتقطيع وتخريب نخيلها فكان أفراد
هذه الأسرة آل عون ممن دافعوا عن أملاكهم فقتل عدد منهم ودفن بعضهم في مقبرة شلالة المعروفة شمال وادي حنيفة وغرب الجرادية اليوم. كما قتل بعض أفراد
الأسر الأخرى نتيجة مواجهتهم لابن رشيد وقبل أن يهزمه الملك عبدالعزيز في موقعة الدلم المشهورة في الخرج -. وقيل ان هناك أسرة انقطعت وكانت تسكن
الجبيلة.
أوقف الشيخ عبدالله بن عون عدداً كبيراً من مخطوطاته أما نسخاً أو تملكاً ونظراً لكثرتها فقد فرغت منها لوضعها في تراجم علماء العارض يسره المولى تعالى.
وسأشير هنا إلى احدى تلك المنسوخات وهي التي كتبت على ظهر النسخة المذكورة "الاختيارات العلمية "حيث دّون ابن عون عددا من التي نسخة او خطها
وأوقفها على طلبة العلم" حيث جاء ما نصها أسفل العنوان:
(بسم الله اثبات الكتب الصحيحين والترمذي وأبي داود والموطأ والمصابيح وثلاثة شروح للأربعين والمنتقي ورياض الصالحين وشرحه والأذكار والترغيب في شرح
الجامع الكبير وكتاب المواعظ .. التخويف وأهوال القبور وحادي الأرواح وكتاب مسائل .. وتفسير البغوي وتفسير الجلالين والطرق الحكمية وكتاب مفتاح السعادة ..
والمقنع ومختصره وشرح الزاد وكتاب العمدة وعمدة الحديث .. والشرح ومجلد من الشرح الكبير والغاية وتنبيه الغافلين والمهذب وشرح الدر ... ومجلد من كتاب
الشافعية وناسخ القرآن وكتاب خلق أفعال العباد .. والاختصار وشرح التقريب والهدي والسيرة والشمائل والداء والدواء وكتاب التوحيد وكشف الشبهات والآداب
والرسالة السنية وكتاب آداب حملة القرآن ومجلد في الفرائض من كتب الشافعية وكتاب النصائح .. في مجلد من كتب المالكية والكلم الطيب وشرح الإيمان وكتاب
رياضة العقلاء وكتاب الرحمة .. في اختلاف الائمة والخرقي وكتاب مجموع مسائل فقه ثلاثة من المناسك والعشماوية والكبائر ورسالة .. ابن قدامة والعزية للمالكية
ومجلد في الفقه من كتاب للحنابلة والسياسة الشرعية وكتاب استنشاق نسيم .. وكتاب قلائد المرجان في الناس ... " - ثم على يمين النص -
("وجميع الخطب ثلاث مئة خطبة وهي وقف على الخطباء من ائمة المسلمين") ثم قال "جميع هذه الكتب وقفها مالكها الفقير إلى الله عبدالله بن عون على طلبة
العلم من المسلمين .. ).
كما كان يضع دبغة ختمه على كثير من منسوخاته.
وأغلب هذه المنسوخات لا تزال محفوظة في المكتبة المحمودية ولدي بحمده تعالى مصورات الكثير منها. ومنها ما يخص هذه الشخصية رحمه الله تعالى.
ونجد في إحدى النسخ الأخرى التي كتبها بقلمه وهي نسخة برقم:
(767) وهو كتاب "الجزء الثاني من صحيح مسلم". وبعد أن أوقفه كما جاء في غلاف الورقة الأولى منه. جاء الورقة الأخيرة وما قبلها ما نصه: (تم الجزء الثاني من
صحيح مسلم رحمه الله على يد الفقير إلى الله ثقيل الظهر من الذنوب والأوزار راجي رحمة الله وغفرانه "على يسار الورقة: عبدالله بن سليمان بن عبدالله بن عون"
منه بعد العصر يوم الأربعاء بقا جمادى الآخر اثنا عشر يوم من شهور سنة ثلاث وعشرين بعد المئتين والألف من الهجرة النبوية على مهاجرها أفضل الصلاة وأكمل
السلام وتمت ولله الحمد الكتب الخمسة صحيح البخاري ومسلم وسنن الترمذي وسنن أبي داود والموطأ كتبها الفقير إلى الله لنفسه عبدالله بن سليمان بن
عبدالله بن عون الحنبلي مذهباً العيينة بلداً فيا قاري الخط إن رأيت فيه عيباً فسد الخلل جل من لا عيب فيه وعلا وكتبت الكتب المذكورة في مدة قريب من ثمانية
أشهر مع كثرة الأغراض وتشويش الخواطر والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله ستفني أناملي وتبقى خطوطي برهة من الدهر اللهم اغفر لكاتبه
يا قارئ الخط قل بالله أمينا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى الله وأصحابه وسلم تسليماً كثيرا إلى يوم الدين ودعتك يا هذا الكتاب شهادة أن لا إله إلا الله وأن
محمداً رسول الله لا إله إلا الله محمد رسول الله لا اله إلا الله محمد رسول الله.
إن هذه الشخصية تقدم أنموذجاً بسيطاً لما كان عليه أحد الطلبة النشطين في تدوين ونسخ الكتب العلمية وذلك بعد قيام الدولة السعودية الأولى التي كان لها اثراً
كبيراً في نشاط الحياة العلمية.
ولعلنا نتابع في حلقات قابلة بحوله تعالى تغطية بعض الشخصيات والمخطوطات في هذه المكتبة.
@ راشد بن عساكر)
ـ[محمود أبو عبد الله]ــــــــ[10 - 01 - 09, 03:28 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
¥