فأتيح لي أن أبلغ لينينغراد وموسكو، وطشقند و?بخارى، وسمرقند. وأن أزور مكتبات طهران و?م ? شهد،
ومكتبات باكستان والهند. وأن أنعم بمخطوطات تونس والمغرب، وأن أدخل مكتبات الفاتيكان،
والأمبروزيانا في ميلانو. وأن أفيد من مكتبات توبنجن وغيرها في ألمانيا. وتعداد ما زرته من المكتبات في
العالم يطول. ولا ُأبالغ إذا قلت إني رأي ? ت بع?ي?ن ? ي من المخطوطات ما لم ?ي ? ره غيري. وقد صورنا الكثير من
المخطوطات النادرة أو ذات الشأن للمعهد. وبلغت ألوفًا كثيرة. وقد ساعدني على نجاحي في عملي أ?ني
ما كنت أذهب إلى بلد إ ّ لا ? و ? ج ? د ? ت فيه أصدقاء ق ? دموا لي العون وي ? سروا المصاعب، سواء من العلماء
العرب والمسلمين أو من المستشرقين.
- وإلى جانب ذلك وضعت قواعد لتحقيق المخطوطات العربية بعد أن رأي ? ت أن المحققين لا
ينهجون ?جًا علميًا صحيحًا، وقدمت هذه القواعد إلى مؤتمر ا?امع العلمية المنعقد بدمشق عام
1956، وأقر?ا لجنة تحقيق المخطوطات. وقد ?ت ? رجمت هذه القواعد فيما بعد إلى لغات كثيرة منها
الفرنسية والإِنكليزية، والإِيطالية، والإِسبانية، والتركية، والفارسية.
- وكنت، وأنا مدير للمعهد، ?محاطًا بحمد الله، بالثناء والتقدير لما أنجزه المعهد. ولقينا التشجيع
من علماء كثيرين. ولم يخ ُ ل الأمر من بعض علماء ا?موني بالجهل، وهاجموا معهد المخطوطات.
- وقد ? دعي ? ت إلى مؤتمرات دولية كثيرة. وكان أول مؤتمر حضر?ته مؤتمر تعليم أولاد اللاجئين
الفلسطينيين في القدس، الذي انعقد في 31 تشرين أول 1953. وكنت رئيسًا للوفد السوري
للمؤتمر. وألقيت بحثًا عن الطرق والوسائل التي يجب اتباعها لتعليم أبناء اللاجئين.
- وحضرت مؤتمرات الأدباء العرب في سورية دمشق، ولبنان (بيت مري) والكويت والقاهرة.
- ومؤتمرات المستشرقين الدولية في ميونيخ بألمانية، وباريس، وموسكو، والمؤتمرات الدولية التي
أقيمت للبيروني في طهران، وكراتشي ولاهور، وملتقى سي?ب ? و?يه الدولي في جامعة شيراز.
- ومؤتمرات الفارابي الدولية، في مشهد وطهران وجنديسابور.
- والمؤتمر الألفي لمدينة بغداد، والفيلسوف الكندي.
- ومؤتمرات العالم الإِسلامي في مقاديشو عام 1962 م، وقبرص فاماغوستا 1979 م، وإسلام
أباد.
- والمؤتمر الدولي لتاريخ بلاد الشام في ع ? مان.
- ومؤتمر العيد الألفي لجامع الزيتونة في تونس.
- ومؤتمرات عقد?ا جامعة الملك عبد العزيز في ج ? دة، وجامعة الإِمام محمد بن سعود في الرياض
وغيرها.
- ومؤتمر العلوم السياسية في بيروت.
- ومؤتمر تدريب الدبلوماسيين العرب في بيروت أيضًا.
- وفي هذه المؤتمرات كّلها ألقيت محاضرات، ودراسات قد تكون في مجلد كبير إذا ُ طبعت.
- وفي خلال عملي في معهد المخطوطات انتخب ? ت عضوًا مراس ً لا في مجمع اللغة العربية في
القاهرة، في 23 إبريل 1956 م وكان أمين عام ا?مع يومئذٍ الع ّ لامة المرحوم الدكتور/ منصور فهمي.
- وحاضرت في معهد الدراسات العربية العليا في عام 1957 م. وكان مديره الأستاذ الكبير
شفيق ُ غربال.
- ودعيت إلى إلقاء محاضرات في جامعة فرانكفورت. وكان مدير الدراسات العربية فيها
المستشرق الكبير هلموت ري?تر.
- وان?تخب ? ت عضوًا في المعهد الألماني للآثار في برلين عام 1958 م. وفي عام 1959 م طلبت
في نيوجرسي، في الولايات المتحدة، من جامعة الدول العربية إعارتي لها Princeton جامعة برنستون
1960 م، فأتيح لي خلال عام الاطلاع على المخطوطات - كأستاذ زائر خلال العام الدراسي 1959
في جامعة برنستن، وفي مكتبات الجامعات الأمريكية، وفي المتاحف والمكتبات الخاصة، ووضعت لكثير
منها فهارس لم ?تنشر بعد.
* * *
عند عودتي من جامعة برنستن تركت معهد المخطوطات، آسفًا على مفارقته، فتركت القاهرة،
وانتقل ? ت إلى بيروت. وكان لي فيها ميدان جديد للنتاج والبحث ذلك أني كنت في جميع السنوات التي
تح ? دث ? ت عنها أتابع التأليف، وأصبح لد ? ي مؤلفات كثيرة تحتاج إلى نشر. فأ ? س ? س ? ت في بيروت دارًا لنشر
? سم?يتها (دار الكتاب الجديد) كي أنشر فيها مؤلفاتي وحدي، أو مؤلفات أصدقاء أع ? زاء عل ? ي.
* * *
وقبل أن أدع التحدث عن التراث، أو ? د أن أتحدث قلي ً لا عن مشكلة تس ? رب تراثنا العربي إلى
¥