تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

صلاح المنجد ماذا كان؟ لقد كان بكتاباته النصير لنا يوم أن ق ّ ل النصير. ولهذا أعتذر عما فات. وأشكر

لنفسي أني الآن أكثر صفاءً معه وأكثر ودًّا له. لأني عرف?ته. عرف ? ت العالم الباحث الوفي. عندما ذكر

كردعلي وذكر الز?يات كان يعترف للأفاضل بفضلهم. وما أحرانا أن نذكر للرذلاء رذائلهم أيضًا. لأن

هناك مثالب كثيرة يجب أن يعرفها الجيل الجديد ليتجنبوها. لقد ذكر الحلواني، وكان من بيت كبير في

المدينة، لكن لعله لم يعرف ماذا حدث لمكتبة شيخ الإِسلام عارف حكمت. لقد جاءني يومًا الأستاذ

أحمد عبد الغفور ع ّ طار ببيان كتبه أستاذي السيد أحمد صقر. وكان هذا البيان محفوظًا عند أحمد ياسين

الخياري. فعرفت خط أستاذي. وفيه أن عدد الكتب في مكتبة عارف حكمت هو ستة عشر ألفًا

وخمسمائة، في عهد الأتراك وأوائل عهد الأشراف. فماذا بقي منها. وكما ? سمى صلاح المنجد الحلواني

فإني لا أستحي من ذكر اسم سارق آخر هو إبراهيم الخربوطي، الذي كان مديرًا للمكتبة. وعندما كان

مديرًا قبله عبد القادر حواري، أبو كامل الحواري الذي عاش في دمشق، وأبو محسن حواري الذي

كان سكرتير الأمن العام. كانت المكتبة مصونة. فلما جاء الخربوطي كان يسحب الكتاب والكتابين

ويذهب إلى أوروبة، ولعله باع بعضها إلي فيلبي. أتعرفون كم بقي من الإِحصاء الذي أحصاه أحمد

صقر. أي ال 16500 مخطوط؟ يبق منها سوى خمسة آلاف.

- أما مكتبة السلطان محمود أي المحمودية فقد أبيدت. إن الدكتور صلاح يستنكر السرقة، إنه

عيب أن نسرق كتبنا الموقوفة ونبيعها. ولكن عندما يشتريها المستشرقون أو ّ تجار الكتب في أوروبا فإ?ا

تبقى محفوظة لنا باسمها. وتبقى تذكر في أمجادنا. فالمذ?مة هنا للسارق، والحمد للمشتري. ذكروا أن فيلبي

وجد رأس الأسد في الربع الخالي، وقوم عاد كان لقب "اله ? ر" عندهم أسدًا. ومنه جرى اسم الهر. فأهل

اليمن لا يعرفون "القط" ولا "البِ ? س" إنما اسم الهر. فاستوهبه الملك سعود فأعطاه إ?ياه. فسمعت من

ينكر هذا العمل. قلت لهم: لا تنكروا لو بقي عندنا لكسرناه وقبضنا ثمن النحاس. أما الآن فقد بقي في

لندن أثرًا من آثارنا. أنا مع الأستاذ صلاح على استنكار السرقات، وإهمال مكتباتنا ولكنني أحمد للذين

اشتروها فصانوها. وهنا يجب أن ُأثني على أمين التميمي رحمه الله، فقد جمع لنا وثائق كثيرة عن المملكة

من تركيا ومن لندن، وهي موجودة في دارة الملك عبد العزيز في الرياض والدكتور صلاح يعرفها.

- وخاطرة أخرى خطرت لي عندما ذكر الدكتور صلاح دمشق واحتفالها بالعلماء. أنا لا أريد

أن أذكر أحدًا غير الشيخ بدر الدين، الذي هاجر إلى دمشق من المغرب وكان خاتمة لرواة الحديث،

وكان راوية دارية. كما أخبرني أستاذنا الشيخ كامل الق ? صاب. هذا الأستاذ الذي كان له رعاية لي وهو

الذي فتح لي باب العلم والمعرفة. لهذا أشكر كامل الق ? صاب أمام صلاح المنجد. وأعود إلى بدر الدين.

هذا المغربي أصبح عالم الشام لا يجلس إليه صغار الطلبة بل العلماء من أمثال كامل الق ? صاب و?جت

البيطار. أتعرفون ماذا أعطته دمشق؟ أعطت ابنه تاج الدين أن يكون رئيس جمهوريتها. أليس كذلك؟

الأرض لا ?تبغض الأرض، والشعوب لا ?تبغض الشعوب ولكن ماذا أقول للذين يزرعون البغضاء بين

الشعوب باسم الزعامات أو باسم المبادئ أو باسم المذاهب وغيرها.

- ولعلي لا أنسى قبل إ?اء كلمتي أن أذكر الصحفي القدير كامل مروة رحمه الله صهر صلاح

الدين لقد لقي?ته في فندق اليمامة، وكان بيننا أحاديث. أما ثناء صلاح على الزيات ففي مكانه. رحم اللهُ

الزيات ورحم كردعلي، وأبقى لنا صلاح المنجد ذخرًا ثقافيًا عظيمًا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

((كلمة معالي الشيخ عبد ا? بلخير))

ثم أعطيت الكلمة لمعالي الأستاذ عبد الله بلخير فقال:

- إني سعيد أن أشارك في تكريم أستاذنا الدكتور المنجد .. وخا ? صة أن بيني وبينه مصداقية حميمة

قديمة. لذلك أرى من حقي أن أر ? حب به وأتحدث بما عرفته عنه. وإ?نه ليسرني من صميم قلبي أن أراه

مثل العريس في هذا المساء مشرق الوجنات يلبس العقال. ومما س ? رني أن يكون بيننا أيضًا ابننا (كريم)،

ابن الصحافي العظيم كامل مر ? وة رحمه الله. وكلنا شوق إلى عودة جريدة الحياة للصدور لأ?ا كانت

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير