الأمراض النفسية والعقلية، وسألته ماذا يجب أن أعمل. فقال: بالقرب من فندق ب ? سول طبيب بارع
جدًا في أمراض القلب سأتلفن له الآن وأوقظه، وأرجوه أن يذهب حا ً لا إلى الفندق لفحصه. فاذهب
أنت إلى "الترل" وستجده هناك.
- فذهب ? ت. وإذا بي أج ? د الطبيب قد سبقني يفحصه. فسألني: ما اسم المريض؟ قلت: فخري
البارودي. قال: الزعيم السوري الكبير؟ قلت: نعم. فوجدته قد زاد من اهتمامه، والدقة في فحصه. ثم
قال لي: يجب نقله الآن إلى المستشفى سأتصل الآن بالمستشفى لتجهيز غرفة له، مع جميع الأدوات
اللازمة لإِجراء عملية له. ولكي يرسلوا سيارة الإِسعاف لنقله وهكذا كان. نقلناه ولكن الدخول إلى
المستشفى له تدابير ?م ? س?بقة، كدفع بعض النفقات وغير ذلك. ولم أكن أحمل المبلغ المطلوب، ولا دفتر
الصكوك، وأخبر?م عن اسمي فلم يكتفوا وقالوا: هذا النظام. فاتصلت بكامل مروة وأيقظته وأخبر?ته.
فتلفن لمدير المستشفى، فأدخلوه، وأجروا له العملية ونجحت بحمد الله. وعد ? ت إلى داري وقد ظهر
ضوء الصباح.
- وكانت دهشتي عظيمة في اليوم الثاني عندما أعلمني الدكتور الدروبي، أن طبيب القلب الذي
ذهب لإِسعافه، كان يهو ? ديًا من يهود دمشق، وانتقاله إلى بيروت لم ينسه حب دمشق ورجالها.
- وكنا نزوره كل يوم في المستشفى حتى ? شفي و ? سمح له بالخروج. وفي يوم خروجه ذهب ? ت إليه،
فأعطاني ورقة، وقال اقرأها فيما بعد.
- فوضعتها في جيبي. ونسي?تها. وما قرأ?ا إلاَّ في المساء. وإذا فيها بخطه.
صلا ? ح الدين يا إ?بن الكِرام
.
جزاك الله ع?ني كل ? خي?رٍ
.
أخا ال?عْليا من الموتِ ال? زؤآمِ
.
لقد أنقذ ? ت في الدنيا حياتي
.
لَِق ? وم ? ك، في الصلاة وفي الصيامِ
.
سأدعو الله أن ?ي?بقِي ? ك ُ ذخ?رًا
.
وحمدي، والتحايا، مع سلامي
.
تق?بل ياصلا ? ح عمي ? م شكري
.
((معالي الشيخ عبد ا? بلخير يواصل حديثه))
ثم تابع معالي الشيخ عبد الله بلخير بعد ذلك حديثه فقال:
- وأعود الآن إلى حديثي مع فخري بك. قال لي: ماذا تعمل الآن؟ قلت: متقاعد. قال:
والمتقاعد ألا يعمل شيئًا؟ قلت: أكتب وأقرأ الجرائد وأزور الأصدقاء. قال: وهل عندك أولاد؟ قلت:
نعم. قال: كم عددهم؟ قلت: أربعة قال: وما أسماؤهم؟ قلت: ?ي? ع ? رب، وقحطان، وسبأ، وبلقيس. فقال:
? ض?يعنا عمرنا على الشيخ يعرب وقحطان و ? س?بأ. وعملنا للأمة العربية والجهاد ضد فرنسة واستقلال
بلادنا طول حياتنا. وانتهى الأمر أن طردنا من بلادنا وليس في جيبنا قرش. ولولا كامل مروة وصلاح
المنجد ما استطعت أن أدخل المستشفى أو ُأعالج وأس?عف. لقد أنفقت ثروتي وما ورث?ته عن أبي و ? جدي
في سبيل يعرب وقحطان واليوم لا أملك شيئًا.
- فأثار حديثه حزني وألمي وتذكرت هذا الزعيم الكبير الذي عندما نفته فرنسة وعاد، خرجت
دمشق ُ كلُّها ب ? ش?با?ا وشيبها لاستقباله، وانتظروه طول الليل حتى وصوله.
- وتابع فخري بك كلامه موجهًا حديثه إ ّ لي: لا تضيع عمرك مثلي إن أحفاد يعرب وسبأ غير
جديرين أن ينتسبوا إلى أجدادهم.
- وذكرياتي مع فخري بك طويلة ربما استغرق سردها ساعات. لكني أعود إلى الدكتور المنجد
لأقول إن الله م ? ن عليه بالعلم الواسع حتى لو قيل إنه لا يوجد كتاب ألفته العرب لم يعرفه أو لم يقرأه لما
كان ذلك كذبًا. وقد زار مكتبات كثيرة في العالم وما من دارس أو باحث أو مكتبة إلاَّ وتكتب له
تستشيره أو تسأله عن أمور التراث. وكل ذلك دون تب ? جح أو ادعاء.
- وقد أطل ? ت، فأدع الكلام للأساتذة الآخرين وشكرًا.
((كلمة الأستاذ شكيب الاًموي))
ثم أعطيت الكلمة للأستاذ شكيب الأموي فقال:
- سيدي عبد المقصود خوجه، سيدي الدكتور المنجد، سادتي وإخواني.
- سوف لا أتحدث الآن عن صلاح الدين المنجد، فهو أمامكم بشحمه ولحمه. وقد سمعتموه
وعرفتم فضله. لكني سأتحدث عن جانب لا تعرفون عنه شيئًا، كيف كان تأثير هذا الرجل بابتسامته
وبشاشته ودماثته وانكبابه على العلم، وتركه الدنيا وما فيها من أطايب ونِ?عم و?م ? غريات، وانصرافه إلى
التنقيب والدرس التصنيف، وذهابه أحيانًا إلى أقصى الأرض في سبيل البحث عن مخطوطة وتحقيقها.
- أقول كيف كان تأثيره في جميع أفراد عائلته.
- فالسيدة دنيا عقيلته كانت أستاذة الصحافة في الجامعة اللبنانية وكانت قد نالت شهادة
الماجستير من جامعة ميتشغن آن إربر.
¥