تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مدحه خلق كثير من العلماء، من هؤلاء –مثلاً-؛ موسى بن هارون الحافظ، قال "كان ابن بنت منيع ثقة صدوقاً". فقيل له: "أن ههنا ناساً يتكلمون فيه". فقال: "يحسدونه .. ابن بنت منيع لا يقول إلا الحق". وقال أين أبي حاتم، وغيره: "أحاديثه تدخل في الصحيح". وقال الدارقطني: "كان البغوي قلّ ما يتكلم على الحديث. فإذا تكلم كان كلامه كالمسمار في الساج". وقال الدار قطني أيضاً، وقد سأله السلمي عنه، فقال: "ثقة، جبل، إمام، أقل المشايخ خطأ". وقال أبو بكر الخطيب: "كان ثقة، ثبتاً، فهماً، عارفاً". وقال الذهبي: "والحافظ، الثقة، الكبير، مسند العالم". وقال ابن كثير: " .. وقد تفرد عن سبع وثمانين شيخاً، وكان ثقة، حافظاً، ضابطاً؛ روى عن الحفاظ، وله مصنفات".

وذكره ابن عدي في الكامل فقال: "كان البغوي صاحب حديث، وكان وراقاً، كان يورق على جده وعمه، وغيرهما .. وكان يبيع أمل نفسه كل وقت ... ثم قال: طال عمره واحتاجوا إليه وقبله الناس، ولولا أني شرطت أن من تكلم فيه فتكلم ذكرته، وإلا كنت لا أذكره".

مصنفاته:

ذكر للبغوي عدد من المصنفات، هي:

-معجم الصحابة.

-الجعديات "في الحديث".

-المعجم الكبير.

-المعجم الصغير.

-المسند.

-حكايات أبي بسطام شعبة بن الحجاج.

-أخبار عمرو بن مرة.

-مختصر المعجم.

-مسائل عن أبي عبد الله أحمد بن حنبل.

-مسند الحب ابن الحب أسامة بن زيد.

-تاريخ وفاة الشيوخ الذين أدركهم البغوي.

-السنن في الفقه على مذاهب الفقهاء.

وقد أخطأ من نسب إليه تفسير "معالم التنزيل" وكان مصدر هذا الخطأ ظنهم أن أبا مسعود الفراء البغوي هو نفسه أبو القاسم البغوي.

وفاته:

وافت المنية البغوي في ليلة عيد الفطر سنة سبع عشرة وثلاثمائة. وله من العمر مائة سنة. وثلاث سنين وشهور، وخالف ذلك ابن الأثير، فقال: "وكان عمره مائة سنة وسنتين". ودفن في نفس الليلة التي توفي فيها ببغداد وقبر في مقبرة باب التبن. وقال ابن الجوزي: مات "وهو صحيح السمع والبصر والأسنان؛ يطأ الإماء".

رحمه الله رحمة واسعة وأدخله فسيح جنانه.

* * *

جزء فيه من حكايات أبي بسطام شعبة

ابن الحجاج

بسم الله الرحمن الرحيم

أخبرنا الشيخ الصالح أبو المنجا عبد الله ابن عمر بن علي الليثي، قراءة عليه وأنا أستمع، قال: أنبأ أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب. قراءة عليه، ونحن نستمع، قال: أنبأ أبو منصور عبد الرحمن ابن محمد بن عفيف البوشنجي، المعروف بكلاري، قراءة عليه، وأنا أسمع في المحرم سنة سبع وسبعين وأربعمائة، قيل له: أخبركم أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى بن مخلد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن ثابت الأنصاري الهروي المعروف بابن أبي شريح الزاهد، قراءة عليه وأنت تسمع بهراة فأقر به (1)، أنبأ أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن بنت أحمد بن منيع البغوي ببغداد سنة سبع عشرة وثلاثمائة، قال:

حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، قال سمعت يزيد بن هارون، يقول: "شعبة مولى للأزد عتاقة". حدثني أحمد بن زهير النسائي، ثنا سليمان بن أبي شيخ، حدثني صالح بن سليمان، قال:

"كان شعبة مولى للأزد، ومولده ومنشؤه واسط، وعلمه كوفي، وكان له ابن يقال له: سعد بن شعبة (1). وكان له أخوان بشار [17 - أ] وحماد، وكانا يعالجان الصرف، وكان شعبة يقول لأصحاب الحديث: ويلكم الزموا السوق، فإنما أنا عيال على أخويّ. قال: وما أكل شعبة من كسبه درهماً قط" (2).

حدثنا (3) جدي أحمد بن منيع، قال: سمعت أبا قطن، قال: "ما رأيت شعبة ركع قط إلا ظننت أنه نسي، ولا قعد بين السجدتين إلا ظننت أنه قد نسي" (4).

حدثني أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن شبويه، قال: سمعت أبا الوليد، يقول (5): سمعت شعبة، يقول: "إذا كان عندي دقيق وقصب فما أبالي ما فاتني من الدنيا" (6).

حدثني عياش بن محمد مولى بني هاشم، حدثني قراد أبو نوح، قال "رأى عليّ شعبة قميصاً"، فقال: "بكم اشتريت هذا؟ ". فقلت: "بثمانية دراهم" فقال لي: "ويحك!! أما تتقي الله تلبس قميصاً بثمانية دراهم؟ ألا اشتريت قميصاً بأربعة، وتصدقت بأربعة؟ كان خيراً لك" قلت: "يا أبا بسطام أنا مع قوم نتجمل لهم!! " فقال شعبة: "أيش تتجمل لهم؟! " (7).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير