تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[[طالع] تراث الشيخ عبد الرحمن الأخضري (صاحب السلم المرونق) من خلال بعض خزائن المخطوطات والمكتبات]

ـ[خلدون الجزائري]ــــــــ[20 - 08 - 09, 01:10 م]ـ

[طالع]

تراث الشيخ عبد الرحمن الأخضري (صاحب السلم المرونق)

من خلال بعض خزائن المخطوطات والمكتبات

الأستاذ: حمدادو بن عمر (كلية العلوم الإنسانية والحضارة الإسلامية. جامعة وهران)

لقد كان لعلماء الأمة العربية والإسلامية دور كبير في الحفاظ على مقوماتها وإبراز هويتها على مر العصور المتباينة والحقب التاريخية المختلفة. إن دور هؤلاء الأعلام يكمن في كونهم فرسان علم بالنهار ورهبان دين وورع بالليل. وقد كانت لمؤلفاته بعد رحيلهم عنا سمة مميزة راحت تشتعل في قلوب الباحثين والمهتمين بتراثهم،؟ فراحوا ينفضون عنه الغبار دراسة وتحقيقا وتعليقا ونشرا. ومن جملة هؤلاء الأعلام شخصيتنا هاته محاولة منا بالتعريف بها لعامة الباحثين والمهتمين.

تعريف موجز بشخصية الشيخ عبد الرحمن الأخضري:

اسمه ونسبه:

هو العلامة الجزائري أبو يزيد عبد الرحمن بن محمد الصغير بن محمد بن عامر الشهير بالأخضري, مالكي المذهب, اشعري العقيدة ويعد من علماء البارزين, وعلما من أعلام الجزائر في القرن العاشر الهجري (10هـ) (1).

مولده ونشأته:

أجمعت جل المصادر على أن مولده في "نبطيوس" ونشأ بها في بداية حياته, وهي قرية من قرى بسكرة الواقعة عشر كيلومترا تقريبا. وبسكرة -بكسر الباء والكاف أو يفتحها – كما أشار إلى ذلك ياقوت الحموي, حيث عرفها بقوله:"بلدة بالمغرب من نواحي الزاب بينهما وبين قلعة بني حماد مرحلتان, وبينهما وبين طنجة مرحلة", ووصفها أبو عبيد البكري بكثرة بساتينها ونخيلها , مشيرا إلى أهم القبائل والأمم التي استوطنتها.

وقد كان مولده سنة 920هـ/1514م على أرجح الروايات, إلا أن هناك اختلافا وتضاربا بسيطة في آراء مترجميه, فنجد من بعض من ترجموا له على أن سنة ولادته كانت 918هـ/1514م (2). ونشير إلى أن هذه السنة استدركها عادل نويهض في آخر معجمه, بعد أن أرخ لمولده في بداية معجمه على أنه ولد في سنة 910هـ/1504م (6).

غير أن هناك مصادر أخرى لم تطلعنا على تاريخ ولادته ولا تاريخ وفاته, وهذا ما نلحظه في كل من تعريف الخلف برجال السلف, شجرة النور الزكية, معجم المطبوعات العربية والمعربة, دائرة المعارف الإسلامية, واكتفى أصحاب هذه المصادر بالإشارة إلى أنه من أعلام القرن العاشر الهجري, وهذا نظرا لاكتناف الغموض لشخصية الشيخ عبد الرحمن الأخضري. ففي الحفناوي "لم أطلع على ما ترجمته"7وفي دائرة المعارف الإسلامية" مؤلف عربي لم نعرف عن حياته شيئا" (8).

فالخلاف حول ميلاه ليس لافا كبيرا كما هو جلي لدى العام والخاص, لكن إذ رجعنا إلى منظومته المسماة بـ"السلم المرونق" تأكدت لنا الرواية الصحيحة حول تاريخ ميلاده, إذ يقول في نظمه هذا: (9)

ولبني إحدى وعشرين سنة معذورة مقبولة مستحسنة لا سيما في عاشر القرون ذي الجهل والفساد والفنون وكان في أوائل المحرم تأليف هذا الرجز المنظم من سة إحدى وأربعين من بعد تسعة من المئينة، ومن هنا ندرك كل الإدراك على أن ولادته كانت سنة 920هـ على أصبح الروايات المذكورة أنفا, وربما هذا الرجز هو اعتمده بعض المؤرخين كمعيار أو كسند رسمي في إثبات سنة ولاته (10).

لقد نشأ الشيخ عبد الرحمن الأخضري نشأة علمية تميزت بالعلم والصلاح, فساعده محيطه على أن يتبوأ من العلم مقعدا مرموقا شغوفا, على حب العلم مسخرا حياته للعلم وحده.

ونلمس ذلك من خلال والده محمد الصغير الذي اكتنفه بالرعاية والتعليم والتربية والتهذي, ساعده في ذلك فطانته وذكاؤه ومنثم حرصه على المعرفة منذ حداثة سنه, إما بالاجتهاد والمثابرة وإما بالمطالعة والمذاكرة في شتى الفنون, فجمع بين العلوم العقلية والنقلية منها حدا سواء, يقول سركيس" عالم زاهد مرع ذو قدم راسخ في المعقول والمنقول". (11)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير