وكما ذكر أن كلامه عن الهند لم يكن مستقلا بل جاء ضمنا بعض الأبواب، إلا أن كتاباته خاطئة عمدا، حيث استخدم كلمات لا تصح استعمالها بالنسبة للمسلمين فمثلا يقول عن محمود الغزنوي في الصفحة رقم 268: إنه احتل كجرات في الهند ونهب معبد سومنات.
فنعلم جميعا أن فتح محمود لم يكن احتلالا وحصوله على الغنائم لم يكن نهبا وسلبا كما هو عند النصارى.
ويذكر مبينا النزاع بين المسلمين في أفغانستان في الصفحة رقم 3388: أن إخوة سورى ما لبثوا أن حشدوا جحافلهم المتوحشة وأعادو الكرة ... فيستخدم كلمة المتوحشة للمسلمين كأنهم وحوش بعيدون عن الحضارة والمدنية، ولا يعرفون آداب الحروب ونظمها وقوانينها مثل النصارى الذين لا يبالون بإل ولا ذمة في حالة غلبهم على المسلمين ويقومون بالقتل والتدمير على أوسع نطاق، وهذا هو ديدنهم وهو واضح من التاريخ الإسلامي.
كما يقول في ص557 ضمن ذكر الوهابيين: أما في الهند، حيث كان السيد أحمد الراي لبريلوي قد سعى إلى نشره عقب أدائه فريضة الحج 1822 ـ 1823م، فقد أحدث في العقود التالية كثيرا من الاضطراب بسبب من أن أتباعه في مقاطعة الفتن واصلوا إعلان الجهاد ضد غير المسلمين.
فلا شك أنه يقصد ويشير بهذه العبارة إلى الحركة التي تعرف في الهند بحركة الإمامين أحمد بن محمد عرفان والشاه محمد إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي، ولا ريب أن معلوماته هذه كلها خاطئة، ونعذره في ذلك لأنه بدون شك استقى معلوماته من المصادر الأنجليزية، وما دامت هذه الحركة ضد الإنجليز وطردهم من الهند وتحريرها فالإنجليز ربطوها بالوهابية عمدا لأسباب سياسية ودينية لا يخفى على المؤرخين، ومع هذا كان يلزمه أن يراجع المصادر والمراجع الهندية التي ألفها المسلمون هناك ويطلع على آرائهم، وإذا لم يتيسر له الكت، فكان من الممكن مراجعة علماء الهند ومراسلتهم وأخذ آرائهم في هذا الصدد ولكن لا نعذره في الأشياء التالية لأنه لا شك كان رجلا مثقفا متعلما حاد الذهن واسع الإطلاع على تاريخ المسلمين، وهي:
1 ـ تسمية حرك الشيخ محمد بن عبد الوهاب، بالحركة الوهابية كذلك تسمية حركة الإمامين بالحركة الوهابية وربطها بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ولا أريد أن أخوض في الكلام حول الوهابية فإنها لا يخفى على الباحثين والمؤرخين، وهذا خطأ فادح من بروكلمان.
2 ـ تسمية جهاد المسلمين بإحداث الاضطراب والفوضى داخل البلاد، ولا شك أن جهاد المسلمين ضد الإنجليز كان للحصول على الحقوق الشرعية والدولية ولأجل تحرير الهند من المحتلين، وهذا لا يسمى اضطرابا، بل هو حق شرعي وديني وإنساني ودولي، فنسأل بروكلمان لو احتل أحد بيتك الذي تسكن فيه أو بلدك ووطنك فهل أنت تتخلى عنهما بدون بذل أي جهد لأخذ حقوقك، أو تبذل جهودك وتستعمل كل الوسائل لاسترداد حقوقك المشروعة، وهل تعتبر هذا الجهد من باب الاضطراب يا بروكلمان؟.
ولا شك أن إجابتك تكون بالنفي، فلماذا هذا الافتراء على المسلمين يا زعيم المستشرقين وأين موضوعيتك ومنهجيتك في دراستك؟.
3 ـ كما أبغى أن أوضح أن هذا الجهاد لم يكن ضد جميع غير المسلمين يا بروكلمان بل كان ضد الإنجليز والسيخ فقط، وجاهد السيد السيخ مضطرا إلى ذلك، لأن السيخ كانوا حلفاء الإنجليز وكانوا على الحدود بين السيد والإنجليز، ودعاهم السيد إلى الصلح والقتال معا ضد الإنجليز ولكن لم يرضوا بذلك، ولذلك جاهد ضدهم، وإلا في الأساس كانت هذه الحركة ضد الإنجليزن ولذلك نرى أنه لم يحارب الهندوس لأنهم كانوا إخوة الوطن، وهم أيضا يريدون تحرير الهند من الإنجليز ولذا نراهم ساعدوا السيد من الناحية المادية واشتركوا معه في جهوده التحريرية سواء كانت السلمية أو القتالية.
4 ـ حركة الإمامين بدأت قبل أن يقوما بأداء الحجن وهي حركة سلفية على أساس الكتاب والسنة، ونسبت إلى الوهابية من قبل الإنجليز قبل أدائهما الحج، ولذا لا يصح القول بأن السيد سعى إلى نشر الوهابية بعد أداء الحج.
وأكتفي بهذه النماذج فهي كافية للدلالة على افتراءاته.
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[04 - 10 - 09, 03:22 م]ـ
احسنتم وبارك الله فيكم
ـ[عبد المنان محمد شفيق السلفي]ــــــــ[26 - 07 - 10, 06:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم سلام عليك يا أخي و بارك الله فيك بأنك اجتهدت و نشرت موضوعي في ملتقى أهل الحديث و في انترنت، و أرجو الله أن يعم به الفائدة، و يكتب لي و لك الحسنات يوم القيامة، والله ولي ذلك و هو القادر عليه. آمين
كاتب هذه السطور أخوك: عبد المنان محمد شفيق السلفي
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[26 - 07 - 10, 09:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم سلام عليك يا أخي و بارك الله فيك بأنك اجتهدت و نشرت موضوعي في ملتقى أهل الحديث و في انترنت، و أرجو الله أن يعم به الفائدة، و يكتب لي و لك الحسنات يوم القيامة، والله ولي ذلك و هو القادر عليه. آمين
كاتب هذه السطور أخوك: عبد المنان محمد شفيق السلفي
بارك الله فيك , ونفع بمقالك , وأرجوا أن تستمر في كتابة المقالات النافعة في هذا المضمون.
و أحسن الله للأخ النّاقل.
¥