تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مخطوطات مكتبة آل المنصوري (بلجرشي - قرية المصنعة)]

ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[17 - 11 - 09, 11:46 م]ـ

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=71942&stc=1&d=1258490582

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

• الْحَمدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى أَشْرَفِ الأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ، أَمَّا بَعْدُ:

• فإن الاهتمام بالتُّراث العلمي لأسلافنا الماضين، وإبراز النَّافع منه للعالمين، من سَنَنِ الأخيارِ والصَّالحينَ، ومن باب الاقتداء بمن سبقني من علمائنا العاملين، ومشايخنا الأفاضل وإخواني الحريصين، فقد اجتهدت في التنقيب عن التُّراث العلمي المغمور في مدينتنا الحبيبة – بلجرشي – التي تحتضن جبل حِزنة المشهور وتقع في ديار غامد من الجزيرة العربية، وهي إحدى مدن المملكة العربية السعوديَّة، وقد كان أهلها كغيرهم من أهل جنوب الجزيرة العربية يتفقهون على المذهب الشَّافعي ويفتون به ويدْرُسونه ويدرِّسونه، وكانت رحلة طلبة العلم فيها إلى بلاد اليمن، إما إلى زبيد أو بيت الفقيه أو غيرها من مراكز العلم في اليمن، وقد تفقَّه عدد كبير منهم على المذهب ورجعوا إلى أهليهم يعلمونهم أمور دينهم ويفتونهم فيما يشكل عليهم ويوثِّقون مبايعاتهم ويقسِّمون تركاتهم، بل كان كثير منهم يفتح دروسا لتعليم الطُّلاب القراءة والكتابة والقرآن والفقه حتى يرفعوا الجهل عنهم وليرثوا من بعدهم تعليم الأجيال التالية لهم.

انظر هذه الرسالة على سبيل المثال: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=181381

• وقد استمر النَّاس في السَّير على هذا المذهب الفقهي تعلما وتعليما، مع سير غالب المتعلمين منهم على المذهب الأشعري في المعتقد لأنه المذهب السائد عند أهل البلاد التي طلبوا فيها العلم، وكان يصاحب ذلك بعض التوسلات والاستغاثات التي يتعلمها العوام من مشايخهم، أو تكون دارجة بينهم دون إنكار أهل العلم عليهم، وقد استمر الحال على ذلك حتى دخلت هذه البلدة وغيرها من بلاد جنوب الجزيرة العربية تحت الحكم السعودي في عهد الدولة السعودية الثالثة عهد الملك عبد العزيز رحمه الله، فبدأت تتغير الأحوال، فتغير مذهب غالب النَّاس من الشَّافعي إلى الحنبلي، لأنه هو المعتمد في التدريس في المراكز الحكومية، والمعمول به في الأحكام في المحاكم الشَّرعيَّة، وصاحبه تغير في الاعتقاد من المذهب الأشعري إلى المذهب السني السلفي، ومنعت زيارة القبور للتوسل بأهلها، وعُلِّم النَّاس ثلاثة الأصول، والتوحيد الذي هو حقُّ الله على العبيد، وغيرها من كتب أئمة التجديد، وبرز من أبناء المنطقة دعاة صالحون صادقون، قاموا قومة رجل واحد مستعينين بالله تعالى على الإصلاح ومحاربة البدع والخرافات وغيرها من المنكرات، واستعانوا بعد الله تعالى بدعم حكومة هذه البلاد، فتغيَّرت الأحوال، وأصبح الناس على خير حال، أسأل الله أن يديم علينا ديننا وعقيدتنا السلفية النَّقيَّة، وأن يعيننا على تبليغها وتعليمها وحث الناس عليها.

• ومن باب البر بأعلام هذه المنطقة الحبيبة إلى قلبي وقلوب أبنائها، فقد قام عدد منهم بالبحث والتنقيب عن تراثها وتاريخها المغمور، الذي لا يعرفه كثير من أبنائها، والهدف منه تنبيه الغافلين إلى علمائهم السَّالفين، ليقتدوا بهم في همتهم وحرصهم، ويبرزوا للناس الصالح من تراثهم، حتى تكون الحركة العلمية أكثر نشاطا، والدعوة إلى الله على بصيرة.

• والحقيقة أن من الأسماء اللاَّمعة في تاريخ منطقتنا العلمي، ومن أهم وأشهر المكتبات الخاصة في المنطقة الجنوبيَّة، والتي حوت مجموعة كبيرة من كتب التُّراث المخطوط، مكتبة " آل المنصوري " التي تقع في مدينتنا الحبيبة مدينة بلجرشي – حرسها الله - (1)، وهذه المكتبة تتابع على بنائها والاعتناء بها بعض أهل العلم من عائلة " آل المنصوري " مشايخ العلم وقضاة المنطقة خلال القرنين السَّابقين، فمنهم من رحل لطلب العلم السنين الطوال، ومكث بين يدي العلماء، يستقي من علومهم، ويستفيد من توجيهاتهم، ومنهم دون ذلك، ولقد كنت حريصا منذ مدة طويلة على زيارة هذه المكتبة العظيمة بمحتواها، والغنيَّة بمراجعها

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير