تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المخطوطة، والتي لا تضاهيها مكتبة خاصَّة في منطقة الجنوب فيما أعلم، هذا ما بقي منها، غير الذي لحقه الحريق أو التلف، إلى أن يسر الله تعالى لي اللقاء بالخال منصور بن عبد الوهَّاب بن عبد العزيز المنصوري حفظه الله تعالى يوم الجمعة 7/ 9/1430 هـ، فدار الحديث بيننا حول بعض الأمور الخاصة بأسرتهم من ناحية النسب ومن ناحية التراث العلمي، وقد كان حفظه الله في غاية الأدب والتواضع والتَّعاون، وبعد أن انتهينا من اللقاء قام بإطلاعي على مجموعة من المؤلفات المخطوطة التي تحتويها المكتبة، وقد صورت بعض الأوراق منها، ثم اتفقت معه على أن أقوم بزيارات أخرى لأجرد ما أستطيع منها وأفهرسه، ثم أنشر عناوينه، حتى يبقى هذا الفهرس شاهدا على التاريخ العلمي المجهول في منطقتنا الحبيبة.

• ثم يسر الله لي يوم الجمعة 21/ 9/1430 هـ المرور على الخال منصور بن عبد الوهاب المنصوري، بعد صلاة العصر مباشرة، وقد اتصلت به قبلها لأخذ موعد معه من أجل ترتيب المخطوطات وفهرستها، فلمَّا زرته وعرضت عليه الموضوع مرَّة أخرى وأعطيته أنموذجا من فهرسة المخطوطات الخاصة بنا (آل الفقيه)، رحَّب بالفكرة كما رحَّب بها من قبل، وقال لي أنت محل الثقة عندنا إن شاء الله، ونشكر لك اهتمامك وجهودك الملحوظة في الاعتناء بتاريخ المنطقة وتراثها، ولا أعتبرك إلا كأحد أبنائنا، وعلاقة أسرتينا متينة منذ الآباء والأجداد، فشكرت له ذلك ولا زلت أكرر شكري له ولا أزال أدعو الله أن يبارك له في أهله وصحته، فقليل من الرجال من يتعاون مع المهتمين والحريصين.

• ثم عرضت عليه فكرة الفهرسة، وأخبرته بطريقتها وأنها تحتاج إلى وقت كثير وجهد متواصل، لأن كثيرا من المخطوطات لا زالت مبعثرة الأوراق، وأخبرته أن ترددي على منزلهم وبقائي في المكتبة ساعات طويلة يسبب لي وله الحرج، حيث إنهم لا يأتون إلى المنطقة إلا في الصيف، وبقاءه معي سيأخذ وقته دون فائدة، وأهله لن يأخذوا راحتهم في المنزل، وغيرها من الأمور التي نعلمها جميعا، فقلت له إني أقترح عليك – لأن الثقة قائمة – أن أصطحب المخطوطات معي للمنزل، حيث إن زوجي وأولادي في المنطقة الشرقية (الدمام)، ولا أحد عندي إلا الوالدين حفظهما الله، وفي المنزل سيكون الوقت كاملا بين يدي، والمكان مناسب بالنسبة لي، فقال إن الأمر إليك، ولا داعي لأن تكرر موضوع الثقة، فلو لم أثق بك منذ البداية لما أدخلتك المكتبة ولا أريتك شيئا منها، فكررت شكري له، وحمدت الله تعالى على ما أنعم به عليَّ.

• ثم قمت بجمع كل المخطوطات التي عنده، سواء المجموع في مجلدات أو الذي لا زال مبعثرا، ثم وضعتها أنا وهو في السَّيَّارة، والحقيقة أني لم أنم منذ استلامها – مع أذان المغرب - إلى أن انتهيت من ترتيب آخر ورقة منها صباح يوم السبت 22/ 9/1430 هـ، الساعة التاسعة والنصف.

• من العجائب التي وقعت ولم تكن في البال أصلا، لكنه من توفيق الله تعالى، أني أخذت كتابا مطبوعا طبعة قديمة، ولم أتنبه له، لأنه كان بين مجلدات المخطوطات المجموعة، فلمَّا قلَّبته تعجبت من عدم تنبهي لذلك، ولم أدر أن الله أراد شيئا لم أكن متنبها له، فلمَّا نظرت في مقدمته، وجدت أن جدهم الشيخ " محمَّد بن عبد الله المنصوري " رحمه الله قد كتب رسالة في العقيدة في الأوراق الأولى من هذا المجلد سمَّاها " رسالة التَّوحيد، فيما يجب للمعبود على العبيد " فشكرت الله على فضله وتوفيقه، وهذا الأمر زاد من حرصي على جرد كل الكتب الموجودة في المكتبة، فكررت الزِّيارة للمرة الثالثة، ولم أبق رفّاً إلا نقَّبته، واستمر ذلك قرابة ساعتين أو يزيد، وخرجت بقرابة خمسة عشرا مجلدا مخطوطا غير التي عندي، وجمَّعت من أوراق المخطوطات المتناثرة شيئا كثيرا.

• نفائس وجدتها:

1 - طالعت بعض المجلدات لأتأمل عناوينها وطريقة الترتيب التي اتبعها " الشيخ عبد الوهاب " رحمه الله عند تجليدها، فلفت نظري أحد المجلَّدات التي قلَّبتها، فتأملته وتعجبت من وجوده، فإذا هو كتاب من أمَّهات كتب الحديث، بل أصحها على الإطلاق، لعلكم عرفتموه، نعم إنه " صحيح البخاري " وهو الجزء الرابع من الكتاب، وهذه القطعة من باب الاستئذان إلى آخر الكتاب، وتكمن نفاستها أنها كتبت عام " 749 هـ " أي قبل قرابة 700 سنة من الآن، فهل تعرفون أحدا يملك قطعة بهذه النَّفاسة؟!

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=71943&stc=1&d=1258490582

2- ووجدت كتابا آخر نفيس أيضا وهو كتاب " كفاية الأخيار في حل غاية الاختصار " لأبي بكر الحصني الدِّمشقي، ونفاسة هذه المخطوطة أنها مكتوبة عن نسخة المؤلف ومقابلة عليها، حيث إنه انتهى من تأليفها عام 808 هـ، ونقلت هذه النسخة وقوبلت عليها عام 871 هـ، فهل تعرفون أحدا يملك نسخة بهذه النَّفاسة؟!

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=72248&stc=1&d=1259723449

• وقد صنعت لها فهرسا أوليا كتبته في قرابة عشر أوراق بخط اليد، ورقَّمت المجلدات المجموعة فبلغت خمسين مجلدا، وجمعت من الأوراق المتناثرة إلى الآن أكثر من ثلاثين رسالة تامة، وقد أعدت إلى الخال منصور كل المخطوطات، لأن الوقت داهمني، فلم أتمكن من إكمال الترتيب والفهرسة، ووعدني أن أقوم بإكمالها في إجازة حج هذا العام إن يسر الله تعالى أو في إجازة الصيف القادم إن شاء الله تعالى.

• أسأل الله تعالى أن يعينني وجميع الإخوة على التنقيب عن تراثنا، وإبراز النافع منه لأمتنا.

أخوكم

أبو عبد الرحمن

خالد بن عمر الفقيه

البركي الجرشي الغامدي

سلخ ذي القعدة 1430 هـ

ــــــ

(1) كما قال الدكتور أبو داهش في بحثه النَّافع الذي كان بعنوان ((الكتب والمكتبات في جنوب الجزيرة العربية)) 1215 - 1373 هـ، قال ص 451: ومن أشهر المكتبات الخاصة في عسير مكتبة آل المنصوري ببلجرشي بغامد التي تضم كثيراً من المخطوطات القديمة، والوثائق المهمة، وتحوي ما يقرب من خمسين مخطوطاً، بالإضافة إلى عدد غير يسير من كتب التراث المطبوعة.اهـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير