تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[إشكال حول مسألة المخطوطات الرقية.]

ـ[إبراهيم اليحيى]ــــــــ[14 - 04 - 10, 10:31 ص]ـ

أقول: مسألة المخطوطة التي كتبت على رقوق لازالت لدي فيها إشكال، وكنت منذ مدة وأنا أطرح سؤالا كيف أعرف أن هذا الرق أي الجلد الحيواني لهذا النوع من الحيوانات؟

ولا أجد من يجيبني إجابة علمية خاصة فيمن سألتهم من الكبار أو من قرأت كتبهم ممن كتبوا حول المسألة.

والذي دعاني للكتابة وتعليق الجرس، هو أن أحد التجار قبل عامين عرض علينا مخطوطات رقية، وكان كل مخطوطة معها وصفها الإكتناهي، وهذا أمر يكاد يكون عادي.

إلا أن الذي ليس عادي عندي، هو أن أحد المخطوطات كتب على رق أبيض ناصع وناعم؛ فكتب التاجر: كتبت المخطوطة على جلد نعام!. مما جعلني أفكر في البحث والتقصي حول الموضوع.

وفي الحقيقة كثرة المشاغل جعلتني لا أتقصد البحث في هذه الجزئية، إلا أنني أثناء القراءة في كتب علم المخطوطات كنت أتفطن لهذه المسألة، ولم أجد من الكتابات العربية كتابا أشفى عليلي.

ففي رأيي الأولي أن خبير المخطوطات عليه أن يقول كتبت على رق أي جلد حيواني وربما حدد الشعري واللحمي منه وذكر التقوير الذي فيه، ولكن أرى أنه ليس من العلمية أن تذكر نوع الحيوان من غير تثبت.

فقد اشتهر عند بعضهم قولهم كتب على رق غزال، وهذا كثير يريدون بذلك النفاسة وشيء من النصاعة.

وقد رأيت بعضهم يقول للآخرين هذه الرقوق كلها جلود غزال!!!.

ولا أدري هل كان الغزال أكثر من بهيمة الأنعام وأوفر وأرخص؟

ليس لدي اعتراض حول حيوان الغزال نفسه، بالإمكان أن يستفد من جلده ويعالج حتى يصبح رقا من الرقوق ويكتب عليه لخزانة أحد السلاطين مثلا أو لغير ذلك، لكن كل من هب ودب يقول لنا كتب هذا المخطوط على جلد غزال. أرى أن هذا الكلام غير علمي بل بعيد عن الحقيقة.

ذكر (جاك لومير) في كتابه (مدخل إلى علم المخطوط) عددا من الرقوق: فجلد الخنزير البري لتجليد الكتب وذكر جلد الماعز وجلد الحمار وجلد الفرس. وذكر (جاك لومير) أن جلد القضيم أو الجلد الناعم الثمين أفضل الجلود ويراد بالقضيم جلد حمل مولود ميت.

وليس هناك أدنى إشارة لجلد الغزال، صحيح أنه ليس كلامه قول الفصل ولكنه قرينة من القرائن التي جمعتها.

فعلى من يدرس المخطوطات في مرحلتي الماجستير أو الدكتوراه أن يحقق في المسألة ويختبر مجموعة من الرقوق لأي الحيوانات تعود، كي نسد الباب على الذين يتكلمون بغير علم.

كما أن (فرانسو ديروش) في كتابه (المدخل إلى علم الكتاب المخطوط بالحرف العربي) ذكر بعض المعلومات:

ـ جلد الخراف كان هو الأكثر شيوعا. قلت: وهذا مما يؤيده العقل.

ـ تسمية جلد الغزال تشير غالبا إلى نوعية معينة من الرق، وتعني الرق الذي لم يسبق استخدامه (رقوق عذراء). كالجلد المعد من الماعز الصغير أو الحملان المولولدة ميتة.

وعليه تبين أن من يذكر لك أن هذا المخطوط كتب على رق أي جلد حيوان أمر واضح لا خلاف فيه، ولكن من يذكر نوع الحيوان، هنا يحق لك أن تقول له كي أفرق بين رقوق الحيوانات، وخاصة عندما يأتي لك بحيوان خرافي كصاحبنا الذي قال جلد نعام.

لا بد أن تفحص مجموعة من الرقوق وتعرف أوجه التشابه بينها لتحديد نوع الحيوان كما أن على من يعمل على هذه الدراسة أن يأخذ جلد حيوان حديث العهد بحياة ويجري عليه المعالجة المذكورة في الكتب من النورة والطباشير وغير ذلك ثم يجفف ويكتب عليه، بعد ذلك يأخذ عينة منه ليعرف الحيوانات التي لها وجه تقارب بين بعضها البعض.

فحيوانات الصحاري غير حيوانات الغابات وحيوانات أليفة غير حيوانات متوحشة وحيوانات كبيرة غير حيوانات صغيرة العمر وحيوانات صحيحة غير حيوانات مريضة ... وهكذا كتبت على عجل حبذا لو أن أحد المهتمين عالج الأمر وأفادنا والله المستعان.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير