أما ذكر "وقف على طلاب العلم" وهذا الكلام لا أساس له في مكتبات العالم التي تحفظ على ما في رصيدها من التراث.
ولك التوفيق
موراني
ـ[د. محمد العطار]ــــــــ[24 - 06 - 10, 07:04 م]ـ
لكن يقتصر دورها فقط على الحفاظ عليها لكن مع احترام الوصية المدون عليها وهي (وقف على طلاب العلم) فمنع هذه الإدارات المخطوطات عن طلاب العلم هو إخلال بهذه الوصية
والله تعالى أعلمبارك الله فيك ...
ولكن، تاكد، لن يكون الخاسر الا هم ... فالمخطوطات اليوم تصور وتُنشر على الشبكة، وستفقد ابهتها بعد فترة قصيرة ...
وعلينا ان نحفظ للتاريخ ما تقوم به هذه المراكز ... كي لا يقول عنا الاحفاد: كان لهم خير سلف، ولكنهم ...
المستشرق موراني:
ما تقوله لا يخلو من الصحة ... ولكن حينما نضع كل شئ في موضعه ...
البحث العلمي في الـ (عالم الثالث) كما تعلم يعاني الكثير، ولا يحصل الباحث هنا على الادنى والقليل ...
وللتاريخ، تحدثت، واكتب، وساكتب:
عندما بدات دراسة الطب، كنت ازور اسبوعياً احد مخازن المخطوطات (الوقفية) هذه، لاطلع بموازاة دراستي للطب الحديث على اراء القدماء في كل مادة ادرسها ...
لا يشك القائمون على تلك المكتبة وغيرها، باني لا اجمع ما اجمع عبثاً، فقد جربوا تكراراً معرفتي بما لم يتعرفوا عليه من مخطوطات النراث العلمي ... رغم انها مبتورة الطرفين، خالية من مُرشدٍ لمصنفها ...
كان يعرف اولئك، اني اقوم بفهرسة جديدة لمخطوطات التراث العلمي في مكتبات العالم (ليس كتتمة فقط لما قام به د. فؤاد سزگين) ...
بعد حوالي ثلاث اعوام من دراستي للطب، طلب مني طالبان طب مشرفان على التخرج، بمساعدتهم في اطروحتهم لنيل شهادة الطب، وكانت حول طب العيون في الطب الاسلامي -في ايران- (العربي -في اوروبا-، او اليوناني -في الهند-) ... عندها طلبت نسخة من مخطوطة (نور العيون) لـ محمد بن منصور الجرجاني، المعروف بـ زرين دست ... وهي اقدم مخطوطة طب عيون بالفارسية وصلتنا -كما نعلم-، ورغم ان نموذج طلب المخطوط كان موقعا من استاذ مرموق في طب العيون -وهو المشرف-، رُفض الطلب ...
ليس هذه تجربتي الوحيدة، فعندما حققت احد مصنفات جالينوس -انتظر حصولي على نسخة اخرى منذ 5 سنوات-، طلبت نسخة من كتاب (فينكس) لجالينوس، وهو فهرس كتبه ... فرُفض الطلب بحجة اوهن من بيت العنكبوت ... فما كان مني الا ان نسخت المخطوط بيدي (من جهاز الميكروفيلم المزعج، بالرغم من وجود صور ملونة للمخطوط لديهم، ووجود حواسيب!!!!!)
حسناً، فلنقارن ما سبق بما في بلادكم ...
تروي فاطمة الحاج علي تجربتها في فرنسا، في مقال موسوم بـ (في رحاب الواسطي) طُبع في مجلة العربي العدد 560 ص90
هذا الكتاب الذي حلمت يوما أن أتصفّحه ولكن دون جدوى, وذلك عندما كنتُ أتابع دراستي في باريس, وكان موضوع أطروحتي: (توارد إبداعي بين الواسطي وبول كلي ( Paul Klee)(1). وعندما تداولت الموضوع مع المشرف على أطروحتي وأطلعته على بعض النماذج من منمنمات الواسطي, وأخرى لبول كلي, اقترح عليّ اسم بول كلي في بلاد الواسطي ورسم عندها كلي راكبا الحمار.
وشكوتُ يومها من قلّة ما لديّ من مراجع عن الواسطي وتخمة ما لديّ لبول كلي! وخاصة أن أعمال الواسطي الموجودة في الكتب الفرنسية مجتزئة ظنّا منهم أن عمله هو فقط ما رسم وليس ما خطّط حول المنمنمة من كتابات بأشكال واتجاهات متنوعة وألوان تختلف بين الأحمر والأسود.
فطلب منّي أن أذهب إلى المكتبة الوطنية لرؤية المخطوطة, والحصول على شرائح ملوّنة ( Slides) أو صور عنها.
في اليوم التالي كنت صباحا في المكتبة الوطنية, حيث أُفاجأ برفض طلبي وإعلامي أنهم يستطيعون مدّي بعشر صور فقط. وهذا كل ما لديهم ,وأنهم لا يستطيعون فعل أي شيء آخر لأنه غير مطلوب. أحسست بأن رأسي يضجّ بصخب هو خليط من قهر وإهانة, طوال طريقي إلى الجامعة. وإذ بي أستفيق من ذلك الصّخب أمام الأستاذ المشرف أخبره ما حدث. طلب منّي مرافقته إلى غرفة المدير في الجامعة وشرح له ما جرى معي.
أخذ المدير السماعة وتكلّم: هَلْ وصلنا إلى مرحلة منع الطلاب من متابعة أبحاثهم? لمن ولماذا هذه الأكوام المكدّسة لديكم? يؤسفني سيدتي أن أخاطبك بهذه اللهجة, وأطلب منك أن يُلبَّى طلب تلميذتنا بكل ما تحتاج إليه لبحثها وبأسرع وقت ممكن, وإلا سنرفع تقريرنا بشأن هذا الموضوع إلى جهاتكم المختصة في المكتبة.
بعد يومين فقط كان لديّ 101 شريحة تمثل كامل أعمال الواسطي الموجودة في مقامات الحريري.
والحديث ذو شجون ...
ـ[العوضي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 07:49 م]ـ
حقيقة تعاملت مع مركز جمعة الماجد سواء في تصوير المخطوطات لي أو لغيري من (خارج الدولة) أو في تصوير الكتب فلم أجد منهم إلا كل تجاوب بالمطلوب!!!
ـ[أبو الحسن علي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 01:26 م]ـ
أما ذكر "وقف على طلاب العلم" وهذا الكلام لا أساس له في مكتبات العالم التي تحفظ على ما في رصيدها من التراث.
طبعا له أساس وهو الوقفيات أو الوصايا المدونة على الكتب ومخالفتها يستحق قول الله عز وجل ((فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)) وهذا الكلام يختص بالمكتبات العربية أما الأوربية فقد سرقت ونهبت الكتب فلا يضرها ذنب مخالفة هذه الوصايا فليس بعد الكفر ذنب
والسؤال يطرح نفسه لمصلحة من إخفاء التراث عن العرب وهو إرثهم الذين هم أحق الناس به؟!!!!
حقيقة تعاملت مع مركز جمعة الماجد سواء في تصوير المخطوطات لي أو لغيري من (خارج الدولة) أو في تصوير الكتب فلم أجد منهم إلا كل تجاوب بالمطلوب!!!
نعم أخي الفاضل لكن السؤال متى هذا حدث ذلك؟
كان هذا يحدث مع الإدارة السابقة لهذه الإدارة التي كانت تتعاون مع الباحثين وتخدمهم أما الحالية فليس هناك وجه مقارنة بينها وبين سابقتها
¥