تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وإن لم يكن للعامة همٌ بالأمة ولا ما يدور فيها كانوا أكثر لومًا وعتابًا للعالم على ما قال أو فعل، أو أمر أو أنكر!!

وهنا تأتي حكمة العالم الحكيم، لا تزيده ضجة الناس من حوله إلا خوفًا من الله أن يقول ما لا يرضيه وإن أسخط الناس، ولا ينتظر منهم أن يتجمهروا حوله حتى يأمر بالمعروف أو ينهى عن المنكر، وإنما زادُه في ذلك كله العلم والحكمة والأناة والعزيمة والنصح الخالص للمسلمين.

يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ: "سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ يقول: مررت أنا وبعض أصحابي في زمن التتار بقوم منهم يشربون الخمر، فأنكر عليهم من كان معي، فقلت له: إنما حرم الله الخمر لأنها تصد عن ذكر الله وعن الصلاة، وهؤلاء تصدهم الخمرة عن قتل النفوس وسبي الذرية وأخذ الأموال، فدعهم".

ومن ذلك ما ذكره ابن كثير ـ رحمه الله ـ بقول: "لقد تكلم الناس في كيفية قتال هؤلاء التتار من أي قبيل هو؟ فإنهم يظهرون الإسلام وليسوا بغاة على الإمام، فإنهم لم يكونوا في طاعته فخالفوه.

فقال الشيخ تقي الدين: هؤلاء من جنس الخوارج الذين خرجوا على عليّ ومعاوية ورأوا أنهم أحق بالأمر منهما، وهؤلاء يزعمون أنهم أحق بإقامة الحق من المسلمين، ويعيبون على المسلمين ما هم متلبسون من المعاصي والظلم، وهم متلبسون ما هو أعظم منه بأضعاف مضاعفة، فتفطن العلماء والناس لذلك" البداية والنهاية 14/ 24.

إنها أمانة العلم فحسب، ثقل في الدنيا، ومحاسبة في الآخرة، وسبيل بالعطاء إلى الغفران، وطريق بالكتمان إلى الخسران، تصان بالورع، وتزكو بالتواضع، وتبقى بالصبر مدى الأزمان.

فسبحان الله القائل: (يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ).

وسبحانه عز من قائل عليم: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ) [آل عمران:187].

http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_*******.cfm?catid=188&artid=4750

ـ[شهاب الدين]ــــــــ[10 - 12 - 04, 03:19 م]ـ

السلام عليكم

جزاكم الله عنا خيرا

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير