[لذة التعبد عند السلف]
ـ[أبومالك الأثري الأمريكي]ــــــــ[15 - 12 - 04, 07:35 م]ـ
لذة التعبد عند السَّلف
فلله در أقوام؛ شغلهم تحصيل زادهم عن أهليهم وأولادهم , ومال بهم ذكر المآل عن المال في معادهم، وصاحت بهم الدنيا فما أجابوا شغلًا بمرادهم , وتوسدوا أحزانهم بدلًا عن وسادهم , واتخذوا الليل مسلكًا لجهادهم واجتهادهم , وحرسوا جوارحهم من النار عن غيهم وفسادهم , فيا طالب الهوى جز بناديهم ونادهم: أَحيَوا فُؤَادِي! ولَكِنَّهم علَى صَيحَة من البين ماتُوا جميعًا , حرمُوا رَاحة النَّوم أَجفَانهم , وَلَفُّوا علَى الزفرات الضُّلوعَا , طُول السَّواعد شُمُّ الأُنوف؛ فطابُوا أُصُولًا , وطَابُوا فُرُوعا , أَقبلت قلوبهم تراعي حق الحق , فذهلت بذلك عن مناجاة الخلق 0 فالأبدان بين أهل الدنيا تسعى , والقُلوب في رياض الملكوت ترعى , نازلهم الخوف فصاروا والهين , وناجاهم الفكر فعادوا خائفين , وجَنَّ عليهم الليل فباتوا ساهرين , وناداهم منادى الصَّلاح حىّ على الفلاح فقاموا متهجدين , وهبت عليهم ريح الأَسحار فتيقظوا مستغفرين , وقطعوا بند المجاهدة فأصبحوا واصلين , فلمَّا رجعوا وقت الفجر بالأَجر نادى الهجر: يا خيبة النائمين.
لله قَوْمٌ شَرُوا مِنْ الله أَنْفُسَهُم - فَأَتْعَبُوهَا بِذِكْرِ اللهِ أَزْمَانَا
أَمَّا النَّهَارُ فَقَدْ وَافَوا صِيامَهُمُ وَفِي - الظَّلَامِ تَرَاهُمْ فِيهِ رُهْبَانَا
أَبْدَانُهُم أَتْعَبَتْ فِي اللهِ أَنْفُسَهَم - وَأَنْفُسٌ أَتْعَبَتْ فِي اللهِ أَبْدَانَا
ذَابَتْ لُحُومُهُمُ خَوْفَ العَذَابِ غَدًا - وَقَطَّعُوا اللَّيلَ تَسْبِيحًا وَقُرْآنَا
فلله در أقوام هجروا لذيذ المنام , وتنصلوا لما نصبوا له الأقدام , وانتصبوا للنصب في الظلام يطلبون نصيبًا من الإنعام , إِذا جنّ الليل سهروا , وإذا جاء النَّهار اعتبروا , وإذا نظروا في عيوبهم استغفروا , وإذا تفكروا في ذنوبهم بكوا وانكسروا.
وإليك بعضًا من صورهم , ونماذج من هديهم , عسى أن نحذو حذوهم ..... المزيد ( http://www.salahmera.com/modules.php?name=News&file=article&sid=17)
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[24 - 12 - 04, 04:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم