ومن أدلة البعث: (ألم ترَ أنَّ اللهَ أنزل من السماءِ ماءً فتصبحُ الأرضُ مخضرَّةً). قال المصنف: والأدلة على البعث جوازاً ووجوباً: أما الجواز: فالنظائر الحسية. وأما الوجوب: فما وعد الله تعالى به من البعث والإعادة، وإكرام الطائعين بجنته وإهانة المجرمين بعقوبته وما اقتنع للخلق بتكرير وعده الصادق حتى حلف على ذلك في عدة مواضع من ذلك (زَعَمَ الذينَ كَفَروا أنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بلى وربِّي لَتبعثُنَّ ثمَّ لتنبؤنَّ بما عملتم)، ومن ذلك (فوربَّ السماءِ والأرضِ إنَّهُ لحقٌ مِثْلَ ما أنكم تنطِقُونَ)، ومن ذلك: (ويستنبئُونكَ أحَقٌّ هو قُلْ إيْ وربِّي إنَّهُ لَحقّ). (اللهَ الذي خلقَ السمواتِ والأرض ولم يعيَ بخلقهِنَّ بقادرٍ عَلَى أَنْ يُحْييَ الموتىَ بَلَى إنَّهُ عَلَى كُلِّ شيءٍ قديرٌ).
ومن أدلة البعث: (ألم ترَ أنَّ اللهَ أنزل من السماءِ ماءً فتصبحُ الأرضُ مخضرَّةً). قال المصنف: والأدلة على البعث جوازاً ووجوباً: أما الجواز: فالنظائر الحسية. وأما الوجوب: فما وعد الله تعالى به من البعث والإعادة، وإكرام الطائعين بجنته وإهانة المجرمين بعقوبته وما اقتنع للخلق بتكرير وعده الصادق حتى حلف على ذلك في عدة مواضع من ذلك (زَعَمَ الذينَ كَفَروا أنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بلى وربِّي لَتبعثُنَّ ثمَّ لتنبؤنَّ بما عملتم)، ومن ذلك (فوربَّ السماءِ والأرضِ إنَّهُ لحقٌ مِثْلَ ما أنكم تنطِقُونَ) ومن ذلك: (ويستنبئُونكَ أحَقٌّ هو قُلْ إيْ وربِّي إنَّهُ لَحقّ).
فصل:
ولم يكن لمنكرٍ شبهةٍ إلا مجرد تعجب واستبعاد. قال اللهُ تعالى: (وإنْ تَعْجَبْ فعجبٌ قولُهم أَئِذا كُنَّا تراباً أَئِنَّا لفي خَلْقٍ جَديدٍ) معناه: أن كان لك عجبٌ من شيءٍ فمن إنكارهم البعث فاعجب؛ لأنَّ العجب ما ندر وجوده وخفي سببه، وليس هذا مما ندر وهم يشاهدون إحياء الأرض بعد موتها واكتساءَ الأشجار بعد عُريها، وعود النهار بعد زواله والليل بعد ذهابه، وإخراج الحي من الميت والميت من الحي ولا مما خفي سببه، فإن الله سبحانه هو الفاعل لذلك والمخترع له والقادر عليه، وحكمته إظهار ما استتر عن خلقه من تدبيره، وما النشأة الثانية بأعجب من الأولى، وقد قال بعض الحكماء: ثبت أن الله عز وجل حكيم، والحكيم لا ينقضُ ما بنى إلا لحكمه أتم من حكمةِ النقضِ ولا يجوز أن يكون أنقض ولا مماثله على ما لا يخفى.
الباب السابع: في ذكر أدلة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم من الكتاب العزيز
ذكر أدلة نبوة محمدٍ من الكتاب العزيز:
والكتاب العزيز كله دليلٌ على صدق رسالته بل كل سورةٍ منهُ دليل عليه لمكان العجز عن الإتيان بمثلها، وقد ورد التحدي بذلك في الكتاب العزيز في خمسة مواضع:
من ذلك قوله تعالى: (وإنْ كُنْتُم في رَيْبٍ مما نزَّلْنَا على عَبْدِنَا فأتوا بسورةٍ من مثِلِه وادعُوا شهداءَكُم مِنْ دُوْنِ اللهِ إنِّ كنتُمْ صادقينَ).
الموضع الثاني: قوله عز وجل: (قلْ لئنِ اجتمعتِ الإنسُ والجنُّ على أنْ يأتوا بمثلِ هذَا القرآنِ لا يأتونَ بمثلهِ ولو كانَ بعضُهم لبعضٍ ظهيراً).
الثالث: (أمْ يقولونَ افتراهُ قلْ فأتُوا بعشْرِ سُورٍ مثلِهِ مفترياتٍ وادعوا مَنِ استطعتُم منْ دونِ اللهِ إنْ كنتُم صادقينَ).
الموضعُ الرابعُ: (أمْ يقولونَ افتراهُ قلْ فأتُوا بسورةٍ مثِلِهِ وادعُوا مَنِ استطعتُم منْ دونِ اللهِ إنْ كنتُم صادقينَ).
الموضع الخامس: (أمْ يقولونَ تقوَّلَهُ بلْ لا يؤمنون فليأتوا بحديثٍ مثلِهِ إنْ كانوا صادقينَ).
دليلُ آخرُ: (قُل يا أيُّها الذينَ هادوا زَعَمْتُمْ أَنَّكم أولياء لله مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَّنوا الموتَ إن كُنْتُم صادقينَ ولا يتمنونَهُ أبداً بما قدمتْ أيديهم واللهُ عليمُ بالظالمينَ) فلو لم يَعْلمُوا أنهُ رسولُ اللهِ وأنَّ خبَرَه حقَّ وصدقُ لبادروا إلى ما يبطلُ دعواهُ ويكذبُ خبرهُ.
دليلُ آخرُ: خاص باليهود والنصارى والعرب قوله تعالى: (الذينَ يتَّبعُونَ الرسولَ النبيَّ الأُمِّيَّ الذي يجدونَهُ مكُتوباً عِنْدَهُمْ في التوراةِ والإنجيل) وقد علموا أنه لا يعرف الكتابة ولا النظر في الكتب ولم يكن من شأنه.
¥